دراساتصحيفة البعث

البطالة في الولايات المتحدة أرقام وحقائق مرعبة..

ترجمة: سمر سامي السمارة

عن موقع غلوبل ريسرتش 2/5/2020

 

يرى الخبير الاقتصادي في موقع الـ “شادو ستستس” جون ويليامز أن معدل البطالة الحقيقي في الولايات المتحدة الذي وصل إلى 38٪ يتجه إلى الارتفاع، وبحسب تقرير لمعهد السياسات الاقتصادية فإن “ملايين” العمال الأمريكيين العاطلين عن العمل لا يحصلون على إعانات، لأن الطلبات التي قدموها والطلبات التي لم يتمكنوا من تقديمها لم تتم معالجتها، ويضيف التقرير بأنه “مقابل كل 10 أشخاص قدموا طلبات إعانة البطالة، هناك ثلاثة إلى أربعة أشخاص حاولوا تقديم طلبات ولكنهم لم يتمكنوا من الدخول إلى نظام تقديم المعونات، وفي المقابل، امتنع شخصان إضافيان عن محاولة التقديم بسبب صعوبة القيام بذلك.

تظهر هذه الوقائع أن معدل البطالة في الولايات المتحدة أكثر بكثير من الواقع الفعلي، بالإضافة إلى أن هناك ملايين العمال العاطلين عن العمل لا يحق لهم الحصول على الإعانات.

وتشير تقديرات معهد السياسات الاقتصادية إلى أن 13.9 مليون أمريكي لم يقدموا طلبات للحصول على إعانات، أو أن طلباتهم لم تتم معالجتها بسبب نظام الموقع المعقد.

وبحسب الأرقام الرسمية تمت معالجة طلبات أكثر من 26 مليون عامل أمريكي عاطل عن العمل حديثاً منذ منتصف آذار لغاية 23 نيسان، ولكن إذا لم يتم إدراج ما يقرب من 14 مليون أمريكي تقريباً ممن تم تسريحهم أو إبعادهم عن الأرقام الرسمية لفترة الخمسة أسابيع الماضية، فهذا يعني أن ما يصل إلى 41 مليون عامل أمريكي فقدوا وظائفهم منذ منتصف آذار، وتشير تقديرات برنامج التحصين الموسع إلى أنه بسبب وجود خلل في نظام التأمين ضد البطالة فإن الإعانات المقدمة للعاطلين الجدد عن العمل قد تصل إلى 52٪ من الأفراد المؤهلين حتى الآن، وقد استمد برنامج التحصين الموسع بياناته من استبيان تضمن سؤالاً واحداً عبر متصفح غوغل، بدءاً من 14 نيسان، وقد اكتمل الاستطلاع بنسبة 98٪ تقريباً، وكان عدد المستجيبين 24607 اعتباراً من 24 نيسان، وهذا السؤال هو: هل تقدمت بطلب للحصول على إعانات البطالة في الأسابيع الأربعة الماضية؟.. يمكن للمجيبين اختيار واحدة من ست إجابات: لم أتقدم بطلب لأنني لم أفقد وظيفتي، لم أتقدم بطلب لأنني لست مؤهلاً، لم أتقدم بطلب لأن الأمر صعب للغاية، حاولت ولكن تم رفض طلبي، حاولت ولكن لم أستطع تخطي البرنامج، لقد تقدمت بنجاح، يبدو أن واقع سوق العمل الأمريكي أكثر كآبة بكثير مما توضحه الأرقام الرسمية، يقول الخبير الاقتصادي نورييل روبيني بأن انتشار كوفيد -19، في الوقت الذي كان فيه العالم فعلياً ينجرف نحو عاصفة هوجاء من المخاطر المالية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، زاد من حدة وتفاقم الأوضاع سوءاً، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الأخطاء السياسية الفادحة للبنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب سوء إدارة أوباما وترامب، كانت سبباً حتمياً لوقوع أزمة أخرى فاقمت من حدة المخاطر، وحتى لو حدث انتعاش هذا العام فإن الكساد الكبير سيتابع بسبب تزايد الديون العامة، والعجز عن سداد الديون على نطاق واسع، وفقدان الإيرادات للكثير من الأسر، وديون القطاع الخاص غير المستدامة، وضعف الطلب بسبب انتشار البطالة الجماعية، والضغوط التخفيضية على الأجور، وعوامل أخرى، بعد كل هذا، هل ستزيد القبضة الامبريالية لواشنطن الطين بلة؟ وهل سيصرف صانعو السياسة الأمريكيون الانتباه عن الإكراه والضغط الاقتصادي الذي يُمارس على الأمريكيين العاديين بشن حروب ضد أعداء يتم اختراعهم؟ وهل سيصل استبداد الولايات المتحدة إلى ذروته بذريعة حماية الأمن القومي، في الوقت الذي يتم فيه اختراع أعداء واشنطن؟.. في الواقع، عندما تتقاعس الحكومات عن حماية شعبها، كما تبدو عليه الأمور في الولايات المتحدة، تفقد حقها في الحكم، ويصبح العصيان المدني وغيره من أشكال المقاومة تكتيكات أساسية للتغيير.