الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الهلال: إنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها دليل قوة الدولة السورية

البعث – سنان حسن:

أكد الرفيق الأمين العام المساعد للحزب المهندس هلال الهلال أن انجاز سورية لاستحقاقاتها الدستورية في مواعيدها المحددة يؤكّد أنها دولة قوية وتحترم مؤسساتها، وهذا لا يروق لأعداء الوطن الذين سعوا دائماً لاستهداف الدستور وتعطيله،

وأشار الرفيق الهلال، في حوار مع قناة الميادين بثته ليلة أمس الأربعاء، إلى أنه، قبل 2012، كان هناك مادة صريحة في الدستور تنصّ على أن حزب البعث هو القائد في الدولة والمجتمع، وبعد إقرار دستور 2012 أجريت انتخابات برلمانية، وكان البعث صاحب الكتلة الأكبر في مجلس الشعب، مضيفاً: عندما يحصل الحزب على 65% من أصوات الناخبين فهذا يعطيه الحق بأن يكون حزباً حاكماً، ولكن بالرغم من ذلك رفض أن يكون الحزب الوحيد في الحكومة ايماناً منه بضرورة المشاركة الحقيقية وأن يكون للأحزاب الوطنية والشخصيات الوطنية المستقلة دور في الهم الوطني.

الانتخابات الحزبية..

وعن عملية ىالاستئناس الحزبي والجديد فيها، قال الرفيق الهلال: كان هناك اختلاف في المضمون والشكل، ففي المضمون كان يتمّ اختيار ممثلي الحزب في مجلس الشعب من خلال اقتراحات تصل من القيادات المتوسطة إلى الأعلى فالأعلى، ويتم انتقاء القائمة من خلالها، ولكن ما جرى خلال الانتخابات الحالية أنه كان للقاعدة الحزبية رأي مرجّح في اختيار ممثليها للمجلس، وبيّن أن هناك فرقاً كبيراً بين الاستئناس والانتخابات التمهيدية، ففي الأولى تأخذ قيادة الحزب رأي القواعد، ولربما يشوب العملية بعض الخلل والأخطاء، أو لا تنجز بالشكل الصحيح، وهنا تتدخل القيادة لتصحيح الأخطاء، إن وجدت، أما في الانتخابات التمهيدية فالرأي ملزم للقيادة، وأردف: أما في الشكل فإن العملية كانت شفافة وصريحة، وكلّفت ساعات طويلة لإنجازها بدقة عالية.

وفيما يتعلّق باختيار الناجحين في الاستئناس، واستبعاد عدد من الناجحين، بيّن الرفيق الهلال أن القيادة المركزية أخذت بـ 90% من رأي القواعد المستأنسة، مشيراً إلى عملية الاستئناس أجريت على ضعف العدد ليكون التمثيل الجغرافي شاملاً، وهو أحد المعايير، مضيفاً: تمّ إقصاء عدد من الناجحين في الاستئناس، وهم في مراكز متقدّمة، وذلك لأن المزاج الشعبي، وليس الحزبي، لديه تحفظات على أدائهم، وأوضح أنه بعد تشكيل قوائم الوحدة الوطنية، مع الأحزاب المتحالفة مع البعث، كان هناك توجيهات واضحة وصريحة للقيادات المتسلسلة يعدم التدخل في الانتخابات التي تخص المرشحين المستقلين، إلا إذا كانت هناك حالات في البعد الوطني والفساد المالي، وأضاف: البعث، كأي حزب في العالم، يحق له أن يتدخل ويوجّه كوادره بعدم انتخاب هؤلاء، ورغم ذلك فقد كان على مسافة واحدة من الجميع.

وفيما يتعلّق ببعض الأصوات التي انتقدت الانتخابات بكافة مراحلها، قال الرفيق الهلال: إذا كانت أصوات معارضة موجودة في الخارج، ومرتبطة بأجهزة المخابرات الغربية، فموقفها لا يزعجنا ولا يؤرقنا، وتابع: أما المعارضة الداخلية، التي كان صوتها مرتفعاً بكل وضوح، فعندما يكون الانتقاد يصب في مصلحة الوطن فنحن معه، وأردف: أما بالنسبة للأخوة الأكراد فإننا يجب أن نميّز بشكل دقيق بين السوريين من المكوّن الكردي و”الأحزاب الكردية”، فالأكراد هم مكوّن أساسي من المجتمع السوري، ونحن نفتخر بهم، وهم قاتلوا إلى جانب الدولة واستشهدوا دفاعاً عن سورية الوطن، في حين كان هناك مجموعة ارتضت أن تكون أداة بيد الأمريكي، وما يحصل في الجزيرة السورية هو خير دليل على ذلك. فهم قبل أن يكونوا عبئاً على باقي المكونات في الجزيرة باتوا عبئاً على المكوّن الكردي نفسه، ونأمل أن يعودوا إلى حضن الوطن، وما قاموا به من عدم إدخال صناديق الاقتراع كان بقرار من سيدهم الأمريكي.

وأضاف الرفيق الهلال: لدينا الجرأة والقوة لكي نعترف بأخطائنا، وأن نصحح الكثير منها، وخلق آلية للحوار في الحزب قضية مهمة جداً، مشيراً إلى أنه وبالتأكيد هناك أخطاء، وكان يتم الحديث دوماً بوضوح في كثير من القضايا المهمة والحساسة، وأردف: في اجتماع اللجنة المركزية الأخير كان النقاش قوياً جداً، وتمّ تشخيص ثلاثة محاور: تنظيمي وفكري وتطوير بعض القضايا والمصطلحات التي لها علاقة بالدور الاجتماعي.

القومية جوهر حزبنا

وفيما يخص تغيير اسم القيادة القطرية للحزب، وهل غيّر الحزب من توجّهاته بعد اجتماع 2018، أوضح الرفيق الهلال أن البعث له أهداف استراتيجية كبيرة، ومنطلقات فكرية يسعى دوماً لتحقيقها، لكن بالمجمل علينا الاعتراف أن الواقع العربي ليس بالمستوى المطلوب، والوصول إلى الوحدة العربية صعب، وهنا تأتي ديناميكية البعث في التعاطي الخلاق مع كل مرحلة من المراحل، وهذا ما قمنا به، وشدّد على أن الموضوع القومي والفكرة القومية ديدننا وجوهر حزبنا، مضيفاً: لم يعد مقبولاً وجود قيادة في دمشق تقود كل العمل الحزبي في كل الأقطار، ربما كان هذا مقبولاً في الستينيات السبعينيات، ولذلك ترك للأحزاب العربية حرية العمل في أقطارها وفق أنظمتها وقوانينها، فما يجمعنا بها مبادئ واحدة وميثاق عمل واحد ويربطها مجلس قومي يعقد كل فترة يناقش القضايا المهمة والاستراتيجية، وأردف: يجب التمييز بين الشعب العربي والدول العربية، فالشعب العربي يقف إلى جانب سورية قلباً وقالباً، وذلك ما لمسناه من خلال كل الوفود والزيارات الشعبية والمهنية العربية، فكلهم تواقون لانتصار سورية.

وأشار الرفيق الهلال إلى أن القضية الفلسطينية كانت أهم أسباب الحرب على سورية، ورغم ذلك بقيت سورية متمسّكة بها وستبقى هي البوصلة، موضحاً أن الكيان السرطاني الصهيوني هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الواقع العربي المتردي، مؤكداً أننا ما زلنا نؤمن بالعروبة.

تنظيم الإخوان نشأ في أحضان الغرب

وفيما يتعلّق بتراجع الأحزاب القومية وصعود التيار الإسلاموي، بدعم من النظام التركي، قال الرفيق الهلال: إنه نتيجة تآمر الرجعية العربية، مع الحلف الصهيوأمريكي، لكن جزءاً من التيارات القومية بقي متماسكاً، ودليل ذلك ما يحصل في سورية، مشيراً إلى أن تنظيم الإخوان نشأ في أحضان الغرب، والغاية هي ضرب المشروع العربي، وأكد أن “إخوان الشياطين” استغلوا الإسلام وطبيعة المجتمع العربي لغواية البعض واستقطابه، وعندما طفوا إلى السطح انكشفت ألاعيبهم، وهم الآن مرفوضون من الشارع العربي، والدليل هو السقوط المدوي في مصر عندما وصلوا إلى السلطة، وأضاف: إن أكاذيب وألاعيب رأس النظام التركي لم تعد تنطلي على أحد، وفقاعاته الإعلامية أصبحت مكشوفة لدى السواد الأعظم من الشعب العربي، وحتى الشعب التركي.

وفيما يتعلّق بمستقبل كتائب البعث، أوضح الرفيق الهلال أن حزب البعث حزب سياسي، وجيشنا هو الجيش العربي السوري، أما كتائب البعث فكانت قوى رديفة تساعد الجيش، وفرضتها الضرورة ومصلحة الوطن، وفي المستقبل عندما يتمّ تطهير أرض الوطن فسيعود هؤلاء الشباب إلى أعمالهم ومؤسساتهم.

وفيما يتعلق ببرنامج الحزب الانتخابي وما ورد فيه من محاربة الفساد، بيّن الرفيق الهلال أن الآليات لتنفيذ الإصلاح موجودة عبر الآليات الدستورية، فكتلة البعث في مجلس الشعب مهمتها المراقبة والمحاسبة.