تحقيقاتسلايد الجريدةصحيفة البعث

السائقون يشكون ارتفاع أسعار “القطع والزيوت”.. والرقابة غافلة!

منذ بداية تطبيق قانون قيصر “العدواني والظالم” بحق لقمة عيش المواطن، وبداية ارتفاع الدولار بشكل غير معقول، بدأت أسعار قطع السيارات وتبديل زيت المحرك تحلق بشكل متتال وجنوني، الأمر الذي حمل المواطنين السائقين أعباء وتكاليف مادية، الكثير منهم لايقدر على تحملها، ففي كل بيت طلاب شهادات وتكاليف دروس خاصة والبعض منهم لديه مسنون ومرضى ويقطنون بالإيجار، يعملون على سيارات تعد مصدر رزقهم الوحيد.

هموم ضاغطة
عدد من السائقين وفي شكواهم لـ “البعث”، أكدوا صعوبة الواقع المعيشي الحالي والوضع الاقتصادي الضاغط إثر ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات وكذلك تبديل زيت المحرك وجنون سعر المحرك ناهيك عن الصيانة وأجورها…! حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير وغير عقلاني، ويمكن القول: إن سعر كل قطعة تضاعف عشرات الأضعاف، وعلى سبيل المثال كان سعر زوج الإطارات يتراوح بين 50-75 ألف ليرة وبات اليوم بين 250-350 ألف ليرة، متسائلين لماذا لا يتم استيرادها من إيران…؟.
ويرى السائقون أن تبديل زيت المحرك كارثة، فمثلا كان سعر كيلو الزيت بين 1000-1200 ليرة واليوم أصبح بـ 4500-6000 ليرة، فالسائق يحتاج لتبديل الزيت كل عشرة أيام وسطيا، مبينين أنه خلال شهر ونصف الشهر ارتفع سعره سبع مرات وكل مرة يرتفع 700 ليرة، وهنا يقول السائق : كانت تكلفة تبديل زيت المحرك 4 كيلو بـ 6-7 آلاف ليرة واليوم أصبحت 20 ألف ليرة.

عدم توفر زيت سادكوب
وتساءل السائقون عن عدم توفر زيت سادكوب للمحركات في الأسواق رغم توفره في الشركة وبكميات كبيرة لكنها تمنعه عن الأسواق لصالح شركات خاصة، وإن وفرته فليس بالكميات المطلوبة/ حسب قولهم/ مضيفين: يحتاج السائق إلى تبديل مصفاة المازوت أو البنزين كل عشرة أيام عند تبديله لزيت المحرك، لأن المازوت يحوي شوائب، مشيرين إلى ارتفاع سعر المصافي من 700 ليرة حتى وصلت حد الـ 5 آلاف ليرة، وتكلف شهريا 30 ألف ليرة، أي أن السائق يدفع كل شهر تبديل زيت ومصفاة ما لا يقل عن 60 ألف ليرة .

الوجع الأكبر
الوجع الأكبر برأي السائقين هو محرك السيارة، فمحرك سيارة / المازدا/ “مستعمل” كان بين 400-500 ألف ليرة وبات اليوم بأكثر من مليوني ليرة، كما أن محرك / تويوتا/ مستعمل/ كان بـ مليون ليرة وأصبح بين 6-7 مليون ليرة، متسائلين من يتوقف محرك سيارته كيف سيستمر بالعمل…؟ ولفتوا إلى التزام أصحاب السرافيس بالتسعيرة المحددة من التموين في الوقت الذي يفرض فيه سائق التاكسي” الأجرة” المبلغ الذي يريد وكذلك سيارات الشحن..!

تكيف مع الوضع
وجع مادي كبير أرخى بظلاله الثقيلة على يوميات السائق “المعتاش ” من خلال سيارته، ونتيجة الحال التي وصل إليها الكثيرون اضطر السائق فادي العامل على خط طرطوس صافيتا إلى بيع سيارته ليستأجر محلاً ويضع به بعض المواد الغذائية ويعتاش من خلاله، أما السائق عزيز، فضل العمل بورديتين على السيارة فقط حتى لا يهلك قطعها لأنه يستحيل شراء قطع أخرى حتى ولو كانت مستعملة فأسعار الأخيرة ارتفعت أيضاً، حيث التفت فادي إلى أرضه مكتفياً ببعض الزراعات المنزلية التي تسد حاجة ورمق أسرته اليومي، ولفتوا إلى أن من يملك سيارة قبل الحرب كانت تبني له منزلاً كما كانت مصدر رزق لأكثر من عائلة…!
وبدورنا توجهنا إلى أصحاب محلات تبديل الزيوت فقالوا: لا يتم إعطاؤنا كمية زيوت كافية، حيث يتم منحنا برميل سعة 200 كيلو وهو غير كافي.
وأصحاب محلات قطع التبديل يبررون ارتفاع أسعار قطع التبديل بارتفاع سعر الدولار وأن القطع أجنبية المنشأ وبالتالي انقطاع البعض منها في أوقات معينة…!

مراقبة الأسواق
ختاما نجد أن السائق الذي يعتاش من خلال ما تؤمنه له السيارة تحيط به نار الغلاء “الكاوي” من كل جانب، فمن ارتفاع أسعار قطع السيارات إلى  تبديل زيت المحرك أو حتى المحرك، لتكمل أسواق المواد الغذائية والاستهلاكية الدور، ناهيكم عن انقطاع الغاز وارتفاع أسعار الدواء… وبهذا لا يطلب السائقون سوى مراقبة أسواق قطع السيارات وتخفيض أسعارها والعمل على تأمينها بيسر وسهولة.

دارين حسن