مجلة البعث الأسبوعية

عودة البطولات الدولية

“البعث الأسبوعية” ــ المحرر الرياضي

منذ بداية العام وتركيز اتحادات بعض ألعاب القوة تحديدا على تأمين ظروف مناسبة لوجستيا وفنيا لاستضافة بطولات دولية ودية بطابع تنافسي، حيث سيكون ذلك بمثابة إنهاء لحالة الحصار الرياضي الجائر التي عاشت رياضتنا تحت وطأته منذ نحو عقد من الزمن، ما حرم لاعبينا من جرعة احتكاك مهمة جدا ومنعهم من الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور التي تمثل ميزة إضافية لكل رياضي.

والبداية ستكون من دورة الوفاء للمصارعة التي ستحل فيها سبع دول لحد الآن بضيافة العاصمة دمشق في نهاية الأسبوع المقبل، وينتظر أن تمثل إشارة الانطلاق لعودة مصارعتنا لماضيها المجيد، خاصة أن اتحادها ومنذ فترة ليست بالقصيرة يعمل وفق خطة علمية لتقليص الفوارق مع الدول المجاورة على الأقل، على طريق استعادة الريادة العربية وصعود المنصات الآسيوية، لذلك يبدو التعويل على أن تكون الدورة باكورة شلال الميداليات المنتظرة للعبة الاستراتيجية.

ثاني الدورات ستكون للكيك بوكسينغ التي تعيش حالة استقرار فنية رغم بعض المشاكل التنظيمية، كما أن الحدث الدولي في بداية الصيف والمتمثل بدورة الولاء للقوة البدنية سيكون الأهم كونه سيحظى برعاية الاتحاد الدولي للعبة وثبتت فيه الكثير من الدول مشاركتها، على أن يليها بطولة العرب لبناء الأجسام والتي ستكون أول بطولة عربية تحط رحالها في سورية منذ فترة.

وإذا كنا قد فرحنا بهذه البطولات وعودتها لصالاتنا، إلا أن هذا الأمر سيرتب جملة من المسؤوليات على المكتب التنفيذي كونه المعني بتوفير كل المتطلبات، ووفق الواقع الحالي فإن العمل يجب أن يكون بخطا أسرع من المقدم حالياً، وخصوصا أن سمعة رياضتنا في استضافة الأحداث الرياضية مميزة للغاية فيما سبق ومن غير المقبول ألا تكون البطولات لائقة تنظيميا.

عموما كل ما سبق يؤكد على أن استضافة الأحداث الرياضية هو جزء من استراتيجية تخلص رياضتنا من مفرزات الأزمة وتأثيراتها السلبية، وسيضع اتحادات الألعاب أمام مهمة تطوير واقعها الفني لمجاراة المنافسين فالمطلوب هو المنافسة على المراكز الأولى وليس مجرد التواجد الشكلي.

وهنا لابد من القول أن شماعة الأزمة لن تكون بعد اليوم عذرا مقبولا فالمعطيات تغيرت والركون للواقع الصعب والاستسلام للعوائق لم يعد ممكنا فمدى الاهتمام الذي يعطى للرياضة سيورث العديد من المسؤوليات الجسام على المعنيين عن رياضتنا في مختلف المسؤوليات.