شاهد العصر الثمانيني يفضح الفرق في كرة اتحاد.. فهل ينجح البرازيلي داسيلفا بتحقيق النقلة النوعية؟
“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
بحركة متثاقلة على عكازين، بين بوابة منصة ملعب الحمدانية والمدخل المؤدي لغرف الإعلاميين، تنقل الرجل الأهلاوي الثمانيني مستجدياً الولوج إلى الملعب رغم معرفته بالإجراءات الاحترازية المطبقة والتعاميم الرسمية التي تمنع حضور الجمهور، إلا أن إصراره اللافت أوصله إلى مبتغاه، ودخل رفقتنا إلى الملعب، ليجري حوار ودي بيننا، أفصح لنا خلاله بأن “سوسة” كرة القدم ونادي الاتحاد أصبحت، بالنسبة له، أسلوب حياة أدمنه منذ تأسيس النادي الذي عاصره؛ وكانت أول مباراة حضرها “على الطبيعة” جمعت الأهلي مع غازي، وفاز بها الأهلي بصعوبة بثلاثة أهداف لهدفين.. تنهد العم عمر حومد الذي قضى ثلاثة أرباع عمره مواكباً لكرة الاتحاد، وملاحقاً لفرقها في حلها وترحالها، ونفخ نفخة وهو يسرد المقارنة بين أيام “الأهلي زمان”، أيام العشق الفطري والولاء الحقيقي والكرة “على حبتها”، والعطاء اللامتناهي – دون مقابل.. فقط حباً بالأهلي!!” – والزمن الحالي، زمن الاحتراف المنحرف، واللاعبين الفاقدين لروح القميص والغيرية والحس بالمسؤولية – على حد قوله – حتى أصبح “حوكو وموكو”محترفاً ليس له من هذه الصفة سوى اسمها.
وافترقنا بعدها، كل في سبيله، لمتابعة لقاء الاتحاد مع ضيفه الوثبة في الحمدانية.. الاتحاد يحتل المركز الثامن، بما يمتلك من عناصر كلفت عشرات الملايين دون مردود مكافئ يحلل رواتبها، كما يقول ويطالب الجمهور. المدرب المؤقت أحمد هواش كان متواجداً في المنطقة الفنية ليقود الفريق لآخر مرة، بينما جلس المدرب البرازيلي آرثر بيرنانديس دا سيلفا، في إحدى الغرف المجاورة لنا، مع عضو مجلس الإدارة المحامي جميل طبارة، وعدد من أعضاء لجنة العلاقات العامة، لمتابعة المباراة على الطبيعة، ومعه عدّة أرشفة المعلومات و”سكور” الفريق، لاحظنا بأنه وضع رقم كل لاعب من لاعبي الاتحاد وبجانبه بعض الملاحظات مكتوبة بحروف لاتينية، لكننا لم نطل النظر إلى ما كتب.
آرثر البرازيلي شبيه الهواش بالشكل – وهذا كان مثار تندر لدى جمهور الاتحاد على صفحات الفيسبوك – علمنا من مرافقيه في لجنة العلاقات العامة أن لديه عقلية معينة، وهو عصبي جداً في بعض الأوقات، ويكره الخروج عن إطار نظمه الخاص؛ لكننا، ومن خلال المراقبة، لاحظنا أنه شخص بشوش ولطيف ومنفتح على الجميع، حيث التقط الصور التذكارية مع الجمهور؛ كما تبين لنا بأنه “يلطش” بعض الكلمات بالعربية، ويتقن الانكليزية، ما سمح لنا بالحوار معي ليؤكد أنه يحاول “تكوين فكرة واضحة وعملية عن الفريق واللاعبين”، وأفصح عن انطباعه المبدئي الذي رأى فيه أن “الفريق يحتاج إلى التدريب بشكل مختلف ومكثف لتعويض بعض النواقص، كذلك يحتاج لتغيير العقلية وتطوير أسلوب التعاطي مع الفكر والسلوك الاحترافي”، وهي ستكون مهمته، بالتعاون مع كوادر النادي، وتعاون الإدارة وباقي المنظومة لتحقيق تطلعاته بقيادة الفريق إلى النجاحات والبطولات، مشيراً إلى أنه سيكون على رأس القيادة الفنية للفريق في المباراة المقبلة.
عدنا لمتابعة المباراة: رجال الاتحاد ظهروا بصورة أفضل من قبل، وكأنهم أرادوا إثبات حضورهم أمام مدربهم البرازيلي الجديد، إلا أن المردود بقي دون الطموح، رغم تحقيق الفوز الصعب بهدف ساهم فيه الخطأ الدفاعي الوثباوي، إذ افتقر الفريق للبناء المنهجي السريع للهجمات، والروح النابضة، والفعالية الهجومية؛ كذلك كانت المنظومة الدفاعية مرتبكة، وتحديداً في الشوط الثاني، لدى الضغط المتقدم للوثبة الذي كاد أن يدرك التعادل، ويقلب الطاولة على مضيفه، ويعكر فرحته، ويحيل وجه الخير البرازيلي إلى نحس جديد، لكنها “عدّت على خير!!”، واللافت في الموضوع هو مشاركة هداف فريق شباب الاتحاد والدوري زكريا رمضان مع الفريق لأول مرة هذا الموسم، وكأنها إشارة لاستراتيجية المرحلة المقبلة.
بعد المباراة، بدا الكابتن أحمد هواش في قرارة نفسه راضياً عن “خاتمة المسك” بالنسبة له، بفوز مع الفريق، لكنه أكد أن هذا “آخر همه” و”مصلحة الفريق العليا أهم بكثير”، مع إشارته إلى أنه باق مع الفريق في منصب الإدارة الفنية. وحول التعاقد مع المدرب البرازيلي، ذكر الهواش أن الموضوع نسبي، وهو يرحب بذلك ويتمنى أن يحقق آرثر الإضافة المطلوبة، مع استعراضه لما حققه مع الفريق، حيث انتشله من قاع الترتيب إلى المركز السابع، وقاده للفوز وتحصيل النقاط من أقوى الفرق، مثل الكرامة والوحدة وتشرين، وكشف المدير الفني للكرة الاتحادية أن هاجس المرحلة هو تحسين ترتيب الفريق في الدوري، والظفر بكأس الجمهورية وهو طموح يراه منطقياً ومشروعاً.
أما رئيس النادي، المهندس باسل حموي، فقد أعرب عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة مع البرازيلي دا سيلفا، ومعه بقية الكادر المعاون، مؤكداً أن خطة عمل المدرب سيتم توضيحها بالتفاصيل خلال مؤتمر صحفي مشترك بين مدرب فريق السلة الصربي باكيتش وبرازيلي القدم داسيلفا، بعد تماثل الأول للشفاء.