مجلة البعث الأسبوعية

نـبـض ريـاضـي.. السيناريو المكرر في المنتخب

“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش

مع كل مرة يقترب فيها منتخبنا الوطني لكرة القدم من خوض أي معسكر أو مباراة ودية، تكثر التساؤلات وتزداد التحليلات حول الخيارات الفنية للمدرب التونسي نبيل معلول، وهذا الأمر طبيعي بالنسبة لجمهور متعطش لمشاهدة منتخبه في أفضل صورة قبيل خوض التصفيات المؤهلة للمونديال في شهر حزيران المقبل.

لكن الأمر غير الطبيعي، والذي لمسه الجميع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اتحاد الكرة الأسبوع الماضي، هو دخول المدرب في حالة مواجهة مع بعض الإعلاميين على أمور تعد ثانوية في هذا التوقيت الحساس، ما أعطى إشارة غير صحية حول وجود خلل ما، إما في طريقة تعاطي المدرب مع الإعلام أو في رغبة بعض الزملاء التدخل في أمور خارج اختصاصهم.

الأكيد أن مدرب المنتخب يمتلك خبرة ودراية كروية جيدة، ومن هذا المنطلق هو يبحث عن النجاح مع منتخبنا في رحلته المونديالية، لكن الغريب أنه لم يستطع إقناع المتابعين بكثير من تفاصيل عمله التي يسودها الغموض، وتحديداً في طريقة انتقائه للاعبين، وهو الذي لم يتابع مباريات الدوري المحلي إلا ما ندر.

ولعل الشق المتعلق بعودة النجم عمر خريبين للمنتخب في الفترة المقبلة، والذي رفضه المدرب مبدئياً، ورمى مسألة عقوبته في ملعب اتحاد اللعبة، كان النقطة العصية على الفهم، فكيف لا يمانع المدرب بعودة اللاعب مستقبلاً؟ وكيف عاقبه الاتحاد بالإبعاد حتى إشعار أخر؟

هذه التفاصيل – بالتأكيد – تحيلنا مجدداً لقضية المدرب الأجنبي في كرتنا، ومفردات التعامل معه، ولن نكون مبالغين إذا قلنا أن توفير الأرضية الصحيحة لتطوير كرتنا يسبق التعاقد مع أي مدرب مهما كبر اسمه، أو زادت خبرته. ومن واقع الحال، نجد أن نجاح المدرب الذي نتمنى حدوثه سيكون بالاعتماد على اللاعبين وإبداعاتهم حصراً، بعيداً عن الخطط والاستراتيجيات التي مازالت بعيدة عن كرتنا نظرياً وعملياً. وفي هذه النقطة تحديداً، أشار المدرب التونسي إلى أن أنديتنا تحتاج الكثير من العمل، ومسابقتنا الكروية ليست كما يجب ولاعبنا تنقصه اللياقة والسرعة!

أي أن المقومات الرئيسية غير متوفرة لتحقيق النهضة الكروية، ليكون التساؤل من أحد الخبثاء منطقياً: لماذا لم يقدم المدرب، خلال فترة العام التي قضاها في قيادة الدفة، رؤية ولو مرحلية لتلافي هذه السلبيات نسبياً، حتى يكون قد أنجز شيئاً بعيداً عن حلم التأهل للمونديال الذي ستكون تكاليف الفشل في تحقيقه كبيرة على المدرب ومن خلفه اتحاد اللعبة؟ّ