دراساتصحيفة البعث

مجدداً.. النظام التركي يوظّف المرتزقة الإرهابيين السوريين في مغامراته السياسية

تقرير إخباري

وسط التوتر المتصاعد مابين روسيا الإتحادية ودول شمال الأطلسي فيما يتعلّق بأزمة أوكرانيا، واستمرار النظام التركي برئاسة رجب أردوغان بالاصطياد في مياه الأزمات المتعددة سعياً منه لتحقيق أوهامه العثمانية عبر التمادي بالاستعانة بالإرهاب وتوظيفه وتحويله لظاهرة عابرة للحدود السياسية، طلبت الاستخبارات التركية من بعض متزعمي ميليشياتها في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق حلب وريف إدلب، وبشكل خاص من مجموعات “فرقة السلطان سليمان شاه ولواء حمزة ودرع الفرات” الإرهابية، تسجيل أسماء الإرهابيين الراغبين بالقتال في أوكرانيا ضد الجيش الروسي، تحسباً لاندلاع مواجهات بين الدولتين.

علماً أنها ليست المرة الأولى التي يقدم بها النظام التركي على نقل الإرهابيين بين ساحات النزاع، حيث تؤكد المعلومات والمعطيات على نقل مايزيد من 14 ألف إرهابي من شمال سورية في عام 2018 باتجاه ليبيا للقتال إلى جانب مليشيا الوفاق بقيادة  “فايز السراج”، ومن ثم نقل نحو أربعة آلاف إرهابي من شمال سورية إلى أذربيجان للقتال إلى جانب الأخيرة ضد القوات الأرمنية في إقليم “ناغورنو كاراباخ”، فضلا عن قيام المخابرات التركية بنقل 200 مرتزق من “فيلق المجد” وبعض الفصائل الأُخرى الموالية لها، ممن شاركوا في معارك ليبيا وإقليم قره باغ، ليشاركوا في “حراسة المنشآت الرياضية ومراكز حيوية برواتب شهرية تتراوح ما بين 1500 و2500 دولار أميركي” في مشيخة قطر.

وتشير التسريبات من مصادر مقربة على ملف تجنيد الإرهابيين التابعين للنظام التركي من السوريين لإرسالهم إلى أوكرانيا، أن دفعة جديدة منهم يجري تجهيزها بإيعاز من الاستخبارات التركية التي أصدرت الأوامر لميليشياتها بفتح مكاتب لتسجيل أسماء هؤلاء الإرهابيين. وكشفت المصادر أن الاستخبارات التركية أوكلت مهمة تجنيد العدد الأكبر من الإرهابيين، في الوقت الحالي، للإرهابي محمد الجاسم الملقب بـ “أبو عمشة” متزعم (العمشات)، التي تنضوي تحت لواء ما يسمى ميليشيا ما يسمّى (الجيش الوطني) المموّل من النظام التركي، والذي بادر إلى فتح مكاتب في منطقة الشيخ حديد، حيث مقرات فرقته، في ريف منطقة عفرين التي تحتلها تركيا من آذار ٢٠١٨.

وتؤكد المعلومات إلى أن عشرات الإرهابيين من “سليمان شاه”، سجلوا أسماءهم لدى “أبو عمشة” مقابل عقود  تتراوح بين 2 إلى 3 آلاف دولار بشكل مبدئي، يستلمون قسطاً منها قبل يوم من موعد سفرهم إلى أوكرانيا وبعد موافقة الاستخبارات التركية التي ستتولى عملية نقلهم.

ويبدو إلى أن  تتمّ كليف  الإرهابي “أبو عمشة” بهذه المهمة نظراً لخبرته في تجنيد وإرسال إرهابييه إلى ليبيا وأذربيجان، على الرغم من سمعته الأخلاقية المتردية وسيطه السيئ في اقتطاع نصف “مرتبات” إرهابييه الذين قاتلوا كمرتزقة لصالح نظام أردوغان خارج سورية.

وبينت المصادر أن الاستخبارات التركية تنشط بكثافة في المثلث الواقع بين مدن عفرين والباب وجرابلس، حيث جرى إنشاء مكتبين في الأخيرة لتجنيد المرتزقة السوريين لقتال الجيش الروسي في المناطق الحدودية المشتركة مع أوكرانيا.

بالإضافة لذلك تفيد معلومات أن الاستخبارات التركية أوعزت لما يسمى ميليشيا “الجيش الوطني” تخصيص معسكر في عفرين يتبع لها لتدريب بعض الإرهابيين ممن سيرسلون إلى أوكرانيا، إلى جانب معسكر آخر داخل الأراضي التركية على ألا تزيد مدة المعسكر عن أسبوع واحد وعلى أصناف معينة من الأسلحة التي بحوزة قوات الاحتلال التركي.

علماً أن بعض المصادر أوضحت عن وصول مايقارب من 170 مرتزق لأوكرانيا بداية الشهر الحالي قادمين من ليبيا بعد انتهاء مدة قتالهم هناك.

استثمار النظام التركي بملف المرتزقة والإرهاب إلى جانب الناتو وأميركا، بعد تردي الأوضاع مع واشنطن على خلفية وصول جو بايدن للبيت البيضوي ووجود عدد من الملفات الشائكة بما في ذلك صواريخ  “أس400” وملف المعارض التركي “غولن”، يأتي بهدف تلميع صورة النظام التركي لدى هذه الإدارة، ولدى الأوروبيين، الذين يتخذون موقف معاد لأردوغان بعد “البلطجة” التي مارسها في المتوسط وفي ليبيا، وقيامه بابتزاز الأوروبيين في أمنهم القومي عبر التلويح بملف المهجّرين.