دراساتصحيفة البعث

ماكرون يرضي اليمين الفرنسي

هناء شروف

مع الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لوفاة نابليون بونابرت، يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يفعل ما تجنبه آخر رؤساء فرنسا، وهو تكريم الرجل الذي أسقط في عام 1799 الجمهورية الفرنسية الناشئة في انقلاب عسكري.

تجنب الرؤساء الفرنسيين من جاك شيراك إلى فرانسوا هولاند مروراً بنيكولا ساركوزي الاقتراب من نابليون وتاريخه، ولكن ماكرون قرر وضع إكليل من الزهور في الذكرى المئوية الثانية قيل أيام على قبر نابليون تحت القبة الذهبية. ومن خلال احترامه لنابليون، سعى ماكرون إلى إرضاء اليمين الفرنسي، الذي يحلم بالمجد الضائع ولحظة كانت فيها فرنسا بقيادة إمبراطورها المضطرب تقف في مركز العالم. ويبدو جلياً من خلال التغطية الإعلامية  الواسعة للذكرى المئوية، الهوس الفرنسي بالملحمة الرومانسية لصعود نابليون وسقوطه حيث تم التأكيد على عدد لا يحصى من أغلفة المجلات والبرامج الحوارية في الأسابيع الأخيرة إلقاء الضوء على تاريخ هذا الإمبراطور المثير للجدل.

ولكن صورة نابليون باعتباره مؤسس فرنسا العصرية تتلاشى أمام تاريخه المرتبط أساساً بالغزو الاستعماري وبإعادة الرق في المستعمرات الفرنسية.

يخاطر ماكرون  بهذه الخطوة فأنصاره المقربون منه يرون خطابه المخطط له على أنه محاولة لإلقاء نظرة على نابليون بما له وما عليه، ولكن  يصر آخرون على ضرورة إدانة نابليون بدلاً من إحياء ذكراه.

يقول كلود ريبي الذي أثار كتابه جرائم نابليون غضباً عندما نُشر في عام 2005 بسبب وصفه للوحشية الفرنسية في منطقة البحر الكاريبي: “يمكننا إحياء ذكراه، لكننا لا نحتفل به أبداً بسبب عنصريته التي ما زلنا نشعر بها في فرنسا اليوم”.

أيد بعض الفرنسيين وجهة النظر هذه مع شروع فرنسا في مراجعة لماضيها الاستعماري بتشجيع من ماكرون لا سيما في الجزائر وبدأ نقاش حاد حول ما إذا كان نموذج البلاد العالمي يخفي العنصرية على نطاق واسع.

قالت جوزيت بوريل لينكرتين، الرئيسة الاشتراكية لمجلس المقاطعات في غوادلوب، لصحيفة لوموند إن مجتمعها لن يشارك في تكريم نابليون  الذي يعرف كل غوادلوب أنه أعاد العبودية. يبدو أن الانبهار بنابليون بات أقل من أي وقت مضى، لكن ستظل حياته حكاية لكثير من الناس، بما في ذلك ماكرون.