اقتصادصحيفة البعث

وإن غداً لناظره قريب

لم يأتِ عنوان الحملة الانتخابية للرفيق بشار الأسد (الأمل بالعمل) من فراغ، بل جاء مدروساً بكل عناية، مستنداً إلى معطيات مؤكدة ومؤشرات محسوبة في دلالاتها، وخاصة على الصعيد الاقتصادي، لناحية ربط الأمل بالعمل.

وقد يعتقد العديد أن الأمل في شعار الحملة هو من باب التمني والرجاء، لكن هذا غير صحيح ودقيق، فالأمل هنا إثبات للعمل ولمفهوم النهوض الذي سيرافقه في كافة المجالات والقطاعات، والمقدرة على ترجمة الآمال التي يرى فيها رجال المال والأعمال والاستثمار حقائق لمسوها واستعدوا لحجز فرصهم فيما هي سورية مقبلة عليه من متجدّد وجديد واعد بكل المقاييس في بلد شهد ما شهد خلال عشرة أعوام من الاستهداف الممنهج لكل مقدراته، ورغم ذلك لا يزال يزرع ويحصد وينتج ويصدّر ويقيم المؤتمرات والمعارض الدولية الاقتصادية.

هذا وغيره ما سمعناه من العديد من رجال المال والأعمال، وفوق ذلك ثقتهم وقناعتهم بأن يشهد الاقتصاد السوري حالة انتعاش متسارعة ومكثّفة في المدى المنظور، على خلفية جملة عوامل أساسية ينظر إليها المراقبون وخبراء الاقتصاد كركائز أساسية لتقويم المشهد الاقتصادي في أي بلد.

كذلك يؤكدون أن تدفقات رأسمالية كبيرة تستعد للدخول إلى سورية التي تحفل حالياً بفرص واعدة للتوظيفات الاستثمارية، وفقاً لمعطيات قرؤوها جيداً وأدركوا أنها حقائق.

حقائق ينظر إليها متمولون كبار وأصحاب رساميل عرب بعين الرضا كونها تشكّل ملامح الاستقرار الحقيقي الآخذة بالظهور، واستعادة الدولة حضورها الفعّال على المساحات الأكبر من الجغرافية السورية، وبالتالي عودة مطارح الإنتاج الزراعي والصناعي مجدداً إلى العمل، على اعتبار أن المناخ الآمن شرط لازم لاستقطاب أي استثمارات خارجية ولاسيما الكبرى منها.

ويتابع المهتمون في الخارج –وهم كثُر- التوازن الملحوظ الذي يعود إلى بيئة الاستثمار في سورية، والتعديلات التشريعية الناظمة للقطاع، ولاسيما قانون الاستثمار الجديد الذي بات وشيك الصدور، وسيكون نقلة حقيقية على مستوى الإطار التشريعي الناظم للتوظيف الرأسمالي في سورية.

وفي هذا السياق يشيرون إلى الصدى الطيب الذي أحدثه اهتمام القائد بشار الأسد، ودعمه الواضح لكل المكونات الإنتاجية في سورية، وللنتائج التي تحقّقت في ظل عنايته الفائقة بكل مكونات البنية الاقتصادية فيها، من أكبر المشاريع والمنشآت وصولاً إلى المشروعات الصغيرة والأصغر، وعلى ذات المسارين الاقتصادي والاجتماعي، وهذا كلّه برأيهم سينعكس على العملية الإنتاجية التي ستكون الأساس المتين لإعادة تفعيل قطاع الصادرات السوري بكل ما ينطوي عليه من ميزات جاذبة، وبالتالي تعزيز مساهمة هذا القطاع في التنمية عموماً.

إذن رؤية متكاملة التشكل باتت حقيقة، مرجعيتها حسابات وأرقام ومعلومات لا عواطف فقط، ينتظر من في الخارج قبل الداخل إمكانية حجز مقعده في ماكينة العمل التي ستكون سورية وصديقة ومحبة بامتياز، رؤية متكاملة للمساهمة الفاعلة في دعم وإعادة إقلاع قطاعات الإنتاج والاستثمار والتجارة، تمتلك جملة من الأدوات والعلاقات واسعة الطيف التي سيجري توظيفها في هذا الشأن.

سورية ستكون قبلة لفوائض الرساميل العربية الباحثة حالياً عن فرص سانحة للاستثمار، في ظل المخاطر والانهيارات التي أصابت الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الاقتصادات العربية نتيجة حالة الشلل التي تسبّبت بها جائحة كورونا، وستكون سورية وجهة مرشّحة بقوّة لهذه الرساميل، ولاسيما أن لسورية حضوراً خاصاً في الوجدان العربي، وللقائد بشار الأسد حظوة في الشارع العربي على المستوى الشعبي وفي الأوساط الاقتصادية البعيدة عن مضمار الإملاءات السياسية الجانبيّة.

الأمل بالعمل، ليس مجرد شعار أو عنوان، بل قرار سيادي وطني حر، لنهوض وطن ونهضة شعب صمد وضحّى، فحق له صوته واختياره وتقرير مصيره مع من قاسمه كل تفصيل حياته وقاد سورية في نصرها السياسي والعسكري، والآن في استحقاقها الدستوري: بوابة نحو نصرها الاقتصادي.

قسيم دحدل

qassim1965gmail.com