مجلة البعث الأسبوعية

الرئيس الأسد يستقبل وفداً يضم المشاركين باجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب: اللغة العربية عامل أساسي يوحد الشعوب العربية ومنطق لتعزيز الفكر القومي

استقبل السيد الرئيس بشار الأسد الإثنين وفداً يضم المشاركين في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الذي عقد في دمشق.

وجرى نقاش حول عدد من المواضيع والقضايا التي تهم الشعوب العربية، والدور الأساسي الذي يجب أن تضطلع به المنظمات والنقابات الشعبية في هذا المجال، لجهة المساهمة في وضع الرؤى والعناوين الأساسية حيال هذه القضايا وخلق الحوارات حولها مع مختلف شرائح المجتمعات العربية.

وأكد الرئيس الأسد أهمية الدور الفكري الذي يجب أن يقوم به اتحاد المحامين العرب لتعزيز فكرة القومية العربية عبر فتح الحوارات لمواجهة التيارات التي تروج لفقدان الانتماء والهوية، معتبراً أنه دون الهوية والانتماء تصبح فكرة القومية عبارة عن أيديولوجيا فارغة من أي مضامين، لافتاً إلى أهمية اللغة العربية كعامل أساسي يوحّد الشعوب العربية ومنطلق لتعزيز الفكر القومي.

بدورهم، بين أعضاء الوفد أن اتحاد المحامين العرب كان حريصاً على عقد اجتماعه في سورية كونها الدولة التي انبثقت منها فكرة تأسيس الاتحاد، ولأنها تقف في الصف الأول في الدفاع عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومواجهة المخططات التي تستهدف المنطقة.

وأشاد أعضاء الوفد بصمود الشعب السوري خلال السنوات العشر الماضية في مواجهة الحصار والإرهاب العسكري والاقتصادي وإصراره على مواصلة الإنتاج وإعادة بناء كل ما دمره الإرهاب.

 

البيان الختامي

وأكد البيان الختامي لاجتماع دمشق حق سورية في إتباع كل السبل للقضاء على الإرهاب والإرهابيين وما تبقى من فلوله على الأراضي السورية، وشدد على حق سورية في استعادة أراضيها المحتلة، وفي مقدمتها الجولان المحتل، كما حيّا صمود أبناء الجولان في وجه العدوان الإسرائيلي، وطالب الحكومات العربية برفض تطبيق ما يسمى “قانون قيصر” المفروض على سورية، كما طالب جامعة الدول العربية بإعادة سورية إلى مقعدها الطبيعي في الجامعة، مشيراً إلى أن انتصار سورية على العدوان جاء نتيجة تكاتف الشعب والجيش والقيادة، وهو حلقة ناصعة من النضال العربي ضد الاستعمار وأعوانه، مضيفاً: أن الطريق الصحيح أمام الأمة العربية هو العمل المشترك وتنمية العلاقات العربية العربية والعمل نحو التكامل العربي اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.

وأدان البيان الختامي استهداف الدول الاستعمارية لأي جزء من الأراضي السورية ودعم العصابات الإرهابية، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على تلك الدول المحتلة وإجبارها على الانسحاب من الأراضي السورية، كما أدان الجريمة الكبرى التي يرتكبها النظام التركي بقطع مياه الشرب عن مليون ونصف مليون سوري يقطنون في محافظة الحسكة، كما أدان قطع النظام التركي المياه عن العراق وسورية، واصفاً ذلك بجريمة ضد الإنسانية تضاف إلى جرائمه ومخالفة للقوانين الدولية.

وشدّد البيان على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والرئيسة والمركزية، مشيراً إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال من جرائم كبرى ترتكبها العصابات الصهيونية بهدف تصفية القضية الفلسطينية وكسر إرادة شعبها، وأكد أن المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وأن المصالحة الفلسطينية واجب مقدس على الطريق الصحيح لاسترداد فلسطين، مطالباً الحكومات العربية بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وطرد سفرائه من العواصم العربية، وأشار إلى العدوان الصهيوني الأخير على غزة يعتبر جريمة ضد الإنسانية ومخالفة للقوانين الدولية، وحيا أبناء فلسطين في دفاعهم المشروع عن أرضهم وحقوقهم، داعياً كل المؤسسات القانونية الدولية لأن تمارس اختصاصاتها ضد جرائم الصهيونية التي ترتكب ضد أبناء فلسطين وتقديم مرتكبها للمحاكمة الدولية.

وأشار البيان إلى أن استقرار العراق مرهون بإبعاده عن الصراعات الطائفية التي تستهدف الهوية الوطنية العراقية، التي يحرص عليها الشعب العراقي، داعياً الشعب العراقي إلى الوحدة ونبذ الصراعات الناتجة عن احتلاله، ومطالباً بإبعاد العراق عن التدخلات الإقليمية والتأكيد على استقلاليته وسيادته وإدانة الوجود العسكري الأجنبي الإقليمي والدولي، الذي يشكل انتهاكاً لسيادة العراق واستقلاله وقراره الوطني، مطالباً بتعزيز دور الجيش العراقي الوطني في التصدي للجماعات الإرهابية.

وأكد البيان أن حصار الشعب اللبناني وضرب مرفأ بيروت والعمليات الإسرائيلية الإرهابية المتواصلة بحق لبنان ومؤسساته ناجم عن إرادة صهيونية أمريكية لإخضاع الشعب اللبناني وإلزامه توقيع اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأضاف: أن تأخير تشكيل الحكومة في لبنان يأتي خدمة لتفكيك ما تبقى منه، وإحلال النظام الطائفي محل الدولة اللبنانية.

وحول تونس، دعا البيان إلى الابتعاد عن جميع الخلافات والجلوس على طاولة الحوار بين الرؤساء الثلاثة وإرساء المؤسسات الدستورية للخروج من الأزمة الخانقة وقبول الحوار الوطني وإبعاد شبح الإفلاس والانهيار.

وأكد البيان دعم المكتب الدائم الكامل لجمهوريتي مصر العربية والسودان في حقهما الثابت كدولتين في مياه نهر النيل طبقاً للقانون الدولي المنظم للأنهار الدولية، والاتفاقات الدولية الموقعة في هذا الصدد، داعياً المجتمع الدولي للضغط على أثيوبيا لتنصاع لالتزاماتها الدولية حول نهر النيل، وطالب بالحوار بين أبناء اليمن بدلاً من الاقتتال، الذي يغذيه أعداء اليمن، وأكد رفض الاحتلال الإسباني لجزر سبتة ومليلة وباقي الجزر المغربية، وطالب إسبانيا بالجلاء عنها، واتخاذ كل الإجراءات الدبلوماسية والقانونية الكفيلة بتحقيق ذلك، كما دعا إلى فتح الحدود بين الجزائر والمغرب.

 

عودة الروح

وفي تصريحات لـ “البعث الأسبوعية”، أكد الفراس فارس نقيب المحامين في سورية أن لقاء الرئيس الأسد مع أعضاء المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب أعطى قيمة مضافة لاجتماعات المكتب، وللقرارات التي تم اتخاذها، من خلال تركيز سيادته على ضرورة أن يكون البعد العروبي والقومي ضمن آليات عمل الاتحاد وقراراته وتعامله مع مختلف القضايا العربية والدفاع عنها، وضرورة أن تعمل المنظمات والاتحادات العربية على تعزيز هذا البعد من خلال علاقاتها مع بعضها البعض، وأن تعبر عن نبض الشارع العربي وأعضائه من خلال الأعمال والمواقف التي تقوم بها.

واوضح نقيب المحامين أن اجتماع دمشق أعاد الروح لاتحاد المحامين العرب من خلال المشاركة الكبيرة لأعضائه والضيوف المشاركين إلى جانب أهمية القرارات المتخذة ونهج العمل الذي اتفق على تنفيذه فورا، حيث تم الاتفاق على تنفيذ العديد من القرارات حتى الاجتماع القادم في المغرب، ومن أهمها إقامة شبكة تواصل اجتماعي واسعة لتعزيز العلاقات بين المحامين العرب، وقطع العلاقات مع اتحاد المحامين العالمي لوجود نقابة الكيان الصهيوني فيه، كذلك دراسة امكانية إقامة دعاوى باسم الاتحاد ضد الإرهاب والاعتداءات التركية بخصوص وضع المياه في الحسكة، والاعتداء على الأهالي وتخفيض كميات المياه المتدفقة في نهر الفرات، وبالتالي حصة سورية والعراق، وعدم تطبيق القوانين الدولية الخاصة بذلك.

ولفت فارس إلى أن سورية من الدول الأساسية في الاتحاد والداعمة له، ولها مكانة كبيرة لدى أعضائه، ومواقف الاتحاد من الحرب الظالمة على سورية مواقف مشرفة تعبر عن قومية الاتحاد ووعي أعضائه لحقيقة هذه الحرب، ومحبتهم لسورية وتقديرهم لدورها القومي في الدفاع عن القضايا العربية.

 

السياج المنيع الذي يحمي الأمة

وأكد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب المكاوي بن عيسى أن دمشق هي قلب العروبة النابض، والتي ستبقى كذلك، وهي قبلة كل الأحرار والشرفاء في الوطن العربي والعالم، وهي السياج المنيع الذي يحمي الأمة العربية من كل المؤامرات والمخططات الاستعمارية، والتي تدفع اليوم ثمنا غاليا لمواقفها العروبية والقومية حربا شرسة لم يعرف العالم لها مثيلاً من حيث الإرهاب والاجرام والدعم بمختلف أشكاله، بدعم من الإمبريالية العالمية والصهيونية، لا أنه ورغم كل هذا الاجرام والإرهاب انتصرت سورية بفضل تماسك شعبها وقوة جيشها العربي السوري الذي يقاتل الإرهاب نيابة عن العالم، وبفضل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد الذي يؤكد دائما على التضامن العربي وأهمية العمل القومي، وهو ما يدعو إليه الاتحاد الذي يثمن المواقف القومية لسيادته، ويعلن الوقوف والسير معه ومع أحرار العالم حتى تحقيق النصر الكامل للأمة العربية.

وأضاف أن الاتحاد يعلن تضامنه مع سورية العربية المناضلة التي تدافع عن عروبتها قولا وفعلا، والتي ظلت تناضل من أجل العروبة والحفاظ على الهوية العربية المستقلة في مواجهة هذه الحرب الإرهابية، والحصار الاقتصادي الظالم الذي لم يستطع النيل من عزيمة الشعب العربي السوري، بل زاده إصرارا على متابعة نهجهم القومي والاستمرار في مواجهة فصول هذه الحرب، لافتا إلى أن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد قدمت للقضايا العربية عامة، وللقضية الفلسطينية خاصة، كل الدعم السياسي والإنساني والاقتصادي، واحتضنت وما زالت أبناء الشعب العربي الفلسطيني..

وأوضح الأمين العام أن الاتحاد يطالب بعودة سورية إلى الجامعة العربية ومن كل الدول والمنظمات الدولية، ويدين العدوان التركي على الأراضي السورية، وأن يخضع هذا العدوان للباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة، منوها إلى أن الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا وفق الدستور السوري عبرت عن حرية القرار السياسي واستقلاله وتمسك السوريين بوطنهم وقائدهم ومسيرتهم الوطنية وديمقراطيتهم ووعيهم وإدراكهم بأن قائدهم سيعيد البناء ولبلدهم الرخاء والازدهار.

 

ضد العربدة التركية

نقيب المحامين الأردنيين مازن رشيدات ذكر أن الحصار الاقتصادي المفروض على سورية من خلال ما يسمى “قانون قيصر” هدفه خنق الشعب السوري وتحقيق ما عجزوا عنه سياسيا وعسكريا، إلا أن هذا الشعب الذي يرفض جميع أشكال الحصار والخضوع لن يستسلم أمام هذا الحصار، بل سيحوله إلى قوة، وهذا ما لاحظناه خلال الأعوام الماضية من الحرب الظالمة عليها منوها بأن الاتحاد يدعم سورية في حربها ضد الإرهاب وضد العربدة التركية بدخولها بشكل غير مشروع إلى الأراضي السورية وسرقة ممتلكات الأهالي وإرهابهم ومنع وصول المياه إلى أهالي الحسكة وتخفيض نسبة المياه المتدفقة في نهر الفرات.

 

رفع الحصار

وذكر الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب في بيروت معين غازي أن الهدف من انعقاد المؤتمر في دمشق كان الوقوف إلى جانب سورية ورفع الحصار عنها، وأضاف: جئنا لنؤكد استمرار اتحاد المحامين العرب في الوقوف إلى جانب سورية قيادة وشعباً ومؤسسات، والتأكيد على ضرورة عودة سورية إلى الجامعة العربية، والتي تشتت منذ تجميد عضوية سورية، مبينا أنه قد ادعي قضائيا على الأتراك الذين سرقوا ثروات ومعامل سورية بعشرات مليارات الليرات، وتمت معرفة أماكن وجودها في تركيا، وتم إحضار المعاملات والفواتير التي تثبت أن ملكيتها سورية، وهناك لجنة من الخبراء تؤكد ذلك، وتم إعداد ملف أصبح جاهزاً لتقديمه إلى محكمة العدل الدولية.

 

عاصمة العروبة والصلابة

نقيب المحامين الفلسطينيين جواد عبيدات قال: جئنا إلى دمشق عاصمة العروبة والصلابة التي تنبض بالحياة والمستقبل والنضال العربي على كل المستويات وأنه لا يمكن أن يكون اتحاد محامين عرب من دون سورية، لافتاً إلى التخاذل الدولي بالصمت على سرقة الثروات السورية من قبل الاحتلالين التركي والأمريكي.

وأشار الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب في طرابلس – لبنان بسام جمال إلى أن من صلب عمل اتحاد المحامين رفع الظلم عن الشعوب المقهورة وخاصة ما يسمى “قانون قيصر” الذي يشكل وصمة عار في جبين حقوق الإنسان.

وبين نقيب المحامين العراقيين ضياء السعدي أن هناك أنظمة أدوات بيد المخطط الأميركي الصهيوني ساهمت في العمل على تدمير سورية وإخراجها من الجامعة العربية، لافتاً إلى أن خفض مياه نهر الفرات ومنع سورية والعراق من حصتهما من المياه مخالف للقوانين الدولية داعياً إلى موقف موحد ضد تصرفات تركيا واعتداءاتها المتكررة على مياه نهري الفرات ودجلة.