دراساتصحيفة البعث

الصين والاتحاد الأوروبي إلى المسار الصحيح

تقرير إخباري

جاءت قمة الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبر رابط فيديو يوم الاثنين الماضي في الوقت المناسب لإعادة العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي إلى المسار الصحيح.

لقد شهدت العلاقة بين الصين والاتحاد الأوروبي دفعة قوية في العام الماضي من خلال عدة قمم افتراضية بين الجانبين ومفاوضات بشأن الاتفاقية الشاملة للاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي بعد سبع سنوات طويلة. ومع ذلك لم تتقدّم العلاقات بسلاسة منذ أن وصف قادة الاتحاد الأوروبي الصين بأنها شريك تعاون ومنافس اقتصادي ومنافس منهجي في آذار 2019 على الرغم من إطلاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي في عام 2003.

إن تدقيق الاتحاد الأوروبي المتزايد للاستثمارات الصينية على مدى السنوات القليلة الماضية، ولاسيما في قطاع التكنولوجيا وسياسته بشأن تقنية “هواوي جي فايف” يحاكي إستراتيجية الولايات المتحدة المتهورة ضد الصين.

وكما اتضح من استطلاع غرفة التجارة الأوروبية في الصين الصادر في 8 حزيران الماضي، فإن شركات الاتحاد الأوروبي التي لها وجود قويّ في الصين متفائلة بشأن السوق الصينية، حيث حقق ثلاثة من كل أربعة مشاركين في الاستطلاع ربحاً في عام 2020 على الرغم من آثار الوباء، وقال 68 في المائة منهم إنهم متفائلون بشأن النمو المستقبلي، بينما يفكر 9 في المائة فقط في تحويل استثماراتهم الحالية أو المخطّط لها خارج الصين وهو أدنى مستوى مسجل.

وتتطلع مجتمعات الأعمال من كلا الجانبين إلى التصديق المبكر على اتفاقية الاستثمار CAI، وقالت غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين في أيار الماضي إنها تشعر بالإحباط لرؤية بعض أعضاء البرلمان الأوروبي يحاولون وقف عملية التصديق على اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وفي بيان حثّت الغرفة الاتحاد الأوروبي والصين على تعميق مشاركتهما حيثما كان ذلك ممكناً، قائلة إنه ينبغي تجزئة النكسات الدبلوماسية حتى لا تضرّ بالمصالح والتعاون المتبادلين والتي قالت إنها تشمل تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي والتنمية الدولية والتجارة العالمية وإصلاح المنظمة ووضع المعايير الدولية والتوافق مع الرقمنة.

لدى الصين والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنظمة سياسية مختلفة وأولويات مختلفة حول قضايا مثل حقوق الإنسان وسيادة القانون، فقد ثبت أن الانخراط في المحادثات بدلاً من توجيه أصابع الاتهام أو فرض عقوبات هو طريقة أكثر فعالية لتحسين التفاهم المتبادل وحلّ الخلافات.

من هنا فإن تعميق التعاون في مجالات مثل تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي والاستجابة للأوبئة وتوزيع اللقاحات والتجارة العالمية وصفقات الاستثمار والتعاون في أفريقيا لن يفيد الصين والاتحاد الأوروبي فحسب، بل أيضاً بقية العالم، كما أنه سيساعد على بناء الثقة المتبادلة وتضييق الخلافات.

عائدة أسعد