مجلة البعث الأسبوعية

بطلتنا الواعدة هند ظاظا.. قلب ينبض بالتحدي وأولمبياد طوكيو هو البداية

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

لم يكن يوم الرابع والعشرين من تموز الفائت يوما عاديا في مسيرة لاعبة منتخبنا الوطني لكرة الطاولة هند ظاظا، فابنة الـ 12 عاما دخلت تاريخ الرياضة السورية والعالمية من أوسع أبوابها، كونها أصغر لاعبة تشارك في دورة الألعاب الأولمبية التي تقام في طوكيو حاليا.

ورغم خسارتها أمام النمساوية ليو جيا، المولودة في الصين، والتي يبلغ عمرها 39 عاما، بأربعة أشواط متتالية لتودع الأولمبياد من الدور الأول، إلا أنها قدمت أداء مشرفا رفعت من خلاله علم الوطن عاليا في أكبر حدث رياضي عالمي، فهي تعتبر خامس أصغر لاعبة تشارك في الأولمبياد منذ عام 1968، عندما شاركت الرومانية بياتريس هويتو في مسابقة التزلج الفردية للسيدات بعمر ١١ عاما، كما تعتبر الأصغر منذ عام 1992 عندما شارك الإسباني كارلوس فونت وقت ذاك في مسابقة التجديف وعمره 11 عاما.

 

نتيجة جيدة

هند التي لم تتمالك نفسها وبكت بحرقة، قالت عن المشاركة: “كان من الصعب جدا من الناحية الذهنية الاستعداد للأولمبياد، لكن أعتقد أني نجحت بعض الشيء في التغلب على ذلك، وهذا هو الجزء الذي أعتقد أني أديته بأفضل شكل خلال المباراة”.

وأضافت: “أهم درس يتمثل في خسارة هذه المباراة، خاصة أنها أول مباراة لي، لذا في المرة المقبلة سأعمل بجدية لاجتياز الدور الأول والثاني والثالث، لأني أريد المزيد من اللعب في هذه المسابقة”.

 

اهتمام عالمي

خروج هند من الأولمبياد شغل وسائل الإعلام العربية والغربية، ووسائل التواصل الاجتماعي، بسنها الصغير وأدائها الكبير وتقبلها الرائع للخسارة الرقمية التي نراها فوزا لها ولنا، وتوجهها بعد اللقاء نحو منافستها بكل احترام وتهنئتها لها والتقاطها صورة معها في تصرف إن دل على شيء فإنما يدل على تواضع وخلق وأدب وتربية قل نظيرها، كما عبّر الجمهور عن دعمه لها، وكتب الكثيرون منشورات تؤكد الفخر بمشاركة ابنة الـ 12 بالأولمبياد، فيما ذهب آخرون إلى محاولة مسح الدموع التي سالت على خديها عقب خروجها من المنافسات.

وعلقت ظاظا على ذلك، بالقول: “تفاجأت كثيراً بتفاعل المتابعين في سورية وخارجها، وغمرني فرح كبير بعد دعمهم لي.. أنا سعيدة جداً بذلك”، مضيفة “تمنيت أن أفوز لأنشر الفرح بين الجمهور، لكن الأمور لم تسير كما أردت، حزنت كثيراً، وبكيت لما حصل.. لكن المشوار ما زال أمامي لتحقيق الإنجازات”.

 

المشاركة إنجاز

نائب رئيس اتحاد كرة الطاولة رضا الدمقسي أشار لـ “البعث الأسبوعية” الى أن كل الرياضيين تشرفوا بالاتصال الذي قام به السيد الرئيس بشار الأسد راعي الرياضة والرياضيين مع اللاعبة هند حيث قام سيادته برفع معنوياتها، مشددا على أن هند كانت سعيدة جدا بهذا الاتصال، وهذا يعطيها دافعاً وطموحاً لتحقيق ميداليات في المستقبل، واعتبرت هذا اليوم الأسعد في حياتها كون سيد الوطن يتصل بها ويتكلم معها.

 

خطوة أولى

وكشف الدمقسي بأن تحضير هند كان جيدا فمنذ أن استلم الاتحاد مهامه وضع خطة من أجل تحضير هند للوصول للأولمبياد، مؤكدا على دعم القيادة السياسية والرياضية لها حيث شاركت في بطولة غرب آسيا بالأردن، ونالت على إثرها بطاقة التأهل المباشرة، وبعدها اتبعت عدة معسكرات خارجية في كازان الروسية وقطر ولبنان، وتمت متابعتها من قبل اتحاد الطب الرياضي بشكل دائم، إضافة لإعدادها البدني والصحي فهناك أغذية لا تناسبها، ولم ننس الإعداد النفسي أيضا.

وأضاف الدمقسي: مجرد مشاركة هند في الأولمبياد يعتبر، بالنسبة لنا، إنجازاً، فنحن نعرف أن مستوى الأولمبياد عال جداً والطريق أمامها طويل، وفي المستقبل ستعتلي منصات التتويج.. وبصراحة كنا نأمل أن تحقق نتيجة جيدة لكننا راضون عما حققته، خاصة وأن القرعة أوقعتها مع بطلة أوروبا ومشاركة ست مرات في الأولمبياد، ولعبت هند بشكل رائع وتشكر على ما قدمته.

الهدف باريس 2024

وأكد الدمقسي أن اتحاد اللعبة لن يتوقف عند هذا الحد فلديه استراتيجية محددة وتفكيره الآن ينصب نحو مشاركة هند في البطولات المقبلة، ومنها بطولة العرب، في الطريق نحو المشاركة ببطولة غرب آسيا المؤهلة لأولمبياد “باريس 2024″، وبطولة العالم المقبلة وبطولات آسيا، ويجب أن يكون هناك إعداد وتحضير جيد، وأنا أفضل استقدام مدرب أجنبي عالي المستوى ليطور مستوى وأداء هند، خاصة وأن لدينا مواهب واعدة كثيرة بحاجة للرعاية، مع الشكر للمدربين الوطنيين الذين قدموا ما عليهم.

يشار إلى أن هند ظاظا من مواليد حماة ٢٠٠٩، وتلعب بنادي المحافظة، وبدأت ممارسة اللعبة عام ٢٠١٤، وحازت عام ٢٠١٥ على المركز الثاني لفئة تحت ١٢ عاماً، وعلى المركز الأول لفئتي تحت ١٢ و١٥ عاماً (٢٠١٦ و٢٠١٧)، إضافة إلى المركز الأول في بطولة الجمهورية للسيدات والأولمبياد الوطني للناشئات، وفي عام ٢٠١٨ حققت المركز الأول في خمس فئات (صغيرات وواعدات وشبلات وناشئات وسيدات)، والمركز الرابع في بطولة الأمل بتايلاند، وفي عام ٢٠١٩ توجت بذهبية الأولمبياد الوطني للناشئات، وبرونزية بطولة عمان الدولية لتحت ١٢ عاماً، وفضية بطولة البحرين لفئة تحت ١٣ عاماً، وبخمس ميداليات ذهبية للفرق في بطولة غرب آسيا بالأردن، وفي عام ٢٠٢٠ نالت ذهبية غرب آسيا للفردي لتحت ١٢ عاماً، إضافة إلى ذهبية غرب آسيا المؤهلة إلى الأولمبياد.