دراساتصحيفة البعث

دراسة جديدة: التنظيمات الإرهابية مسؤولة عن هجوم الغوطة

ترجمة: عناية ناصر 

في 21 آب 2013، اتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الحكومة السورية علناً بالمسؤولية عن هجوم السارين المزعوم في الغوطة الشرقية، وهدد الرئيس أوباما بقصف سورية بزعم الانتقام، منذ ذلك الحين، أثارت مجموعة من المعلومات المتداولة تساؤلات حول الأكاذيب التي تسوقها الولايات المتحدة لاتهام الحكومة السورية.

في دراسة جديدة نشرها موقع  Rootclaim قدم القائمون عليها دليلاً مهماً يدحض الاتهامات الأمريكية، هذه الدراسة تعقبت مواقع تأثير الصواريخ السبعة، وخلصت إلى أن جميعها تنحصر في منطقة صغيرة داخل الأراضي التي تسيطر عليها عصابات الإرهاب.

وتقع هذه المنطقة على بعد حوالي كيلومترين من موقع الإصابة، وهو النطاق المتفق عليه، حسب الخبراء، للصواريخ المستخدمة في هجوم الغوطة، وظهرت لقطات فيديو من قبل إرهابيين يرتدون أقنعة واقية من الغاز ويطلقون الصواريخ، ويعرفون عن أنفسهم بأنهم أعضاء في جماعة ما يسمى “جيش الإسلام” الإرهابية، ويتطابق الفيديو مع عدة ميزات لحقل صغير يقع داخل تلك المنطقة التي يسيطر عليها الإرهابيون، حيث وجدت الدراسة أن الصواريخ أطلقت منها، كانت تلك المنطقة هي نفسها التي شن منها الإرهابيون هجومهم بغاز السارين على القوات الحكومية السورية بعد أيام قليلة من هجوم الغوطة.

وتستند الدراسة إلى ما كشف عنه سابقاً، والذي ألقى بظلال من الشك على المزاعم التي تقودها الولايات المتحدة بشأن اتهام الحكومة السورية، وأشارت بدلاً من ذلك إلى تنظيمات الإرهاب.

هذه الدراسة الجديدة تتطابق مع الدراسة التي أجراها الأستاذ في معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” تيد بوستول، ومفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة ريتشارد لويد، أكدا فيها أن مدى صواريخ الغوطة كان خارج الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وبالتالي فإن إطلاق الصواريخ من المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة مستحيل.

وقبل ذلك، كشف سيمور هيرش في تقرير له في “لندن ريفيو أوف بوكس” ​​أن المخابرات الأمريكية جمعت أدلة تشير إلى مسؤولية الإرهابيين عن هجوم الغوطة، بناء على معطيات وكالة استخبارات الدفاع التي أكدت أن “جبهة النصرة” في سورية كانت تمتلك وحدة صناعية لإنتاج غاز السارين، كما وجدت الاختبارات التي أجراها المختبر العسكري البريطاني “بورتون داون” أن السارين المستخدم في الغوطة لا يتطابق مع النوع المعروف الموجود في ترسانة الحكومة السورية، وأثار مسؤولو المخابرات الأمريكية احتمال أن تكون “جبهة النصرة” في سورية قد حصلت على غاز السارين من تركيا في محاولة لتأطير الحكومة السورية، وتحريك الحكومة الأمريكية للتدخل العسكري.

في أيار 2013، تم القبض على أكثر من عشرة من أعضاء “جبهة النصرة” في تركيا، وبحسب ما ورد كانوا يحملون ما لا يقل عن كيلوغرامين من السارين، وكشف نائبان تركيان في وقت لاحق أن التحقيق في دور الحكومة بتزويد المتمردين بغاز السارين قد يعرّض البلاد للمساءلة القانونية، وفي عام 2016، أكد الرئيس أوباما أن مدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر حذره، إلى جانب مسؤولين أمريكيين آخرين، من أن المزاعم عن مسؤولية الحكومة السورية في الغوطة لم تكن “ضربة قاضية”، في إشارة إلى معطيات المخابرات الزائفة التي أدت إلى حرب العراق.