دراساتصحيفة البعث

البحرية الأمريكية التهديد الحقيقي لحرية الملاحة

هناء شروف

نتيجة اصطدام الغواصة النووية الأمريكية “يو إس إس كونيتيكت” بجسم مجهول يوم 2 تشرين الأول الجاري في بحر الصين الجنوبي، برزت عدة أسئلة أولها  أين وقع الحادث بالضبط؟. هل تسبب الاصطدام في تسرب نووي؟. هل سيكون للحادث أي تأثير على سلامة الملاحة للسفن في المجرى المائي؟.

هذه الأسئلة كانت مصدر قلق لجميع دول المنطقة والمجتمع الدولي ككل، إذ تشير التقديرات إلى أن 80 في المائة من التجارة العالمية من حيث الحجم، و 70 في المائة من حيث القيمة يتم نقلها عن طريق البحر. من هذا الحجم  يمر ما يقدر بنحو 60 في المائة عبر بحر الصين الجنوبي، ما يجعله الممر المائي العالمي الأكثر ازدحاماً.

تستخدم الولايات المتحدة ذريعة أنها تحافظ على حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي للحفاظ على وجودها العسكري في المياه على الرغم من عدم وجود أي شيء يهدد الملاحة باستثناء الحوادث التي تتعرض لها سفنها البحرية، وهذه ليست هي المرة الأولى التي تتعرض فيها إحدى سفنها البحرية لحادث.

في تموز 2017 اصطدمت مدمرة البحرية الأمريكية “يو إس إس فيتزجيرالد” بسفينة حاويات ترفع علم الفلبين في مكان ما جنوب غرب طوكيو ما أسفر عن مقتل سبعة بحارة من “فيتزجيرالد”. وكان هناك أيضاً تصادم قريب بين سفينة حربية أمريكية ونظيرتها الصينية في بحر الصين الجنوبي في عام 2018.

من الطبيعي أن تقوم السفن الحربية الصينية بدوريات في مياهها الإقليمية، لكن بالنسبة للسفن الحربية الأمريكية فإن حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي هي مجرد استعراض للقوة العسكرية، وهو جزء من إستراتيجية الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لاحتواء صعود الصين.

وإذا كان هناك أي شيء، فإن عمليات البحرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي قد أضافت الوقود إلى نار الخلافات الكلامية بين دول الجوار حول السيادة على المياه، إذ  لم يكن هناك أي تهديد من أي دولة لحرية الملاحة في المياه من قبل.

تشير الاصطدامات القريبة التي تسببها السفن الحربية الأمريكية إلى حقيقة أن الوجود العسكري الأمريكي في بحر الصين الجنوبي هو التهديد الحقيقي لحرية الملاحة في المياه، فماذا لو حدث تسرب نووي من الغواصة نتيجة الاصطدام؟. سيكون ذلك كارثة على البيئة البحرية لبحر الصين الجنوبي.

لا ينبغي للبحرية الأمريكية والولايات المتحدة أن تتغلب على هذه الحادثة، ويجب عليهم قول الحقيقة والعمل مع الدول ذات الصلة لحماية سلامة الملاحة في بحر الصين الجنوبي والمياه القريبة منه.