رياضةصحيفة البعث

انسحاب سيدات سلة الثورة يفتح باب التساؤل عن سبب تأخر تجهيز الصالة الرئيسية في اللاذقية؟!

اللاذقية – خالد جطل

منيت الجماهير التي حضرت إلى مدينة الأسد الرياضية بخيبة أمل بعد أن كانت تمنّي النفس بحضور ومتابعة مباراة من العيار الثقيل بكرة السلة تجمع سيدات تشرين والثورة في افتتاح دوري السيدات.
بداية، المباراة تأخرت لوصول الحكام القادمين من حلب في الوقت المحدد، بينما كانت لاعبات الفريقين يتدربن على أرضية الصالة، وبعد وصول الحكام بدأت قصة جدلية ما بين أرضية الصالة تصلح أو لا تصلح لإقامة المباراة، وهي الأرضية المعتمدة من اتحاد السلة، وتعود إلى عام 1987 عند استضافة دورة ألعاب المتوسط العاشرة، فبعض مناطق الصالة كانت غير صالحة للعب لإمكانية سقوط اللاعبات نتيجة التزحلق بسبب الرطوبة، وهنا بدأت خيوط القضية بالتشكّل ما بين عدم مشاركة أو الانسحاب من المباراة، والسبب هو عدم الصلاحية، ولكن بجهود مضنية من عمال الصالة وكوادر المدينة الرياضية، تمت معالجة المشكلة برش “الكولا” ومسحها، وعند اختبار الأرضية تبيّن أن جزءاً آخر يحتاج للمعالجة، وتم التواصل من قبل الحكام والمراقبين مع اتحاد اللعبة الذي استفسر عن جاهزية الصالة، فكان الرد أن 90% منها جاهز للعب، وبعد أخذ ورد وعمل مستمر من العمال تم حل المشكلة بالكامل، وانتهت قصة “الزحلقة” بأرضية الصالة، وهذا كله بوجود حكام المباراة والمراقب الفني لها، واستغرق هذا وقتاً، ما دفع إدارة فريق الثورة للانسحاب مبررة ذلك بأن الأرضية غير صالحة، وحرصاً على سلامة اللاعبات اللواتي لن يلعبن المباراة، إضافة إلى التأخر الذي سيحدث، واللاعبات ملتزمات بدوام في اليوم التالي، وسط ذلك حاول مراقب المباراة والحكام ثني الثورة عن الانسحاب والعودة للصالة لبدء المباراة، ولكن كان هناك تصميم بعدم اللعب.
حكام اللقاء والمراقب الفني للمباراة أكدوا جاهزية أرضية الصالة رغم قدمها، وسوء جزء منها، لكنها في النهاية معتمدة من اتحاد اللعبة الذي باتت الكرة في ملعبه لاتخاذ القرار المناسب نتيجة هذا الانسحاب.
الجماهير التي حضرت للصالة متكبدة عناء التنقل ما بين مدينة اللاذقية والمدينة الرياضية عبرّت عن أسفها لعدم إجراء المباراة التي توقع الجميع أنها ستكون من أجمل مباريات الدوري كون تشرين ضم نخبة من لاعبات منتخبنا الوطني لصفوفه بغية المنافسة على اللقب، والثورة بطل الدوري ومثّل كرتنا الأنثوية خارجياً خير تمثيل، ولكن للأسف لم تقم المباراة وحُرم الجميع متعة مشاهدتها.
وبعيداً عن المباراة فإن أكثر ما يثير الاستغراب هو التأخر بتسليم الصالة الرئيسية ووضعها في الخدمة رغم جاهزيتها، حيث كان رئيس الاتحاد الرياضي العام قد أكد أن الصالة ستكون جاهزة لاستضافة مباريات كرة السلة بعد عشرة أيام، وذلك خلال المؤتمر السنوي لفرع الاتحاد الرياضي باللاذقية الذي انعقد بتاريخ 13 تشرين الثاني الماضي، ولكن انتهت الأيام العشرة، وبقيت الصالة مغلقة الأبواب رغم جاهزيتها، وعند السؤال عن وضعها كان الجواب بأنها جاهزة بالفعل، لكنها بحاجة للسلات “البانيات” والساعة واللوحات، لذلك يتخوّف رياضيو اللاذقية من تأخر إرسال المعدات، ما سيؤثر على كرة السلة باللاذقية التي بدأت تأخذ حيزاً من اهتمام أنديتها مع دخول سيدات تشرين المنافسة على اللقب، وعودة رجال حطين للدوري الممتاز.

عموماً، بعد حادثة انسحاب فريق الثورة، قد تعمد فرق أخرى إلى تكرار السيناريو بحجة سوء الأرضية، لذلك فإن اتحاد كرة السلة مطالب بمعالجة الأمر بشكل نهائي، سواء بإلزام الأندية باللعب في الصالة نفسها، مع الطلب من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بضرورة الإسراع بإنهاء تجهيز الصالة الرئيسية، أو إيقاف اللعب عليها حتى إشعار آخر.