مجلة البعث الأسبوعية

الرياضيون يبحثون عن مكان في منشآتنا …والإهمال وعدم الصيانة سلبية إضافية

البعث الأسبوعية-عماد درويش

تستمر قضية المنشآت الرياضية وصيانتها في الاستحواذ لما لها من أهمية كبيرة عند محبي وممارسي الرياضة بمختلف أنواعها، خاصة وأن الوضع الحالي لا يسر في ظل سوء أغلب المنشآت الرياضية رغم بعض الجهود من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام.

ما دعانا لهذ المقدمة الحال التي وصلت إليها مدننا الرياضية المنتشرة في كل المحافظات والتي أصاب بعضها آثار الإرهاب وبعضه الآخر الإهمال، فبعض المدن الرياضية أصبحت بحال يرثى له كون التوجه بات نحو الاستثمار دون مراعاة الرياضة بشكل عام، في الوقت الذي نجد فيه أغلب أنديتنا التي لا تملك صالات (تلهث) للبحث عن مكان لتدريب لاعبيها في صالاتنا، في المقابل نجد أن القيادة الرياضية وإدارات المدن لاهم لهم سوى البحث عن مستثمرين جدد واستثمارات تدر عليهم الريوع المادية غير آبهين بتطوير الرياضة ورياضييها.

مهرجانات تسوق

ومن المتعارف عليه في كافة دول العالم أن الصالات والملاعب هي ملك للرياضيين يمارسون عليها رياضتهم المفضلة، إلا عندنا فالصالات والملاعب أصبحت ساحة للاستثمارات (من مهرجانات تسوق وغيرها)، وهذا يدفعنا للتساؤل أين تذهب ريوع هذه الاستثمارات، وأين تصرف؟.

القيادة الرياضية كانت قد طالبت منذ فترة اتحادات الألعاب والأندية والموظفين(بالتقشف) بحجة عدم توفر المال في خزينة الاتحاد الرياضي بينما نجد الاستثمارات في أفضل أحوالها !.

في ذات السياق فإن رياضتنا تبقى غير قادرة على صيانة بعض الصالات والمنشآت كون عائدية البعض منها يعود لوزارت أخرى، وعليه فإن صيانة تلك المنشآت ضرب من الخيال ولا تقع مسؤوليته على عاتق منظمة الاتحاد الرياضي العام، مع العلم أن هناك مرسوم حدد أن يتولّى الاتحاد الرياضي بناء وصيانة وإدارة المنشآت الرياضية، واستثمارها وفق خطته المعتمدة لكن ما يجري على أرض الواقع بعيد كل البعد على هذا الكلام، فلا الصيانة موجودة بشكل يرضي الرياضيين ولاإدارة المدن الرياضية والمنشآت يتم وفق القوانين والأنظمة، بل يتم التحكم فيها وفق الأهواء الشخصية للقائمين عليها ، والأمثلة على ذلك كثيرة سواء لأرضية الملاعب (التي لا تصلح حتى لسباقات الخيل) أو للصالات (التي باتت خارج التغطية نظراً لقدمها وعدم صلاحيتها).

نظافة معدومة

بعض القائمين على منشآتنا الرياضية (صالات وملاعب) نسوا أنها بحاجة للنظافة ، فالمدرجات ممتلئة بأنواع كثيرة من الأوساخ “الدخان، وبقايا المكسرات، وزجاجات فارغة.. إلخ” حتى يظن المرء أنه أمام مكب للقمامة، كما أن المرافق أصبحت بحال يرثى لها ، فالحمامات لا يوجد فيها “حنفيات” للمياه، والأبواب “مكسرة” والكهرباء غائبة نهائياً عنها، ونوافذ بعض الصالات محطمة ، وهذا يجعلنا نتحسر على صرف الملايين من الليرات على أعمال الصيانة، ونتساءل أين صرفت تلك الأموال؟ وأين التخطيط في مديرية المنشآت الرياضية، بل أين الاتحاد الرياضي العام وفروع اللجان التنفيذية في المحافظات من كل هذا التقصير ؟.

“بتطفي وبتشعل”

حتى الصالات التي تم تحديثها وصيانتها مثل صالة الفيحاء التي تم تجديدها “مرتين” وكلفت الملايين من الليرات ، على أرض الواقع لم تكتمل صيانتها ولم تصل للحالة المثالية، وكذلك الأمر بالنسبة لصالة الحمدانية العملاقة التي افتتحت مؤخراً بلقاء الاتحاد والجيش بدوري كرة السلة، فصالة رياضية بهذا البهاء والجمال كلفت المليارات وانتظرها عشاقها لعقود وسنوات طويلة، أخفق مهندسوها وراعوها ومشغلوها في الإقلاع بلوحتها الإلكترونية كما هو الحال اللوحة الالكترونية لصالة الفيحاء، التي تعمل على مبدأ منارة البحر “بتطفي وبتشعل”.

كما أن هناك مشاهد بتنا نراها في ملاعب كرة القدم يندى لها الجبين من سوء أرضية الملاعب وتحولها إلى شبه مستنقعات يملؤها الوحل والطين، وهذا موقف لا مبرر له من قبل القائمين على مكتب المنشآت بالاتحاد الرياضي سوى الفشل وعدم القدرة على العطاء، وهذا يتطلب التدخل الفوري ومحاسبة المقصرين.

تغييب واضح

مكتب المنشآت المختص مارس عدم الحيادية بحق بعض ألعاب الكرات الأخرى مثل لعبتي كرتي الطائرة واليد، في تصرفات ترتقي الى مرتبة خطيئة كبرى، حيث تم إلغاء تخطيط الملعبين من بعض الصالات وصالات أخرى وتم تحويلها بالكامل إلى صالات كرة سلة فقط!! وهذا موضوع لا يحقق الحيادية ولا يطور الرياضة السورية خاصة وأن هناك بعض المحافظات ( درعا، الحسكة، الرقة، دير الزور، السويداء، طرطوس ، حماة) تتنفس كرتي الطائرة واليد  ولا تمارس بقية الألعاب، فالرياضة تتطور بشكل كامل وليس بالمفرق وحسب الأهواء والصداقات والعلاقات الشخصية واللبيب من الاشارة يفهم .

عموماً على القائمين على الرياضة الاعتراف بتقصيرهم تجاه المنشآت ومرافقها، وعليهم أن يتوجهوا لبناء الرياضة من خلال توفير احتياجات منشآتها التي تحتاج وقفة وصيانة حقيقية.