مجلة البعث الأسبوعية

في سابقة خطيرة تهدد لجنتنا الأولمبية…اتحاد اليد “المنحل” يشكو القيادة الرياضية للاتحاد الدولي

البعث الأسبوعية-عماد درويش

لم يكد العام الجديد يطل على رياضتنا حتى فوجئت القيادة الرياضية بدعوة غريبة من الاتحاد الدولي لكرة اليد يطلب فيه من اللجنة الأولمبية السورية إعادة اتحاد اليد المنتخب بشكل شرعي.

حيث وجه الاتحاد الدولي خطاباً للجنة الأولمبية السورية جاء فيه: “يُرجى العلم بأنه وفقاً للمادة 8 من النظام الأساسي لـ IHF، على الاتحادات الأعضاء أن تمتثل لجميع الأحكام المنصوص عليها في النظام الأساسي، ولاسيما مع المادة 8.2، النقطة 4، والتي تنص على: رفض الاتحاد الدولي لكرة اليد أي نوع من التدخل في الشؤون الداخلية للاتحاد العربي السوري لكرة اليد، ونطلب من اللجنة الأولمبية والاتحاد الرياضي العام السوريين، التفضل ببدء العمل فورا لإعادة مجلس الإدارة الحالي للاتحاد العربي السوري لكرة اليد، نطلب منكم التفضل بالامتثال لأحكام النظام الأساسي IHF، وإبلاغنا على راحتكم وفي أقرب وقت بالإجراءات المتخذة لإعادة مجلس الإدارة الحالي لكرة اليد”، وتأتي هذه الدعوة بعدما كان المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام  قد حل قبل  نحو شهر اتحاد كرة اليد، وقرر تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الأمور.

تهديد مبطن

التهديد الدولي الموجه للجنة الأولمبية السورية صريح، ويطالب اللجنة باللجوء لتطبيق مواد القانون الناظم للحركة الرياضية الأولمبية ما يعني فرض وصاية أولمبية على رياضتنا وتقييدها تحت مسوغات واهية وهذه حالة عاشتها بعض الرياضات في عدد من الدول بقرار أولمبي. ‏

التدخل الدولي خطير بل هو تجاوز للخطوط الحمر وينذر بما هو أسوأ في حال لم تنجح القيادة الرياضية بلجم هذا التدخل المرفوض جملة وتفصيلاً سيما والحديث عن استقواء الاتحاد السابق “المنحل” بالاتحاد الدولي في خطوة غير مسبوقة وغير محسوبة العواقب.‏

التهديد الدولي سبقه تهديد سابق نفذه أعضاء الاتحاد السابق عندما صدر قرار حل الاتحاد من قبل القيادة الرياضية، حيث لم يعجبهم القرار، فقدموا دعوة بحق منظمة الاتحاد الرياضي وعلى رأسها رئيس المنظمة، بحجة أن القرار ظالم بحقهم، وأنه لا توجد تعليمات تنظيمية بالاتحاد الرياضي تنص على حل الاتحاد، رغم أن كافة كوادر اليد السورية رأت حينها أن قرار حل الاتحاد هو لمصلحة اللعبة بشكل عام خاصة أن أعضاء الاتحاد(المنحل) أساؤوا للعبة واللاعبين.

اتهام صريح

أمين سر اتحاد كرة اليد السابق بشار رضوان خرج ليؤكد أن الاتحاد السابق هو الذي أرسل إيميل للاتحاد الدولي وأخبره بحل الاتحاد، بل ذهب لأبعد من ذلك حيث اتهم المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام بأنه تورط برده على الاتحاد الدولي الذي أخبرهم بأنه لا يحق لهم إقالة الاتحاد ويجب إعادته للعمل، وبأن كتاب الاتحاد الدولي ليس استفسارياً كما تحدث رئيس الاتحاد الرياضي العام، وإنما رفض لقرار المكتب التنفيذي بحل الاتحاد.

ولم يكتف بذلك بل اتهم القيادة الرياضية بأنها تعرضت لأعضاء الاتحاد السابق للضغط لتقديم استقالاتهم وقدموها بدون تاريخ، والبعض منها بدأت بعبارة “أقدم استقالتي بناء على طلبكم”، وأن أعضاء الاتحاد كانوا لا نريد أن تصل الأمور إلى هنا ولكن لن “يقبلوا أن يكون أغناماً تقودها القيادة الرياضية”، وإذا كان هناك لجنة تحقيق، فهم جاهزون لشرح الأمور والضغوط التي تعرض لها أعضاء الاتحاد لتقديم استقالاتهم.

سابقة خطيرة

بعض الأوساط المقربة من اعتبرت هذه الدعوة سابقة خطيرة في تاريخ الرياضة السورية منذ أن أنشئت منظمة الاتحاد الرياضي العام، فلم يسبق أن تجرأ أي اتحاد رياضي على فعل ما فعله اتحاد اليد “المنحل” حتى عندما كان اتحادي القدم والسلة يتم حلهما ” اللعبتين المحترفتين برياضتنا” لم يقم أي من أعضاء الاتحادين برفع شكوى للاتحاد الدولي، لكن يبدو أن القيادة الرياضية لم تع بعد ما ينتظرها من مشاكل، وهذا يعني أن القيادة الرياضية ضعيفة..!! فالموضوع ليس عادياً ونتائجه ليست بالحسبان إن لم نقل كارثية ولن تقف عند حدود الكتب الرسمية والأخذ والرد بين اللجنة الأولمبية السورية والاتحاد الدولي لكرة اليد بل قد تحدد مسار الحراك الرياضي المحلي ما يفرض قرارات قاسية في حال تطور السجال إلى معركة في الساحة الأولمبية الدولية وهذا ما لا نتمناه.‏

الحزم مطلوب

جميع كوادر اللعبة التي لم تكن على وفاق مع الاتحاد السابق وطالبت أن يقوم رئيس الاتحاد الرياضي العام وأعضاء الاتحاد بالتدخل بحزم لوقف هذه المهزلة التي أساءت للرياضة السورية واتخاذ الإجراء القانوني بحق كل من تسوله نفسه التطاول على قدسية وشعار الرياضة مهما كانت صفته لأن الرياضة أخلاق قبل اي شيء، مذكرة بالوقت نفسه بأن تشكيل الاتحاد السابق جاء عبر قرار للمكتب التنفيذي بتعينه، وليس كما يدعي أعضاء الاتحاد المنحل بأنه تم انتخابهم عبر مؤتمر انتخابي.

وفي حيثيات الموضوع علمت “البعث الأسبوعية” أن القيادة الرياضية أرسلت للاتحاد الدولي لكرة اليد كافة الوثائق التي تؤكد أن الاتحاد السابق ارتكب الكثير من الأخطاء خلال عمله من عقوبة بعض الأندية وحرمان لبعض لاعبي ولاعبات منتخباتنا الوطنية وهدر للمال العام، وتقديم 11 نادياً وعدد من اللجان التنفيذية في المحافظات بحجب الثقة عن هذا الاتحاد وهو ما جعل القيادة الرياضية تقوم بحل الاتحاد، وتشكيل لجنة لتسيير أمور الاتحاد لحين انتخاب أو تعين اتحاد جديد يكون قادرا على انتشال اللعبة من المستوى الضعيف التي ظهرت عليه خلال ترأس الاتحاد السابق لمهامه.

“البعث الأسبوعية” اتصلت بالكثير من المعنيين بالاتحاد الرياضي وبأعضاء اللجنة المؤقتة لاتحاد اليد للاستفسار عن هذا الموضوع، ولم تجد الجواب الشافي، فالكل أكد أنه لا يسمح له بالتصريح لحين وصول الرد من الاتحاد الدولي عما قدمه الاتحاد الرياضي من وثائق بهذا الموضوع.