ثقافةصحيفة البعث

إنكانتو.. إيقاعات الموسيقى الكولومبية تحقق نجاحاً جديداً لديزني

يعتمد فيلم الرسوم المتحركة “إنكانتو” من ديزني على الأغاني السردية التي تدفع قصته المتعدّدة الطبقات إلى الأمام، ويدور حول مراهقة كولومبية تُدعى ميرابيل مادريغال (يؤدي صوتها الأمريكية ستيفاني بياتريز) وعائلتها التي تمتلك قدرات سحرية خارقة، وخالها برونو (الأمريكي جون ليجويزامو) الغامض والمنبوذ، الذي أكسبته قدرته على رؤية المستقبل ازدراءً شديداً ممن تلقوا أنباء سيئة، ونرى في الفيلم عائلته وسكان البلدة يبوحون لبعضهم بحكاياتهم المريرة عن نبوءاته.

واكتسبت أغاني الفيلم، التي كتبها الأمريكي لين مانويل ميراندا، شعبية كبيرة منذ أول عرض له في دور السينما في تشرين الثاني الماضي، وكان لها دور كبير في إضفاء جو مرح جداً على الفيلم، إذ تقدّم الأغنية الافتتاحية “عائلة مادريغال” تعريفاً بهيجاً عن العائلة وقدراتها السحرية، وتغني فيها ميرابيل عن قدرة أمها على شفاء الأمراض وقدرة خالتها بيبا، التي تؤثر حالتها المزاجية في الطقس، ثم تتحدث عن قدرات أقاربها الخارقة، إلى أن تكشف في نهاية الأغنية، التي احتلت الترتيب 62 على قائمة أفضل مئة أغنية، عن قدرات جميع أفراد عائلتها باستثناء قدرتها، وهنا تبدأ القصة فعلياً.

وحقّقت أغنية “لا نتكلم عن برونو” نجاحاً عالمياً باهراً منذ أول عرض للفيلم، وهي أغنية كتبها ميراندا ولحنتها جيرمين فرانكو، واختلفت عن معظم إنجازات ديزني من حيث إنه لم يؤدها بطلٌ مفطور القلب بشكل منفرد، بل أدّتها مجموعة من الشخصيات على غرار أغاني برودواي السينمائية، لتكشف لنا أشياء عن رجل في منتصف العمر، اسمه برونو.

وتصدّرت الأغنية مؤخراً قوائم سبوتيفاي وآبل ميوزيك وآي تونز في الولايات المتحدة، واحتلت المرتبة الأولى في ترتيب مقاطع الفيديو الموسيقية العالمية على يوتيوب، وتحتلّ حالياً المرتبة الخامسة على قائمة أفضل مئة أغنية.

وعزّز نجاحَ “لا نتكلم عن برونو” شعبيتُها على تيك توك، حيث استخدم المعجبون المنصة لتقليد الشخصيات، والرقص بحماس على إيقاعات الموسيقى الكولومبية، والإشارة إلى تفاصيل ربما فاتت بعض المشاهدين، وفي هذا قال جاريد بوش، أحد مخرجي فيلم “إنكانتو”، في مقابلة: “لا أمل من مشاهدة مقاطع تيك توك طوال اليوم، إذ يجد الجميع منفذاً مختلفاً إليه.. ويجد كل شخص فيه شيئاً يجذبه. بصراحة، إنه لذيذ”.

ضغوط الحياة

وتستعرض لويزا مفتولة العضلات (جيسيكا دارو)، شقيقة ميرابيل، قوتها في أغنية “ضغط السطح” المفعمة بأنغام وكلمات قوية وحيوية، في محاولة لإخفاء قلق راودها من فقدان قوتها التي تعتمد عليها لحمل الأعباء الثقيلة ومساعدة عائلتها، وهي تبرز إبداع ميراندا بصورة رائعة، لذا ليس مستغرباً أن تحتلّ هذه الأغنية حالياً الترتيب 14 على قائمة أفضل مئة أغنية، كونها تتحدث عن الضغط المتزايد الذي نتعرّض له جميعاً في هذه الأوقات العصيبة.

كولومبيا في أغاني إنكانتو

تحتفي الموسيقى التصويرية في “إنكانتو” بالتقاليد الموسيقية الكولومبية الغنية والمرحة، وتضمّ ​​بعضاً من ألمع نجومها. مثلاً، يؤدي أغنية “كولومبيا مي إنكانتو” المطرب ومؤلف الأغاني كارلوس فيفيس، وفيها يبعث برسالة حب إلى كولومبيا، كما ظهر في الفيلم موسيقيون كولومبيون آخرون، بينهم نجما البوب مالوما وسيباستيان ياترا.

ويغني ياترا في الفيلم أغنية تفطر القلب، اسمها “دوس أوريغيتاس”، وهي أغنية تملؤها أنغام الكمان، وتدور حول يسروع ويسروعة أجبرا على الافتراق والسير في طريقين منفصلين، على الرغم من حبهما الكبير لبعضهما. وهذه أول أغنية يكتبها ميراندا باللغة الإسبانية دون ترجمتها من الإنكليزية، وأعرب ميراندا عن اعتزازه بهذا الإنجاز بالقول: “كنت فخوراً بها حقاً، وشعرت أنني انتزعتها من مكان سحيق جداً بداخلي”.

على الرغم من شعبية أغاني “إنكانتو” بالمجمل، لا تزال أغنية “لا نتكلم عن برونو” محورية في الفيلم، لأنها تكشف الصدوع الواقعية والمجازية بين أفراد عائلة مادريغال. وتبدأ بتبادل كوميدي للكلام بين بيبا (كارولينا غايتان) وزوجها فيليكس (ماورو كاستيلو)، اللذين يسردان فيها قصة زواجهما خلال إعصار نجم عن مزاج بيبا العكر بعد أن تنبأ برونو بهطول مطر خلال الحفل. ولاحقاً في الأغنية، تقدّم ابنتهما دولوريس (المطربة أداسا) تفاصيل عن قدرة خالها المزعجة، لكن بأسلوب فاتن وخلّاب فرض نفسه داخل أفئدة الجمهور.

علاء العطار