أخبارصحيفة البعث

بوشكوف: الإعلاميون الأمريكيون لا يصدّقون مزاعم مسؤوليهم حول روسيا

أكد السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف أن الإعلاميين والصحفيين الأمريكيين أنفسهم لا يصدقون مزاعم وأكاذيب مسؤولي بلادهم بخصوص روسيا. وانتقد بوشكوف بشدة في تصريح له اليوم ردّ الخارجية الأمريكية على طلب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الحصول على دليل يثبت صحة المزاعم حول “فبركة روسيا لفيديو عن هجوم أوكراني”، وقال: كلام أجهزة المخابرات الأمريكية يقدّم عرضاً جميلاً ومؤثراً، ولكن لا عجب أن مراسل الأسوشيتد برس (مات لي) سمح لنفسه بعدم تصديق كذبة أخرى عن الروس في إحاطة وزارة الخارجية الأمريكية، مضيفاً: لقد أراد مراسل الوكالة شيئاً واحداً وهو الدليل، ولكن كما هو الحال دائماً لم يكن هناك شيء.

ولفت بوشكوف إلى تقرير مراسل الأسوشيتد برس الذي أشار إلى هجوم السارين المزعوم في دوما والذي تبيّن كما اكتشفه الصحفيون البريطانيون أنه من فبركة الخوذ البيضاء، ولكن في الوقت نفسه تبنّت لندن وواشنطن نشر معلومات حول هذا الهجوم المزعوم.

وفي وقت سابق أعلنت السلطات الأمريكية أنها رفعت السرية عن معلومات من المخابرات حول إعداد الأجهزة الخاصة الروسية لمقطع فيديو “مفبرك” خاص يظهر مخلفات هجوم أوكراني على أراضي روسيا أو على مواطنين روس، وبعد ذلك حسب زعمها قد يصبح هذا الفيديو ذريعة لروسيا لبدء عمليات عسكرية ضد أوكرانيا.

وفي السياق، وصف شارل غاف، رئيس مركز “معهد الحريات” بفرنسا تصريحات السلطات الأمريكية القائلة بـ”فبركة” روسيا لتسجيل فيديو حول أوكرانيا، بأنها الدعاية في أسوأ حالاتها. وقال: “تدهشني السذاجة الصبيانية للتصريحات الأمريكية”.

وأضاف: إن “هذه التصريحات التي تم الإدلاء بها دون تقديم أي أدلة، بحجة “حماية مصادرهم”، تعدّ تذكيراً مؤلماً بخطاب كولن باول في الأمم المتحدة حول أسلحة الدمار الشامل في العراق”.

وأوضح: “ربما هذه المصادر التي أبلغت البيت الأبيض بهذا التحضير للفيديو الروسي، هي نفسها التي أبلغته حينذاك بأسلحة الدمار الشامل العراقية؟، هذا يبدو مجرد دعاية في أسوأ حالاتها”.

ونفى مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، هذه الادعاءات الأمريكية، مشيراً إلى أن روسيا “لا تقوم بمثل هذه الأشياء أبداً”.

إلى ذلك، سخر النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي من تصريحات مسؤولين غربيين حول تقدير نتائج التدخل الروسي المزعوم في أوكرانيا، واصفاً تفكير الدول الغربية حول عدد الأيام التي يمكن أن تهزم فيها كييف بأنه “الجنون والذعر”.

وفي تعليقه على مقالات نشرتها وسائل الإعلام الغربية بهذا الخصوص أمس، قال بوليانسكي في صفحته على موقع تويتر: إن “الجنون والذعر لا يزالان مستمرين”، متسائلاً: “ماذا سيحدث إذا قلنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تهزم لندن خلال أسبوع واحد وسيؤدّي ذلك إلى مقتل 300 ألف شخص، وذلك اعتماداً على المعلومات الاستخباراتية التي لا نكشفها، وهل يعتبر ذلك أمراً صحيحاً بالنسبة للأمريكيين والبريطانيين”، مضيفاً: “لا.. ولا يعتبر ذلك صحيحاً بالنسبة للروس والأوكرانيين أيضاً”.

وكانت وكالتا رويترز وفرانس برس نقلت تصريحات لمسؤولين أمريكيين مجهولين بأن القوات الروسية قد تهزم كييف في “غضون يومين” في حال هجوم روسيا على أوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا انتقدت بشدة أمس مزاعم وسائل الإعلام الغربية بشأن الوضع حول أوكرانيا واصفة إياها بـ”الجريمة”.

من جهة ثانية، أعلنت جمهورية لوغانسك الشعبية أن أوكرانيا قامت بنشر عربات مدرّعة بالقرب من قرية موراتوفو التي تسيطر عليها كييف بالقرب من خط التماس في إقليم دونباس.

ونقلت سبوتنيك عن القوات الشعبية في جمهورية لوغانسك قولها في حديث للصحفيين: تم رصد عربتي استطلاع مصفحتين من طراز (بي آر دي ام 2) وعربة قتال مشاة (بي ام بي 2) تابعة للقوات الأوكرانية بالقرب من موراتوفو في انتهاك لاتفاق الهدنة.

وكانت جمهورية دونيتسك الشعبية أعلنت يوم الخميس الماضي أن أوكرانيا قامت بنشر نحو 120 ألفاً من قواتها العسكرية على الحدود مع منطقة دونباس.

يشار إلى أن الصراع في دونباس بين الحكومة الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك مستمر منذ 2014 عندما أعلنتا الاستقلال، وقد أودى القتال بحياة نحو 31 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 2.5 مليون من السكان في الخارج أو داخلياً.

في سياق متصل، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو: إن الجيشين البيلاروسي والروسي سيردّان بشكل مشترك إذا بدأت أوكرانيا حرباً ضد دونباس.

وأوضح لوكاشينكو في مقابلة حصرية لقناة (سولوفيوف لايف) على يوتيوب تعليقاً على حادث الطائرة الأوكرانية التي حلقت فوق الأراضي البيلاروسية: إن “مينسك مستعدة للردّ بقسوة أكبر على استفزازات أوكرانيا في المستقبل”، مشيراً إلى أن حادثة الطائرة المسيرة ليست الحالة الأولى لانتهاك أوكرانيا للحدود البيلاروسية.

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت التدريبات العسكرية المشتركة بين بيلاروس وروسيا موجّهة ضد أوكرانيا، أجاب الرئيس البيلاروسي بأنه “إذا لزم الأمر، فحينئذ ضد أوكرانيا وضد الناتو”، مشيراً إلى أن “هذا سيكون هو الحال إذا تمت محاولة انتهاك الحدود من أراضي أوكرانيا”.

وتابع لوكاشينكو: إن موسكو ومينسك رسمتا خطوطاً حمراء لكييف وتجاوزها سيتطلب الردّ، مؤكداً في السياق نفسه أن الولايات المتحدة هي من تدفع أوكرانيا إلى الحرب.

واستعداداً لجميع الاحتمالات، أجرت وحدات من أسطول البحر الأسود الروسي المتمركزة في شبه جزيرة القرم تدريباً لضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود.

ونقلت “تاس” عن الخدمة الصحفية للأسطول قولها اليوم: “تم إجراء تمرين في قاعدة أسطول البحر الأسود البحرية في القرم لضمان سلامة الملاحة والتدريب القتالي لقوات الأسطول في منطقة البحر الأسود، وقد شاركت في التمرين أطقم الرادار ومراكز الاتصالات الموجودة على ساحل شبه جزيرة القرم”.

وأوضحت أن التمرين شمل محطات رادار ثابتة ومتحركة لأسطول البحر الأسود، الأمر الذي يعزّز درجة عالية من الجاهزية والقدرة على أداء المهام المحدّدة للوحدات المشاركة.