مجلة البعث الأسبوعية

المؤتمرات النقابية .. روافع الإسهام المتزايد للعمال في الحياة العامة

دمشق _ بشير فرزان

لانحييد عن الحقيقة عندما ندرج مادار ويدور في المؤتمرات النقابية العمالية السنوية من حوارات ومناقشات تبحث في الشأن النقابي أو العام تحت عنوان (الحالة الوطنية) التي كانت واضحة سواء من ناحية الموضوعية في الطرح أو الالتزام وتحمل المسؤولية التي انعكست على المطالب العمالية بشكل يتماشى مع طبيعة الظروف والتحديات فكانت أكثر عقلانية وثقة بالمستقبل .

ومن المعروف أن المؤتمرات النقابية العمالية السنوية لمجمل التنظيمات النقابية بمثابة روافع الإسهام المتزايد للعمال في حياة منظمتهم النقابية والحياة العامة والبوابة الأجدى لتحقيق مشاركة أكثر فاعلية للقواعد والهيئات النقابية القاعدية في تطوير العمل النقابي والاقتصادي والسياسي وتعزيز الأداء والانطلاق بمرحلة عمل جديدة تبني على الايجابيات وتتجاوز السلبيات إن وجدت.

للتوضيح وتسليط الضوء على حراك نقابي مثمر ويحقق أهدافه المختلفة على ساحة الواقع النقابي والعمالي والإنتاجي والحياتي والمعيشي والاجتماعي والاقتصادي ..كان لنا هذه الوقفة مع جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الذي بيّن أهمية الحراك النقابي بما تمثله المؤتمرات كجزء حيوي وفعال منه  وبما يتماهي مع الحضور الوطني والتاريخي المشرف والحقيقي للنقابات العمالية  .

خصوصية المهام

رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أكد أن المؤتمرات النقابية لهذا العام هي امتداد لمؤتمرات الأعوام الماضية، وانطلاقها في ظل تحديات كبيرة على وقع استمرار الحرب الإرهابية على سورية والحصار الاقتصادي الجائر التي تستهدف لقمة عيش المواطن وقوت يومه وحاجياته الأساسية اليومية…يزيد من أهمية وخصوصية  المهام الملقاة على عاتق النقابيين وممثلي العمال التي ليست بالسهلة أو القليلة بل كبيرة وتتعاظم يومياً أمام التحديات .

ولفت إلى أن البلد اليوم أمام واقع صعب فرضته ظروف الحرب والحصار… واقع يتطلب من النقابين أن يكونوا على قدر الرهان كما كانوا دائماً والاستمرار بإنتاج مقومات الصمود ومضاعفة الجهود وبذل المزيد في سبيل خدمة العمال وتقديم كل ما يمكن لتخفيف العبء المعيشي والاقتصادي عنهم فهم الذين صمدوا وقدموا أروع الملاحم خلف خطوط الإنتاج وفي المعامل والمصانع وفي كافة الساحات على امتداد الجغرافيا السورية وفي أحلك الظروف وأصعبها، وهناك الكثير من مواقع العمل التي امتزج فيها عرق العمال بدمائهم دفاعاً عن تلك المواقع وصوناً لها من جرائم شذاذ الآفاق ومجرمي العصر الذين حاولوا تدمير ما بناه أبناء الشعب السوري على امتداد سنوات من التنمية والعمل والإنجاز.

وأكد رئيس الاتحاد العام خلال حديثه أن المؤتمرات هذا العام أكدت  على ضرورة تشريح الواقع بشكل دقيق من أجل إيجاد الحلول الممكنة على ضوء الإمكانات الشحيحة والمتناقصة والحاجات المتزايدة والمتعاظمة، لافتاً إلى تداعيات الحرب الاقتصادية اللئيمة المتمثلة بالحصار والعقوبات المفروضة على الاقتصاد الوطني  والحرب على الليرة السورية والتي انعكست على كل مواطن، نتيجة ارتفاع معدلات التضخم وما رافقه من ارتفاعات هائلة في الأسعار وانخفاض في الدخول بشكل لم تعد قادرة على تلبية جزء بسيط من الاحتياجات.

وبين القادري أهمية وضرورة أن تتضمن المؤتمرات  وقفة عميقة لتقييم العمل النقابي خاصة أن المنظمة النقابية استطاعت القيام بعدد من الأمور الجوهرية التي تسهم بشكل أو بآخر في مد يد العون للعمال لافتاً إلى أنه كان للاتحاد  العام لنقابات العمال  محاولات في مسار عدم الاكتفاء بالمطالبة فقط، بل قام ببلورة العديد من المشاريع التي تحسّن دخل الأسرة العاملة و تخفف التثقيلات على راتب العامل، ومنها مشروع إقامة دورات تقوية لأبناء العمال في الشهادتين الإعدادية والثانوية في كل المواد وعلى نفقة الاتحاد، ومشروع تحسين اقتصاديات الأسرة العاملة الذي نفذ 56 دورة منذ اطلاق المشروع في الريف والمدينة وذلك لأكثر من 50 مهنة واستفاد منها حوالي 1000أسرة وأشار أيضاً إلى أن صناديق التكافل الاجتماعي و صناديق المساعدة الاجتماعية وصندوق الشهداء و الجرحى في كافة المحافظات قدمت خلال عام  ٢٠٢١ ثمانية مليارات ليرة واستفاد منها /١٤٠ / ألف عامل كما أن صندوق التكافل العمالي المركزي لذوي الشهداء والجرحى من أبناء الطبقة العاملة قدم مساعدات مالية بقيمة نحو ١٦٣ مليون ليرة خلال العام الماضي

الهدف الرئيسي

وبالعودة إلى المؤتمرات بين رئيس الاتحاد العام أنه من خلالها ستخرج العناوين الرئيسية للمرحلة المقبلة ومنها أيضاً يجب أن تخرج المبادرات الخلاقة والبناءة، ومنها سيكون التقييم الحقيقي والواقعي لعمل النقابيين على المستويات كافة، فالمهام جسيمة ولا تحتمل التراخي والتقصير، والأهداف الكبيرة (لا تتحقق بالأمنيات) بل تتطلب التضحية والبذل والعطاء والتعاون والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد للوصول بها إلى نتائجها المرجوة والمأمولة والتي تصب بشكل مباشر في مصلحة العامل والوطن في آن معاً.

بالمحصلة لا يخفى على أحد أن المؤتمرات النقابية العمالية شكلت على مدار العقود الماضية حالة نوعية من الحوار والتقييم والتواصل سواء مابين القواعد والقيادات النقابية أو مع  الحكومة بكل مؤسساتها واليوم تتواصل مسيرة العمل النقابي لتجسد حقيقة لايختلف اثنان فيها حيث اتكأت الهموم والمطالب العمالية  على حضور المنظمة النقابية ممثلة بالاتحاد العام لنقابات العمال الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الطبقة العاملة وحماية حقوقها هذا إلى جانب دوره الوطني الفاعل على ساحة المستجدات والمتغيرات السياسية والاقتصادية والمعيشية من خلال شحذ همم عمال الوطن الذين استبسلوا في ساحات العمل الإنتاجي وأمنوا استمرار دوران العجلة الإنتاجية رغم كل ماتعرضت له المنشآت العمالية والاقتصادية من سرقة وتخريب وتدمير ..