ثقافةصحيفة البعث

مسرحيو طرطوس في يومهم العالمي متمسكون برسالة الحب والحياة

طرطوس – محمد محمود

حضور بكل أدوات الجسد التعبيرية، ولغة تدفع حواسنا ومخيلاتنا لانتعاش عميق أمام خشبة مسرح تحضر فنانوه في السابع والعشرين من آذار لتقديم رسائلهم الفنية المتنوعة. ورغم أن جمهورهم النوعي بدأ حضوره يترنح أمام طغيان وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصاته الالكترونية الهائلة، إلا أن العمل يبدو جاداً والآمال واعدة، ففي مسرح طرطوس القومي نشاطات كثيرة ينتظر أن يتم تتويجها بيوم المسرح العالمي، ويأمل فنانوه أن يكون عملهم رسالة فن نبيل، ولغة جسد متقدمة لإيصال رسائل الحب والحياة.

نشاط فني واعد

ورغم صعوبات العمل المسرحي وما تعرض له فنانو المسرح وجمهوره من صعوبات وعوائق بفعل ظروف متعددة منها جائحة الكورونا مثلاً لكن العمل استمر حيث تتحدث غادة عيسى مديرة المسرح القومي بطرطوس عن عام حافل بالعمل فتقول كان لدينا خطة منظمة في العام الماضي على مستوى المحافظات السورية كافة، فأنجزنا قسماً منها بدعم من المسرح العربي، بعدها دخلنا بمهرجان ربيع مسرح الطفل، وفي طرطوس شاركنا بخمس عروض مسرح عرائس، وعروض مسرح أطفال وحفل موسيقي، وأضافت لدينا مجموعة اختصاصيين وأكاديمين يقومون بالتحضير لعمل مسرحي بعنوان (مين المفتش؟!) والعمل عبارة

عن تنويعات شرطية على نص المفتش العام لنيقولاي غوغول، تم التحضير له ضمن ورشة عمل من قبل مسرحيين ينتظر أن تتوج جهودهم يوم المسرح العالمي، وسيكون هذا العمل البذرة الأولى لمشروع متكامل.

حضور خجول

وتأسف عيسى لتراجع جمهور المسرح في الفترة الماضية فتقول أن الإقبال تراجع ضمن جائحة كورونا وما تلى ذلك من فترة امتحانات والظروف الجوية، إضافة للوضع الكهربائي السيء لكننا نرى أنه وفي ظل هذه الظروف القاهرة أن الإقبال لا بأس به، وتراجع الجمهور هو معاناة كل المسارح ومراكز النشاط الثقافي، ونعمل اليوم على زيادة الحضور الالكتروني والإعلانات الطرقية لنشاطاتنا خاصة أن بناء المسرح ضمن حرم الجامعة في طرطوس، وأضافت عيسى لاحظنا أن عروض مسرح الطفل كانت تحظى بإقبال أكبر وهو أمر مشجع، وكنا قد قدمنا عروض مميزة موجهة للطفل.

منح دعم

وتؤكد عيسى أن مديرية المسارح والموسيقى عملت باستمرار على رعاية المواهب الشابة بهدف ضخ دماء جديدة على خشبة المسرح فقامت بتقديم منح دعم للهواة والمسرحيين الشباب “منح دعم الشباب” لإثبات أنفسهم حيث يتم اختبارهم ضمن لجان فنية فيخضع هؤلاء الهواة للجنة القراءة، ومن ثم المشاهدة في حال تمت الموافقة عليها من لجنة القراءة، حيث ترى عيسى أن المسرح في طرطوس يمنح فرص مميزة للهواة أو المحترفين الذين يبحثون عن تطوير أدواتهم.

وختمت عيسى مسرح طرطوس القومي مستمر بتقديم العروض المختلفة فهناك عروض راقصة وموسيقية وهناك ورشات عمل مقبلة في يوم الموسيقى العالمي وغير ذلك.

“مين المفتش؟”

وبالعودة للعمل المسرحي المنتظر في يوم المسرح العالمي يتحدث غيث حسن مخرج العمل بالقول أن العرض المسرحي “مين المفتش؟” والذي يقدم تنويعات شرطية على نص المفتش العام لنيقولاي، حيث تتضمن مفاهيم المسرحية التي تناولناها في ورشة (المسرح الشرطي) الشرطية في المسرح، وإعلان المسرحة، أو التمسرح، و الغروتيسك وأضاف: الورشة كانت عبارة عن بحث ودراسة في التجربة الإبداعية للمخرج الروسي (فيسفولد مييرخولد).والمنتج عرض تطبيقي لمفاهيمها.

رسائل مهمة 

ويؤكد حسن أن صناع المسرح في يومهم العالمي ما زالوا بعد كل ما مضى أكثر اصراراً على العمل والحب والحياة، وهذه هي رسائلهم، فالمسرحي ممثلاً أو مخرجاً عندما يقدم عملاً ما فهو ينطلق من هنا، والآن من طرطوس ٢٠٢١، على سبيل المثال. فمن تحديد هذه الشرطية يكون المستقبل والمشتهى، والذي نأمل أن يكون مشرقاً، وهي دعوة صادقة للإصرار على العمل للوصول لمناطق جميلة ومبتغاة، وذلك رغم كل الصعوبات والمشكلات العامة التي نعانيها فالضعف كبير جدا في الموارد، والبروفات تكمل على الليدات، لكن ورغم ذلك مستمرون وننتظر نتاج عملنا على نص المفتش العام بكشف اللعبة المسرحية فنحن نوجه رسائل دعوة للمتعة لمشاركة الجمهور لعبة تخفيف من صعوبة الظروف الواقعة على الجميع، وهذه رسالة لطيفة منا كعشاق لهذا الفن في يوم المسرح العالمي.

“فالفن الذي يقدمه الممثل يكمن في قدرته على استخدام أدوات جسده التعبيرية وإيصال الرسائل من خلالها للجمهور.