أخبارالصفحة الاولىصحيفة البعث

بعد رفض بريطانيا.. روسيا مصرّة على انعقاد مجلس الأمن لمناقشة مجزرة “بوتشا” في أوكرانيا

إشارات استفهام كبيرة حول رفض بريطانيا، وهي رئيسة مجلس الأمن حالياً، انعقاد جلسة للمجلس لمناقشة المزاعم الأوكرانية حول ما حدث في مدينة بوتشا الأوكرانية، الأمر الذي دفع روسيا إلى الإصرار على عقد جلسة طارئة للمجلس يبدو أن لندن مكلّفة غربياً برفض انعقادها، وذلك بعد بروز مجموعة من الأدلّة تؤكد أن ما حدث في هذه المدينة لا يختلف كثيراً عن الاستفزازات والفبركات الغربية في أماكن أخرى من العالم وخاصة في سورية.

وفي التفاصيل، صرّحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن روسيا سوف تعاود تقديم طلب لانعقاد مجلس الأمن الدولي بشأن ما جرى في بوتشا الأوكرانية، بعد رفض البريطانيين للانعقاد.

ونشرت زاخاروفا في حسابها على قناة “تليغرام” الخاص بها: “بالأمس، وفي أسوأ التقاليد الإنجليزية، لم توافق ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن الدولي على عقد اجتماع للمجلس بشأن الوضع في بوتشا. وستطالب روسيا اليوم مرة أخرى بعقد مجلس الأمن فيما يتعلق بالاستفزازات الإجرامية للجيش الأوكراني والمتطرفين في هذه المدينة”.

وكانت السلطات ووسائل الإعلام الأوكرانية قد نشرت في وقت سابق مقطع فيديو يُزعم أنه تم تصويره في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، حيث تنتشر جثث القتلى على الطريق. وقد شكّك عدد من المشاهدين في صدقية اتهامات كييف ضد موسكو، مشيرين إلى أنه لم يكن هناك دماء بالقرب من الجثث على الأرض، وأن بعض القتلى كانوا يرتدون شارات بيضاء على أكمامهم، ويمكن أن يكونوا قد قتلوا على أيدي قوات الأمن الأوكرانية أو الدفاع المحلي، كما لاحظ المشاهدون كذلك أن “الموتى” يحرّكون أيديهم، وعند النظر في مرآة الرؤية الخلفية لسيارة ملتقط الفيديو، يبدو أن أحد “الموتى” يغيّر موقعه بمجرد مرور السيارة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن جميع الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي نشرها النظام في كييف، والتي يُزعم أنها تشهد على نوع من “الجرائم” التي ارتكبها عسكريون روس في مدينة بوتشا بمنطقة كييف هي مفبركة و”استفزاز آخر”.

وأكدت الإدارة العسكرية الروسية أنه خلال الوقت الذي كانت فيه هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرّض أحد من السكان لأي أذى أو أي أعمال عنف. وأشارت الوزارة إلى أن جميع الوحدات الروسية غادرت بوتشا بالكامل في 30 آذار، ولم يتم إغلاق مخارج المدينة في الاتجاه الشمالي، بينما قصفت القوات الأوكرانية، على مدار الساعة، الأطراف الجنوبية للمدينة، بما في ذلك المناطق السكنية، من المدفعية الثقيلة للدبابات وأنظمة إطلاق صواريخ متعددة.

من جهته، صرّح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن الحقائق والوقائع المنشورة في مقاطع الفيديو التي نشرتها كييف حول قرية “بوتشا” على مشارف العاصمة كييف، لا تشير إلى صدقية رواية كييف.

وأضاف بيسكوف: إن الحقائق وترتيب الوقائع لا يشيران إلى صدق الرواية الأوكرانية، وتابع: من غير الممكن الوثوق بمواد الفيديو التي نشرها الجانب الأوكراني، حيث حدّد متخصصون في وزارة الدفاع الروسية علامات تزوير وتزييف للفيديوهات المنشورة.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قال: إن الوضع والفبركة في مدينة بوتشا بضواحي كييف هو استفزاز ويمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. وأضاف لافروف في اجتماع مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث: “تم شن وتنفيذ هجوم وهمي آخر في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، بعد أن غادرت القوات الروسية من هناك.. ووفقاً للمخطط أقيم هناك عرض مسرحي بعد أيام قليلة، وتم نشر الفبركات عبر جميع القنوات والشبكات الاجتماعية من الممثلين الأوكرانيين ورعاتهم الغربيين”.

وشدّد لافروف أن الوضع في بوتشا بمنزلة استفزاز، وهو تهديد للسلم والأمن الدوليين، لافتاً إلى أن روسيا ستطالب بريطانيا بأداء مهام رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعقد جلسة حول الوضع في بوتشا.

من جهة ثانية، قال إدوارد باسورين نائب قائد قوات جمهورية دونيتسك الشعبية: إن كييف يمكن أن تكرّر الاستفزاز الذي قامت به في بوتشا في قرى أخرى من أجل خلق صورة مفبركة للإعلام. وأضاف باسورين: “الاستفزاز الذي قاموا به في بوتشا، يمكنهم، من حيث المبدأ، القيام به في قراهم.. ثم يقولون إنه نتيجة لإطلاق نار أدّى إلى مقتل أعداد كبيرة من السكان المدنيين. ينبغي توقّع ذلك.. لماذا يحتاجون إلى هذا الاستفزاز؟.. من أجل خلق صورة”.

إلى ذلك، قال مفتش أممي سابق لمراقبة إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية: إن السلطات الأوكرانية تشتهر بتصريحات دعائية ويتوجّب عليها تقديم أدلة طبية قبل الإدلاء بأي مزاعم حول أحداث مدينة بوتشا. وأضاف المفتش الأممي السابق، سكوت ريتر، في تعليقه على المنشورات في وسائل الإعلام الأمريكية حول “عمليات قتل عسكرية روسية” مزعومة للمدنيين في بوتشا: إن “الفحص الطبي الأساسي سيجيب على ثلاثة أسئلة رئيسية: وقت الوفاة، وسبب الوفاة، وما إذا كان الجسد قد تحرّك بعد الموت. دعونا نرى ما إذا كان الجانب الأوكراني يقدّم بيانات طبية يمكن التحقق منها تدعم اتهاماته”.

وتابع: “وقت الوفاة. سبب الوفاة. مكان الوفاة. أجب على هذه الأسئلة الثلاثة لكل جثة. ثم ابدأ في البحث عن المسؤولين. قبل ذلك، كنت تقوم حرفياً بنشر معلومات مضللة”. ووفقاً له، يجري الآن “تشكيل الرأي العام في الغرب من خلال الاستخدام النشط لأساليب حرب المعلومات في عملية تهدف فقط إلى تقديم روسيا في صورة سلبية”. وذكر أن المراقبين الموضوعيين يجب أن “ينتظروا نتائج الفحص قبل تسمية الجناة”.