أين تكمن كلمة السر في انتخابات اتحاد كرة القدم؟
ناصر النجار
ينشغل الشارع الكروي بالانتخابات الكروية التي ستعقد يوم الاثنين القادم، وكما نشاهد فإن المحبين والمتابعين يزكون هذا ويتبنون آخرين، وبعضهم يقدم لوائح الفائزين من باب التنجيم والتخمين، ومن باب العاطفة والرغبة، أيضاً المرشّحون يتسابقون وراء وسائل الإعلام المختلفة ليقدموا أنفسهم على أنهم المنقذون وأصحاب الفكر الراقي القادرون على إخراج كرتنا من نفقها المظلم.
وإذا سلّمنا أن بعض المرشّحين من الممكن أن يقدموا أشياء كثيرة للاتحاد، إلا أن كلمة السر تكمن في أمانة السر، فالعصب الرئيسي في اتحاد كرة القدم هو أمين السر والموظفون الملحقون به.
أهم صفة في أمانة السر أن يكون أميناً قولاً وفعلاً لا صفة ووظيفة، واعتدنا أن يكون أمين السر المشرّع والنافذ بحكمه والمتحكم بكل القرارات والبلاغات الصادرة والقادمة، خاصة الخارجية منها، وكم مر على اتحادنا أمناء للسر تحكموا بكل شيء وقدموا مصالحهم الشخصية على حساب المصالح العامة، بل إنهم أبرموا عقوداً وحققوا عمولات على حساب كرتنا لأنهم المتحكمون بكل شيء، فكلمة السر الخاصة بالكمبيوتر لهم، والعناوين الخارجية بحوزتهم، والمراسلات هم من يقومون بها، ويأتي أعضاء اتحاد كرة القدم وهم لا يعرفون من اللغة الانكليزية إلا (هلو)، ولا يجيدون من أعمال الكمبيوتر إلا الألعاب، لذلك نجد أمانة السر هي العصب الرئيسي والمتحكم بكل شيء.
كرتنا بالأصل أهملت هذه الأمور منذ تأسيسها، فلم تول الأمور الإدارية والتنظيمية أي اهتمام، ولم تؤهل إداريين بشكل صحيح، وكما نعلم أن مهمة الإداري اقتصرت على تأمين تجهيزات التدريب، وكشوف الفريق، وجوازات السفر عند وجود مباراة بالخارج، أما غير ذلك فكرتنا لم تعتد عليه، ودوماً ترمي حملها على من يفهم وهم قلة، لذلك لم يدخل التفاؤل كثيراً إلينا بأسماء المتقدمين للانتخابات لأن أغلبهم لا يملك هذه الخبرة، ومن المفترض أن يكونوا عالمين بهذه الأمور حتى لا تمر عليهم قرارات يجهلون التعامل بها، وحتى لا يقع الاتحاد بأخطاء كارثية كما حدث سابقاً لأنهم غير مدركين للنظم الكروية القارية والدولية، وحتى لا يقعوا فريسة فساد البعض الذي قد يستغل هذا الأمر.
الموظفون (للأسف) على الشاكلة هذه، وأفضلهم يعمل كضارب (آلة كاتبة) لأنه لا يعرف برامج الكمبيوتر، ولا يعرف كيف يوظف البرامج لمصلحة العمل، فيتحول الكمبيوتر إلى آلة كاتبة، ونحن لا نتجنّى على أحد، والدليل أنك لا يمكن أن تحصل على أية معلومة مهما كانت صغيرة أو كبيرة بكبسة زر، بل يبحث عنها الموظف المسؤول بين الأوراق والبلاغات والقرارات، وللأسف لا توجد أية إحصائية في اتحاد كرة القدم سواء قديمة أو بعيدة، وهذا كله من جهل كرتنا، وجهل القائمين عليها.
وإذا أردنا استبدال الجهل بالعلم فمن الضروري البحث عن موظفين اختصاصيين لكل الأعمال التي تخص اتحاد كرة القدم حتى لا يصبح اتحادنا (كسوق هال)، وهذا الأمر يجب أن تمارسه كل الأندية فتؤسس للأعمال الإدارية والتنظيمية فريقاً من الخبراء، ولا بأس بإقامة دورات بهذا الشأن من خلال الاستعانة بالمعاهد المتخصصة، كل ذلك من أجل كرتنا، فكلما سيطر الجهل عليها تراجعت كرتنا إلى الخلف.