رياضةصحيفة البعث

من وحي المشاركة الآسيوية لتشرين وجبلة.. أنديتنا تملك الخامات والمواهب وتبحث عن الطريق الصحيح

ناصر النجار

فوز جبلة على الأنصار اللبناني في ثاني جولات بطولة الاتحاد الآسيوي كان له صدى كبير، وأحدث فرحاً عارماً غامراً يدل على اشتياقنا لفوز خارجي ولو على فريق من لبنان أو دون ذلك، وبغض النظر عن مآل المصير الذي ينتظر جبلة في مباراته الثلاثاء مع أصعب فرق المجموعة وأكثرها قرباً للصدارة، فإن جبلة لن يعود خالي الوفاض من مسقط.

وبالمقابل، لم يحقق تشرين بطل الدوري أحلام وآمال جمهوره بنتائج أقل ما يقال عنها إنها مخيبة للآمال، خاصة أن تشرين عزز صفوفه بما يلزم من لاعبين كما فعل جبلة، ومهمته في المباراة الأخيرة التي ستجري غداً الثلاثاء أيضاً تبدو معقدة في آمالها وحساباتها، وإن كنا نتمسك دائماً بمقولة لا مستحيل في كرة القدم، وباتت كلمة تهدئ البال، وتضع الملح على الجرح.

وبعيداً عن عاطفة الفوز وألم الخسارة فإننا نرى أن كرتنا لا تسير على الطريق الصحيح، وأن هناك الكثير من الأمور تنقصها، قد تكون منها ثقافة الفوز، أو قد تكون الرهبة من المباريات الخارجية، مع العلم أن فرقنا في جميع منافساتها تواجه فرقاً من المستوى ذاته، والبيئة ذاتها، وكل هذه الفرق تنتمي اتحاداتها إلى التصنيف ذاته لكرتنا، إن لم تكن كرتنا تتفوق عليها في التصنيف عربياً وآسيوياً ودولياً.

عملياً، على سبيل المثال، فشل تشرين بالتسجيل في مباراتين متتاليتين، وفي كل مباراة لعب الخصم ناقص الصفوف، فالهلال الفلسطيني المتواضع لعب أكثر زمن الشوط الثاني بعشرة لاعبين، والرفاع الغربي سجل هدفه الأول بعشرة لاعبين، وهدفه الثاني بتسعة لاعبين، وهذا الأمر يرفع المزيد من إشارات الاستفهام على أداء تشرين، خاصة إذا علمنا أن مدربه لا تنقصه الخبرة الدولية، وقد عمل مساعداً لمدرب منتخبنا الوطني في مواسم سابقة.

جبلة قبل أن يحقق الفوز القاتل على الأنصار أضاع ما يزيد عن ست فرص كانت كفيلة بإنهاء الشوط الأول محسوماً، ولكن فكرة إضاعة الفرصة تنم عن سوء استغلال المتاح، وتعبّر عن الشح التهديفي بفقدان المهاجم الهداف الذي بات عملة نادرة في كرتنا، ولا نجده في الدوري إلا عبر لاعبين أو ثلاثة مخضرمين، فالمشاركة بالبطولة الآسيوية يجب أن تنتهي بفوائد جمة ليست على مستوى الأداء والنتائج فقط، إنما على صعيد معرفة الخلل في أنديتنا ودراسته وإصلاحه، والبدء بالخطوات الصحيحة في عملية بناء الفريق وكيفية تطويره، فالفكر الذي تعمل عليه أنديتنا هو البحث عن بطولة مسبقة الصنع عبر تعاقدات مع أفضل اللاعبين المحليين، وحشد كل الإمكانيات المالية لهذه التعاقدات، لكن البطولة الحقيقية هي التي تكون من صناعة النادي عبر أبنائه، مع احترامنا للاحتراف الأعوج، فلا يمكن لكرة الأندية أن تتطور وتصنع فريقاً بطلاً إن لم يكن من صناعتها قولاً وفعلاً، والكثير من أنديتنا تملك الخامات والمواهب، ولكن من سيضعها على الطريق الصحيح؟.