مجلة البعث الأسبوعية

“فارس القمر”… عمل نستكشف من خلاله كيف ألهمت مصر القديمة استديوهات مارفل

البعث الأسبوعية-جمان بركات

مبهج حال المتعلقين بالأمل لحظة الوصول، يبث في قلوب من يهتم بقضيتهم الفرح والسعادة، وهذا ما فعله ابن مصر محمد دياب في الحصول على ثقة شركة مارفل العالمية لإخراج مسلسل بطلها الجديد “فارس القمر” الذي انتهت حلقته السادسة الأخيرة قبل أيام وعرضت على منصة ديزني بلس، كما فعل مواطنه السابق محمد صلاح ورسم الفرحة والأمل في قلوب شريحة كبيرة وجيل عريض من الشباب العربي فإن محمد الآخر دياب رسم الفرحة والسرور، وخصوصاً مع تداول الصفحات العالمية إعجاب العالم وانبهاره بأداء هذا الشاب، المسلسل يتحدث عن واحد من أبطال سلاسل القصص المصورة الصادرة عن مارفل وهو “فارس القمر” المستمد قواه الخارقة من آلهة الفراعنة القديمة وتدور أغلب مغامراته في مصر وهذا ما أبدع دياب في نقله، كيف لا وهو ابن البيئة ودمه من نيلها، فكان للنيل حضور بهي والمركب والمزمار الصعيدي وصوت بائع العرقسوس، واُستقبلت الحلقة الثالثة بحفاوة التي تدور أحداثها بالكامل في مصر، وعلق مشاهدون أجانب على إعجابهم برؤية صورة جديدة ومختلفة لمصر بعيداً عن الصورة النمطية التي اعتادت أن تصدرها الأفلام الأميركية.

وقد لفت محمد دياب انتباه كل من تابع المسلسل تلك الخيوط الخفية في خلفية العمل الموسيقية، حيث وظف بذكاء وحنكة بعض الأغاني المصرية لتكون حاضنة دافئة للحبكة الدرامية، فلك أن تشعر بالنشوة وأنت تسمع أغنية “بتونس بيك” للراحلة الكبيرة وردة وهي تمر كالنسمة وسط الحدث في هذا المسلسل العالمي، إضافة إلى أغاني نجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ، وصولاً إلى مطربي المهرجانات، وعلق دياب أيضاً في إحدى المقابلات له عقب انتهاء العمل بأن رئيس شركة مارفل والإدارة فيها أبدوا إعجابهم الجديد بموسيقى وأغنية “بتونس بيك” والملوك التي كانت ضمن الموسيقى التصويرية للعمل.

مصر الحضارة

قدم محمد دياب 200 صفحة من أوراق العمل ليقنع إدارة مارفل وديزني ومنتجي هوليود برغبته الصادقة والحقيقية في تقديم مصر كبلد ينضح بالحضارة وليست مجرد صحراء وأهرامات وحجارة قديمة، وطلب أن يستعين لتحقيق ذلك بمن يريد من كوادر مصرية، فكان له هذا الأمر، وكانت هذه المغامرة الجيدة والرحلة الشائقة في الحكاية التي امتدت لـ6 حلقات شائقة، وبعد نجاح هذه التجربة يمكن القول أنها فرصة ذهبية ستكون لمخرجين مصريين وعرب للعمل في المشروع، وقد قام دياب بالفعل بالاستعانة بفريق عمل مصري  ضم 11 فناناً، في مقدمتهم المونتير أحمد حافظ، الذي أنتج الحلقتين الثالثة والرابعة، وأكد دياب عبر صفحته على “فيسبوك”: أن مارفل انبهرت بما أنجزه حافظ، وأن كيفن فايجي، رئيس “مارفل”، شكره على هذا الاختيار، وضم فريق العمل كذلك الموسيقار هشام نزيه، إلى جانب مهندس الديكور علي حسام، ومصممة الملابس ريم العدل، إضافة لبعض الممثلين المصريين.

ويذكر بأن العمل لاقى النجاح الباهر وبأن شخصية “فارس القمر” بدأت تتصدر أعلى المشاهدات والبحث عنها في مواقع القصص المصورة وحقق المسلسل وقت عرضه أعلى المشاهدات والمتابعات وتصدر الكثير من حالات الإعجاب والفوز باستفتاءات عالمية لأفضل عمل في فترة عرضه، وحظيت بإشادات واسعة في مختلف أنحاء العالم، ما جعل شبكة “ناشيونال جيوغرافيك”، تكتب عبر حسابها على “فيسبوك”: “أن العمل سافر بالزمن إلى الوراء، بينما نستكشف من خلاله الطرق التي ألهمت بها مصر القديمة استديوهات مارفل.

المسلسل الذي يتكون من ست حلقات، وعُرض بواقع حلقة كل أسبوع (مدة كل حلقة من 40 إلى 50 دقيقة)، من إخراج محمد دياب مع مساعدين ومنفذين إخراج جاستن بنسون، وأرون موهيد، وجورج كلوني، تدور أحداثه حول مارك سبيكتر، العميل السابق في جهاز الاستخبارات الأميركية، الذي اكتشف وجود قوة خارقة لديه مرتبطة باﻹله خونسو، إله القمر عند قدماء المصريين، وهو من بطولة أوسكار إسحاق وإيثان هوك، بالاشتراك مع مي القلماوي الممثلة المصرية الفلسطينية المولودة في البحرين، إضافة إلى ممثلين مصريين آخرين بينهم عمرو القاضي وأحمد داش وزيزي داغر وحازم إيهاب وأنطونيا صليب وكريم الحكيم.

“فارس القمر”

“فارس القمر” تم تطويره من شخصية قصص مصورة تحمل الاسم ذاته، ابتدعها الكاتب دوج مونش والرسام دون بيرلين، وظهرت للمرة الأولى في آب عام 1975، قبل أن ينشر لها مجموعتها الخاصة في عام 1980. وفي أيلول عام 2020، وقّع المخرج المصري محمد دياب مع مارفل لإخراج المسلسل، ليبدأ عرض حلقاته أسبوعياً في 30 آذار الماضي.

ووصفت مواقع عالمية “فارس القمر” بالمشروع الأكثر رعباً في تاريخ أعمال مارفل، إذ تظهر من خلاله شخصية جديدة لأول مرة هي شخصية البطل الخارق “فارس القمر”، وعلى الرغم من تنوع أعمال دياب كمخرج وكاتب سيناريو في مصر، فإن الانطباع المرتبط بأعماله أنها ذات طابع درامي إنساني، ما جعل إخراجه للمسلسل الذي ينتمي إلى فئة الأبطال الخارقين خطوة مختلفة في مسيرته.

وفي النهاية، يمكن القول أن “فارس القمر” سيتحدث الكثيرون وينتقد الآخرون ويثني معظمهم على مسلسل محمد دياب، ولكن هذا كله لن يزيد العمل إلا شهرة وتداولاً وبحثاً، مبارك لدياب خطوته نحو العالمية، وليكون هذا النهج والتعلق بالأمل والعمل حال شبابنا الطموح، ولا بد من لحظة الوصول لتحقيق الهدف.