أخبارصحيفة البعث

مجموعة الدول السبع تتهم روسيا بتعريض المناطق المحيطة بمفاعل زابوروجيه للخطر

البعث – وكالات:

استمراراً لأساليبها السابقة في صناعة حالة “الرهاب من روسيا”، رفضت مجموعة الدول السبع الاعتراف بأن القصف الأوكراني المتعمّد لمفاعل زابوروجيه سيؤدّي إلى كارثة نووية ويعرّض حياة ملايين الأوروبيين للخطر، ولم تكتفِ بذلك، بل اتهمت موسكو بتعريض المناطق المحيطة للخطر، وطالبتها بسحب جيشها من هذه المنطقة.

وبدلاً من إدانة النظام في كييف الذي يتعمّد بشكل موثق استهداف أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا، عمدت المجموعة إلى سوق الأكاذيب حول خطر تمثله روسيا على العالم بسيطرتها على هذه المحطة وطالبتها بالانسحاب منها.

فقد اتّهمت مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) موسكو بأنها “تعرّض للخطر” المنطقة الأوكرانية المحيطة بمحطة زابوروجيه للطاقة النووية، وطالبت بإعادة المحطة إلى أوكرانيا.

وقالت مجموعة السبع في بيان نشرته ألمانيا التي تتولى الرئاسة اليوم الأربعاء: “نطالب بأن تعيد روسيا على الفور إلى مالكها السيادي والشرعي، أوكرانيا، السيطرة الكاملة على محطة زابوروجيه للطاقة النووية”، مضيفة: إن “سيطرة روسيا المتواصلة على المحطة هي التي تعرّض المنطقة للخطر”.

وأضافت: “يجب أن يكون الموظفون الأوكرانيون الذين يديرون محطة الطاقة النووية في زابوروجيه قادرين على أداء واجباتهم من دون التعرّض للتهديد أو الضغط”.

وأشارت مجموعة السبع إلى أنها “قلقة للغاية من التهديد الخطير” الذي يشكّله الجيش الروسي على “أمن” المنشآت النووية الأوكرانية.

وأوضحت أن سيطرة القوات الروسية عليها “تزيد بشكل كبير من مخاطر وقوع حادث نووي”، و”تعرّض الشعب الأوكراني والدول المجاورة والمجتمع الدولي للخطر”.

وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن قصف المنشآت النووية في محطة زابوروجيه الأسبوع الماضي. وحذر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من كارثة شبيهة بكارثة تشيرنوبل.

وقالت شركة التشغيل الأوكرانية “انيرغوتوم” مساء الثلاثاء: إن “القوات الروسية تستعدّ لربط المحطة بشبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو في عام 2014″، مشيرة إلى أنها “تلحق الضرر بها عبر مواصلة إعادة توجيه إنتاج الكهرباء”.

إلى ذلك، وصفت السفارة الروسية لدى جمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) الاتهامات الموجّهة لروسيا بإطلاق غارات على محطة الطاقة النووية بزابوروجيه بأنها لا أساس لها من الصحة.

وقالت السفارة الروسية: إن بودغوريتسا (عاصمة الجمهورية) كانت تضلل سكان الجبل الأسود باتهامات لا أساس لها من الصحة بشأن محطة الطاقة النووية بمنطقة زابوروجيه، وذكّرت أنه بفضل الإجراءات الفعّالة والمتخصصة للقوات المسلحة الروسية لتغطية منشآت الطاقة النووية والبنى التحتية الحيوية لمحطة الطاقة النووية بزابوروجيه، لم تتضرّر المحطة.

وتابعت السفارة: “نحن مضطرون إلى القول: إن وزارة خارجية الجبل الأسود تواصل تضليل سكان الجبل الأسود بتصريحاتها الجديدة المعادية لروسيا. ومن الواضح أنه ليس من قبيل المصادفة أن يتم اختيار تغريدات تويتر كوسيلة لإرسال مثل تلك الاتهامات، ذلك أنه لا مكان هناك لأي أدلة. وهكذا، ففي تغريدة بتاريخ 7 آب الجاري، أدانت وزارة الخارجية بجمهورية الجبل الأسود ما سمّته الأعمال العسكرية الروسية ضد محطة الطاقة النووية في زابوروجيه”، وفقاً لما ذكره موقع التواصل الاجتماعي.

وتابعت السفارة: “في الواقع، كانت القوات الأوكرانية هي من قامت في 5 آب الجاري بقصف مدفعي على أراضي أكبر محطة للطاقة النووية في زابوروجيه وفي أوروبا، وكذلك على مدينة إنيرغودار. واستخدمت تلك القوات مدفعية من العيار الثقيل، وسقطت قذائف في منطقة مرافق المحطة العامة، وتضرّر خط الكهرباء العالي الجهد، ولهذا السبب تقرّر تقليل قدرة وحدات الطاقة الخامسة والسادسة بالمحطة النووية (الكهرذرية)، كما تكرّر قصف المحطة في 6 و7 آب”.

وقد تم تحديد أن منشآت التخزين الجاف للوقود النووي المستهلك كانت موجودة بالقرب من المنطقة المتضرّرة.

وأكدت السفارة الروسية أنه، ووفقاً لقرار الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في 13 نيسان لعام 2005، فإن تصرّفات القوات الأوكرانية “لا يمكن وصفها إلا بأنها عمل إرهابي نووي”. في الوقت نفسه، تابعت السفارة: “نودّ أن نؤكد أن هذا ليس أول استفزاز فج من النظام في كييف ضد المنشآت الخطرة إشعاعياً، التي تعرّض حياة الملايين من المواطنين الأوكرانيين وسكان أوروبا للخطر، حيث تظهر تصرّفات السلطات في كييف تجاهلاً كاملاً، ليس فقط لمبادئ القانون الإنساني الدولي، ولكن أيضاً لمعايير الأخلاق، في الوقت نفسه، تدّعي كييف أن القوات الروسية هي من قصفت موقع محطة الطاقة النووية في زابوروجيه، في محاولة للاستخفاف بالعقول وكأن الجيش الروسي، الذي يحرس المحطة الآن، هو من قام بقصف نفسه”.

وأشارت السفارة الروسية إلى أن “الإجراءات المختصة والفعّالة للقوات المسلحة الروسية لحماية منشأة الطاقة النووية” هي ما حمى البنية التحتية لمحطة الطاقة النووية، معربة عن دهشتها من إدانة وزارة خارجية الجبل الأسود لإجراءات الجيش الروسي، وتساءلت: “تُرى هل يفهم زملاؤنا في الجبل الأسود أن وقوع حادث في محطة الطاقة النووية في زابوروجيه، نتيجة للقصف الأوكراني، يمكن أن يتسبّب في كارثة عالمية من صنع الإنسان، حيث يمكن أن يتجاوز حجم التلوث الإشعاعي منها بشكل كبير عواقب الحادث في محطة الطاقة النووية في تشيرنوبل وفوكوشيما؟”.

وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل هذا السيناريو، الذي تدفع القوات الأوكرانية نحوه، لن تقع مناطق كثيرة في أوكرانيا فحسب، بل ستقع أيضاً مناطق حدودية مع روسيا وبيلاروس وبلغاريا ورومانيا ضمن المناطق المتضررة إشعاعياً.

وتابعت السفارة الروسية: “وفقاً لتقديرات وزارة الدفاع الروسية، وفي ظل الظروف الجوية السيئة، قد يصبح كذلك البحر الأسود والبوسفور غير مناسبين للملاحة لفترة طويلة، وقد تصبح سواحل تركيا وجورجيا وأبخازيا وبلغاريا ورومانيا ملوّثة بمستويات عالية من الإشعاع. وقد كانت إجراءات القوات المسلحة الروسية موجّهة لمنع مثل هذا السيناريو على وجه التحديد، سواء أحبّت ذلك بودغوريتسا أم لا”.

وفي وقت سابق، كان تقرير لمنظمة العفو الدولية قد أقرّ بأن القوات الأوكرانية “تلحق أضراراً بالسكان المدنيين.. عندما تقوم بوضع أسلحتها ومعداتها وذخائرها العسكرية في التجمعات السكنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات”، مشدّداً على أن أوكرانيا تنتهك بهذه الصورة ليس القوانين العسكرية فحسب، بل القوانين الإنسانية الدولية.