أخبارصحيفة البعث

موسكو: نظام كييف يستعدّ لتنفيذ استفزاز نووي في زابوروجيه.. والإشعاع يمكن أن يغطي البلقان والدول الاسكندنافية

البعث – وكالات:

إذا كان الأمر مجرّد استفزاز لمنع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وفريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرّية من زيارة محطة زابوروجيه والوقوف على الحقائق المتعلقة برغبة السكان المحليين في العودة إلى وطنهم الأم روسيا، أو بالجهة التي تتسبّب على الأرض بإلحاق الضّرر في المحطة، فربما يكون القصف الأوكراني مبرّراً إلى حدّ ما على اعتبار أن النظام في كييف يحاول طمس الحقائق التي تؤدّي إلى إدانته في المسألتين، ولكن الاستهداف الذي تتعرّض له المحطة يُراد منه فعلياً إحداثُ كارثة نووية يتم تحميل تبعاتها إلى روسيا، وهذا الأمر ينبغي على الدول الأوروبية التي لا تزال في غفلة من أمرها أن تتنبّه إلى خطورته، لأن الإشعاع لن يكون فقط على مستوى المنطقة المستهدفة، بل سيشمل دول الجوار الأوروبية، فالمحطة تقع فعلياً في وسط أوروبا، وبالتالي لا ينبغي أن يكون الارتياح الأمريكي إلى هذا الاستفزاز نتيجة البعد الجغرافي سبباً في قبول قادة أوروبا بحدوث كارثة نووية في بلدانهم.

ولذلك تصرّ السلطات الروسية إلى التحذير من مغبّة ذلك بين الفينة والأخرى، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نظام كييف يستعدّ لتنفيذ استفزاز في محطة الطاقة النووية في زابوروجيه خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أوكرانيا.

ونقلت وكالة نوفوستي عن المتحدث باسم الوزارة الفريق إيغور كوناشينكوف قوله اليوم: “إن نظام كييف يستعدّ يوم غدٍ للقيام باستفزاز في محطة الطاقة النووية في زابوروجيه ليتهم روسيا بذلك، حيث تنشر الآن قيادة المجموعة التكتيكية العملياتية الأوكرانية “دنيبر” نقاط مراقبة إشعاعية في منطقة زابوروجيه وتنظم تدريبات لوحدات لواء الدفاع الإقليمي رقم 108 ولواء المدفعية رقم 44 والوحدات العسكرية المتمركزة في منطقة زابوروجيه، وتجري تدريبات على الإجراءات في ظروف التلوث الإشعاعي للمنطقة”.

وأضاف كوناشينكوف: “إن وحدات الفوج التابع لقوات الحماية من الإشعاع والمواد الكيميائية والبيولوجية التابعة للقوات الأوكرانية تستعدّ لاستكمال تمركزها في منطقة زابوروجيه بحلول يوم غدٍ وأن تكون جاهزة لاستعراض عمليات إصلاح الحادث المصطنع، فضلاً عن تنفيذ مجموعة من الإجراءات لإثبات المعالجة المزعومة لتداعيات الحادث”.

كذلك تخطط قوات نظام كييف لشنّ ضرباتٍ بالمدفعية على أراضي زابوروجيه من مواقع إطلاق النار الموجودة في مدينة نيكوبول لإلقاء اللوم في ذلك على عاتق القوات الروسية، حيث تنشر القيادة الأوكرانية مراراً شائعاتٍ حول إطلاق القوات الروسية النيران من أنظمة مدفعية بعيدة المدى مختبئة خلف محطة الطاقة النووية.

ولاحقاً، حذّرت وزارة الدفاع الروسية من أن الإشعاع النووي يمكن أن ينتشر ليغطي الدول الاسكندنافية في حال وقوع حادث في أي من المفاعلات الستة في محطة الطاقة النووية في زابوروجيه.

ونقل موقع روسيا اليوم عن الفريق إيغور كيريلوف رئيس قوات الحماية من الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية التابعة للقوات المسلحة الروسية قوله في إحاطة له اليوم: إن المواد المشعّة يمكن أن تغطي دول البلطيق والدول الاسكندنافية إذا ما انطلق ربع مكوّنات مفاعل واحد فقط من محطة الطاقة النووية في زابوروجيه.

وقدّم كيريلوف خريطة بالتوزيع المتوقع للمواد المشعّة في حال إطلاقها من منطقة محطة الطاقة النووية التي يقوم الجانب الأوكراني بقصفها.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وصفت في وقت سابق اليوم التحضيرات التي يقوم بها نظام كييف لتنفيذ استفزازات في محطة زابوروجيه للطاقة النووية خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لأوكرانيا بأنها ابتزاز نووي لأوروبا بأكملها.

ونقلت وكالة تاس عن زاخاروفا قولها خلال مداخلة لها في برنامج سولوفيوف لايف: “هذا ليس مجرّد استفزاز عادي.. بل هو استفزاز نووي مدانٌ وهو استمرار لتهديدات نظام كييف للمحطة النووية”.

وأوضحت زاخاروفا أن كييف لا تبتز بهذه الطريقة دولة واحدة أو كياناً سياسياً معيناً فحسب بل تبتز القارة الأوروبية بأكملها، مشيرة إلى أن الحديث هنا يتعلق “بالطاقة النووية والقارة الأوروبية كلها محتجزة كرهينة لأن هذا كله يقع في وسط أوروبا”.

وأكدت زاخاروفا أن أخطار مثل هذه التصرّفات لا يمكن التنبّؤ بعواقبها التي تحمل إلى جانب الانتشار الجغرافي إغلاقاً زمنياً لعقود للمناطق الملوّثة إشعاعياً، وهو ما تعلمته البشرية في حوادث مثل تشيرنوبيل وفوكوشيما.

وكان نائب مدير دائرة شؤون عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية إيغور فيشنيفيتسكي، أكد أن السلطات الأوكرانية تنتهك المبادئ الرئيسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بقصفها المتواصل للمواقع النووية وخاصة محطة زابوروجيه.

ونقلت وكالة تاس عن فيشنيفيتسكي قوله خلال مؤتمر استعراض معاهدة حظر انتشار السلاح النووي في نيويورك: إن “أوكرانيا تواصل عمليات القصف غير المسؤولة تماماً لمحطة زابوروجيه، وتنتهك من خلال ذلك ليس فقط المبادئ السبعة للمدير العام للوكالة الذرية رفائيل غروسي بل المبادئ الأساسية للوكالة نفسها”.

وشدّد فيشنيفيتسكي على أن “من المحظور تماماً ضرب المنشآت النووية وتعريض محطات الطاقة النووية للقصف المدفعي أو أي قصف بوسائل أخرى، فهذا الأمر خطير للغاية والجانب الأوكراني يعي ذلك تماماً”.

وتابع: “لكن على الرغم من ذلك يواصل نظام كييف القيام بذلك وبممارسة الإرهاب النووي فعلياً، وما يثير قلقاً كبيراً هو أنه يحصل على الدعم الذي يشجّعه على مواصلة ارتكاب هذه الأفعال، الأمر الذي قد يؤدّي إلى كارثة”.

وأشار فيشنيفيتسكي إلى أن وفد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يمكنه زيارة المحطة حتى يوقف النظام الأوكراني قصفها، مبيّناً أن روسيا من جانبها مهتمة بتنظيم هذه الزيارة وستساعد في أن تحدث في أقرب وقت ممكن.

وفي السياق نفسه، دعا عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيه فلاديمير روغوف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى زيارة المنطقة للتحقق شخصياً من عدم رغبة سكانها في البقاء جزءاً من أوكرانيا ومحاولتهم العودة إلى وطنهم التاريخي أي إلى روسيا.

وأوضح روغوف أن غوتيريش في إطار زيارته إلى أوكرانيا اليوم قد يزور محطة زابوروجيه النووية التي تتعرّض بشكل منظم للقصف من جانب الجيش الأوكراني، مضيفاً: “على الرغم من أن الأمم المتحدة تتحدّث دائماً عن ضرورة ضمان حق الشعوب في الحرية وتقرير مصيرها، إلا أنني أخشى أن يتظاهر أمينها العام بأنه لم يسمعنا”.