أخبارصحيفة البعث

“غازبروم”: مدمّرة للناتو فجّرت السيل الشمالي

تقرير إخباري:

في خبر ربما يحدّد إلى مدى بعيد طبيعة الردّ الروسي المقبل على الاستهداف المباشر لحلف شمال الأطلسي “ناتو” لخط أنابيب السيل الشمالي 1، حيث فضّل الحلف إنكار علاقته بهذا العمل الإرهابي منذ البداية، محاولاً توجيه الاتهام إلى روسيا الدولة صاحبة الامتياز، في الوقت الذي شكّك فيه بعض المسؤولين الأوروبيين في فرضية قيام روسيا بهذا العمل ووجّه أصبع الاتهام إلى الجهة المستفيدة مباشرة من خروج الخط من الخدمة، حيث سبق للجانب الأمريكي مثلاً أن أعلن عن رغبته في التخلّص من هذا الخط، بينما بارك وزير الخارجية البولندي السابق عملية تفجير الخط وشكر واشنطن بشكل صريح على ذلك، جاء إعلان شركة غاز بروم الروسية أنه في الت6 من تشرين الثاني 2015 وأثناء فحص أنابيب السيل الشمالي 1، تم اكتشاف مدمّرة ألغام “ثعلب البحر” التابعة لحلف الناتو بين الخطوط.

صرّح بذلك المتحدث باسم الشركة سيرغي كوبريانوف، الذي قال: “من الضروري تذكّر الأحداث التي تمّ تسجيلها بالفعل على خط أنابيب الغاز السيل الشمالي. هذه الحالة معروفة جيداً. في السادس من تشرين الثاني عام 2015، أثناء الفحص البصري المجدول لخط أنابيب الغاز السيل الشمالي 1، تم العثور على مدمّرة ألغام من طراز “ثعلب البحر” تابعة لقوات الناتو تحت الماء بين خطي أنابيب الغاز ملتصقة على أحدهما”.

وأضاف: مبدأ عمل المدمّرة بسيط، إنها قادرة على تفجير الألغام، أي أنها قادرة على تفجير خط الأنابيب.

وأشار كوبريانوف، إلى أن مدمّرة “ثعلب البحر” “تسلّلت” مباشرة تحت “السيل الشمالي 1” على عمق 40 متراً عند نقطة “الكيلومتر 651″، وتم اكتشافها وإبطالها من القوات المسلحة السويدية.

ووفقاً له، أثناء التفتيش في مكان الحادث، تم التقاط صور مفصّلة. انظروا، يمكنكم أن تروا بوضوح أن الجهاز، الذي يشبه سكة حديد بمحرّكات، قد اصطدم مباشرة بجدار “السيل الشمالي 1″، يتم إنزال مدمّرة “ثعلب البحر” عادة من سفينة حربية.

وأضاف: “تعمل مدمّرة “ثعلب البحر” بشكل دقيق، يكتشف الأجسام عبر مسح القاع باستخدام السونار، أي أن الجهاز يفحص أولاً التضاريس والأشياء الموجودة في قاع البحر قبل الاقتراب منها”.

وقال كوبريانوف: “إنه لأمر مدهش كيف شرح الناتو ما حدث. وحسب الحلف، فقد “ضاع” جهاز غالي الثمن وخطير للغاية أثناء التدريبات، لماذا قرّرت مدمّرة ثعلب البحر أن تستقرّ بالضبط تحت أنبوب الغاز ولماذا لم يتم تعقّب السلاح، لا يوجد حتى الآن تفسير”.

ومثل هذا الخبر إن صحّ بالفعل، وقد امتلكت الشركة ما يثبت كلامها إلى حدّ ما، ربّما يقود إلى اتهام روسيا حلف شمال الأطلسي بالقيام بذلك مباشرة، وسيتعيّن على الحلف الإجابة عن التساؤلات الكثيرة الموجودة في كلام الشركة، إذا ما أراد الخروج من دائرة الاتهامات، رغم أن المنطقة التي تمّ فيها التفجير منطقة حيوية للاستخبارات الأمريكية التي هي جزء من المنظومة الأمنية للحلف.

هذا الأمر ستكون له تداعيات كثيرة في قابل الأيام على مستوى العلاقة بين روسيا والناتو، وكذلك على مستوى العلاقة بين الدول الأوروبية المستفيدة من الخط والحلف، فهل يكون ذلك مقدّمة فعلية لظهور النزاعات بين دوله؟.

طلال ياسر الزعبي