أخبارصحيفة البعث

في جريمة جديدة.. استشهاد شابين فلسطينيين برصاص الاحتلال في نابلس وجنين

الأرض المحتلة – تقارير:

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على ارتكاب جريمة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد شابان فلسطينيان برصاص الاحتلال أحدهما في نابلس والآخر قرب جدار الفصل العنصري في جنين، كما أصابت واعتقلت عشرات الفلسطينيين خلال اقتحامات متفرّقة في عدد من مدن الضفة.

جاء ذلك في وقت كشفت فيه مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان الفلسطينية أن سلطات الاحتلال اعتقلت 690 مواطناً ومواطنة، بينهم 119 طفلاً و30 سيدة خلال شهر تشرين الأول.

ففي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة قبر يوسف شرق المدينة، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدّى إلى استشهاد الشاب مهدي حشاش وإصابة ثلاثة بجروح والعشرات بحالات اختناق.

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، اقتحمت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، لتأمين اقتحامات المستوطنين إلى مقام يوسف، ما أدّى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.

وذكر مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل، أن طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابة خطيرة بالرصاص الحي وجرى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، إضافة إلى ثلاث إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و57 حالة اختناق.

وفي جريمة أخرى، أوضح مدير إسعاف الهلال الأحمر في جنين محمود السعدي، أن شاباً من قرية صانور جنوب المدينة، أصيب بجروح إثر إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليه أثناء وجوده قرب جدار الفصل العنصري بمحاذاة قرية عانين غرب جنين.

وأضاف السعدي: إن جيش الاحتلال اعتقل الشاب عقب إصابته، ونقله إلى معسكر سالم، ومن ثم تم تسليمه إلى إسعاف الهلال الأحمر، وجرى نقله إلى مستشفى الرازي في جنين.

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية استشهاد الشاب رأفت علي عبد الله عيسي 29 عاماً.

في الأثناء، أصيب عشرات الفلسطينيين نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في بلدة بيت أمّر شمال مدينة الخليل.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل البلدة اعتدت على الفلسطينيين خلال مشاركتهم في تشييع جنازة إحدى السيدات، وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاههم، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.

وفي وقت لاحق، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال المتمركزة على مدخل بلدة بيت أمّر ومدخل مخيم العروب، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة خمسة فلسطينيين بالرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الأجزاء السفلية من الجسد.

وفي الخليل أيضاً، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينياً من ذوي الإعاقة من مسافر يطا، جنوب المدينة، وقال الناشط في لجان الحماية والصمود جنوب الخليل فؤاد العمور: إن قوات الاحتلال اعتقلت شاباً وهو من ذوي الإعاقة، أثناء وجوده على مدخل تجمّع التوانة بمسافر يطا جنوب الخليل، واقتادته إلى أحد مراكز التوقيف والاعتقال.

وفي مدينة رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال قرية النبي صالح شمال المدينة، وأطلقت النار على شاب كان أمام منزله ما أسفر عن إصابته في الفخذ، كما قامت باعتقال آخر.

في سياق متصل، اختطفت قوة خاصة إسرائيلية أسيراً محرّراً من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، بينما داهمت منازل الفلسطينيين في عدة أحياء في مدن طولكرم وبيت لحم والخليل وبلدات اللبن الشرقية في نابلس وبيت دقو وبدو في القدس وبيت ريما في رام الله، واعتقلت ثلاثة عشر فلسطينياً.

إلى ذلك، أكدت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين وهي هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة- القدس، في تقريرها الشهري الصادر اليوم، أن عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية تشرين الأول الماضي نحو (4760) أسيراً وأسيرة، من بينهم (33) أسيرة، ونحو (160) قاصراً، و(820) معتقلاً إدارياً بينهم ثلاث أسيرات، وأربع أطفال.

وبخصوص الأسرى المقعدين وتصاعد أعداد الجرحى في السجون، كشفت مؤسسات الأسرى، أن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل داخل سجونه ومعتقلاته عشرات الأسرى والمعتقلين المصابين، والذين يعانون من إعاقات جسدية مختلفة نتيجة إصابات تعرّضوا لها بسبب رصاص الاحتلال.

وأشارت المؤسسات، إلى أنه ومنذ مطلع العام الجاري ومع تصاعد المواجهة، ارتفع أعداد الجرحى في السجون، حيث تعرّض أكثر من 35 معتقلاً لإصابات برصاص الاحتلال خلال عملية اعتقالهم، ونتج عن بعضها إصابات بليغة.

وبيّنت، أن إدارة السجون تحتجز في سجن “الرملة” الذي يقبع فيه أبرز الحالات المرضية، 6 أسرى مقعدين، يواجهون أوضاعاً صحية وظروف اعتقال قاسية، ويعيش الأسرى الستة مقيدين بكراسيهم المتحركة، وتتعمّد إدارة السجون زجّهم بأوضاع حياتية ومعيشية غاية في القسوة كحال غيرهم من المعتقلين.

ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أن سلطات الاحتلال تحرمهم من أبسط حقوقهم بتلقي العلاج اللازم لهم، ومتابعة أوضاعهم الصحية.

وفي السياق ذاته، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية، أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة، تستدعي تحرّكاً دولياً عاجلاً لوقفها، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، مشيرةً إلى أن هذه الجرائم التي وصلت إلى مستوى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية تتصاعد أمام سكوت مطبق من المجتمع الدولي.

وأدانت في بيان، جرائم وانتهاكات قوات الاحتلال ومستوطنيه التي كان أحدثها في مدينة نابلس، وأسفرت عن استشهاد الفتى مهدي حشاش 15 عاماً، وإصابة آخرين.

وأشارت خارجية السلطة، إلى أن سياسة الكيل بمكيالين لا يمكنها تبرئة الاحتلال، وما يرتكبه من جرائم، كما لا يمكنها أن تعفي المجتمع الدولي من مسؤولياته حسب قرارات الشرعية الدولية، وقواعد القانون الدولي.

من جهته، شدّد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح في بيان، على أن الشعب الفلسطيني سيردّ على جرائم الاحتلال بمزيد من الصمود والمقاومة والدفاع عن الأرض والكرامة والهوية.