أخبارصحيفة البعث

بوتين: موسكو تعارض بشدة كل أشكال العقوبات والحصار ضدّ أيّ دولة

موسكو – سانا:

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو تعارض بشدة كل أشكال العقوبات والقيود والحواجز والحصار ضد أي دولة، وهو ما عبّرت وتعبّر عنه دائماً عبر المنصّات الدولية المختلفة.

ونوّه بوتين خلال لقائه اليوم مع نظيره الكوبي ميغيل دياز كانيل بالعلاقات الثنائية بين روسيا وكوبا، لافتاً إلى أنها تتطوّر دائماً، وهناك خطة لتعزيز التعاون والمشاريع المشتركة بينهما، بناء على الأساس المتين للصداقة من أجل المضيّ قدماً في دعم العلاقات، لافتاً إلى أن كوبا تتخذ الموقف نفسه فيما يتعلق بروسيا، وهو نتيجة الصداقة التقليدية التي أسّسها الرئيس فيدل كاسترو.

من جانبه، قال الرئيس دياز كانيل: “رغم كل الأزمات الشديدة اليوم والوضع الصعب الذي تمرّ به روسيا وكوبا بعد التطبيق التدريجي للعقوبات غير العادلة من عدد من القوى الإمبريالية ضد بلدينا، هناك عدد من المشاريع المشتركة التي تم تطويرها بنجاح”، مشيراً إلى أن تقدّم الناتو إلى حدود روسيا هو “أمر غير مقبول”، وأن أوروبا تخضع لمصالح الولايات المتحدة.

وفي سياق ذي صلة، لفت الرئيس دياز كانيل إلى أن المشاريع المشتركة بين روسيا وكوبا بما في ذلك استخراج الهيدروكربونات في حقل بوكا دي جاروكو، لم تتأثر بالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، حيث يتم استخدام أساليب مبتكرة هناك وينمو إنتاج الهيدروكربونات.

وأشار إلى وجود عدة استثمارات روسية في منطقة (مارييل) للتنمية الخاصة من أجل خدمة معدات (كاماز)، كما أن العمل جارٍ بمشاركة روسيا في تحديث مصنع صلب مهمّ سيتم استكمال المرحلة الأولى منه خلال المستقبل القريب.

وقد أزاح الرئيسان الروسي والكوبي في وقت سابق اليوم الستار عن نصب تذكاري للرئيس فيدل كاسترو في العاصمة الروسية موسكو، حيث يقف النصب على صخرة مع خريطة لكوبا منقوشة بطريقة زخرفية متميزة.

يُشار إلى أن النصب التذكاري يقع في ميدان يحمل اسم الزعيم كاسترو عند تقاطع شارعي نوفوبيشانايا وشارع بيشانايا الثاني في حي سوكول.

وفي شأن آخر، أوضح الرئيس الروسي أن بلاده منفتحة على التعاون مع شركائها الذين يريدون التعامل معها في بناء كاسحات الجليد النووية، كما ستقوم بتنفيذ كل ما خططت له، وستزيد قدرات أسطولها من الكاسحات رغم كل الصعوبات.

وقال بوتين خلال مراسم رفع العلم الروسي على كاسحة الجليد النووية (أورال) وإطلاق كاسحة (ياقوتيا) اليوم: “إن الالتزام الصارم بجميع المواعيد النهائية لبناء كاسحات الجليد النووية أمر ذو أهمية استراتيجية لإنشاء طريق لوجستي إلى جنوب شرقي آسيا”، لافتاً إلى أن كاسحة الجليد (ياقوتيا) ستبدأ وفقاً للخطط بأداء مهامها الشهر القادم، بينما يجب تسليم كاسحة الجليد (أورال) إلى الأسطول في نهاية عام 2024.

وأضاف بوتين: “من المقرّر تسليم كاسحة جليد أخرى من الفئة نفسها (تشوكوتكا) في عام 2026، كما من المقرّر الانتهاء من بناء كاسحة جليد فائقة القوة لا مثيل لها في العالم خلال عام 2027″، مشدّداً على أهمية العمل بهذه الكاسحات باستخدام المعدات والمكوّنات المحلية.

وحول الأهمية الاستراتيجية لهذا النوع من السفن بالنسبة لروسيا، بيّن بوتين أنها ضرورية لدراسة القطب الشمالي وتنميته ولضمان ملاحة آمنة ومستدامة في هذه المنطقة ولتعزيز النقل على طول (الممر البحري الشمالي)، إضافة إلى أن تطوير ممر النقل هذا سيسمح لروسيا بالكشف الكامل عن إمكاناتها التصديرية وإنشاء طريق لوجستي فعّال، بما في ذلك إلى جنوب شرقي آسيا.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس الروسي أن حجم حركة البضائع عبر (الممر البحري الشمالي) يجب أن يصل في المستقبل القريب إلى 200 مليون طن مع الأخذ في الاعتبار حجم ونمو التجارة العالمية.

ولفت بوتين إلى أن التمويل المتزايد وبعث وتطوير الكفاءات العلمية والهندسية في مجال بناء السفن المتخصصة والعاملة بالطاقة النووية يعزّز دور روسيا الرائد في مجال استخدام هذا الطريق المهم جداً للنقل البحري، كما أن استعادة الكفاءات وتطويرها في مجال بناء السفن المتخصّصة والعاملة بالطاقة الذرية يتيح لروسيا تأكيد صفتها التكنولوجية العالية، ما يسمح بتحميل المنشآت الإنتاجية الحالية في مجال بناء السفن في منطقة مهمة مثل الشرق الأقصى وإنشاء حوض بناء السفن الكبير الجديد (زفيزدا).

وكانت شركة آتوم فلوت الروسية المتخصّصة ببناء السفن النووية أعلنت بداية الشهر الجاري اكتمال الاختبارات البحرية على (أورال) ثالث كاسحة جليد تعمل بالطاقة النووية المستقلة باستطاعة 60 ميغاواط، وقد تم تطويرها في إطار المشروع 22220 عام 2016، موضحة أن هذه السفن يصل عمر خدمتها الافتراضي إلى 320 ألف ساعة، ويبلغ طولها 173.3 متراً وعرضها 43 متراً بارتفاع 15.2 متراً، وقادرة على إزاحة المياه والجليد بقوة وبمعدل 33500 طن.

يشار إلى أن شركة آتوم فلوت تعمل على تطوير السفن ككاسحات جليد قادرة على مرافقة السفن والقوافل البحرية من مناطق القطب الشمالي، وتنفيذ مهمات الإنقاذ وشقّ الطريق للسفن في المياه التي تصل سماكة الجليد فوقها إلى 2.8 متر.