مجلة البعث الأسبوعية

محافظ دير الزور  لـ” البعث”: عام 2023 هو عام المشاريع بامتياز

البعث الأسبوعية – وائل حميدي

شهدت محافظة دير الزور عام 2022 عشرات المشاريع التي طالت كافة أرجاء المحافظة رغم البداية المتأخرة في غالبيتها العظمى بسبب خروج مساحات واسعة من المحافظة عن السيطرة واحتلالها من قبل مرتزقة السلاح والمأجورين الذين تناوبوا على احتلال مساحات واسعة من محافظة دير الزور بأسماء مختلفة، حتى أن المساحة التي بقيت تحت سيطره الدولة السورية لا تتعدى خمسة كيلو متر مربع نهايه عام 2017 وهو العامل الذي شهد تحرير كامل محافظة دير الزور من رجس الإرهاب، لتبدأ بعدها طلعات الجيش العربي السوري بفرض سيطرة الدولة على معظم المحافظة بدءاً من الحدود الإدارية للرقة (غرب دير الزور) في منطقة معَدان وانتهاءً بالحدود البوكمالية مع دوله العراق الشقيق وعلى طريق طولاني يتجاوز طوله 200 كلم، لتبدأ فوراً بعدها عملية إعادة التأهيل ضمن خطة نجحت في عودة العمل والحياة في كافة مفاصل الدولة باستثناء المناطق التي بقيت تحت سيطرة القوات الانفصالية المدعومة من الاحتلال الأمريكي والتي تقع غالبيتها شرق نهر الفرات باتجاه محافظة الحسكة، وبناءً عليه كان عام 2022 هو العام الأكثر تسجيلاً لدخول المشاريع الخدمية والبنيوية في حيز الاستثمار المباشر بدءاً من البنى التحتية وانتهاء بمشاريع الري والمشاريع الزراعية وإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية وصولها إلى أبعد نقطة جغرافية بدير الزور.

البعث التقت محافظ دير الزور القاضي فاضل النجار والذي تحدث مطولاً عن تلك المشاريع بما لها وما عليها، إضافة إلى العديد من المشاريع التي ستبصر النور خلال عام 2023، وغالبية تلك المشاريع ستصبح أمراً واقعاً خلال النصف الأول من هذا العام ليكون العنوان العريض لدير الزور  في عام 23  أنه عام المشاريع الخدمية واستكمال ما تبقى منها.

القطاع الصحي.

النجار أشار في حديثه إلى أن واقع القطاع الصحي في المحافظة لا يختلف عن باقي القطاعات، فقد تعرضت منشآته خلال فترة الحرب للتخريب والتدمير، لذلك لا يوجد حالياً في المحافظة سوى مجمّع مشافي حكومي عامل في مبنى بمركز المدينة ولا يوجد أي مشفى حكومي في باقي مناطق ومدن المحافظة، ولكن العمل بدأ على إعادة تأهيل عدد من المشافي الحكومية والمراكز الصحية، وأهمها عقد إعادة تأهيل وترميم مشفى الطب الحديث بقيمة 791 مليون ليرة وذلك من أجل وضعه في الخدمة حيث باشرت إحدى المنظمات الدولية بالعمل على تأهيل المشفى الوطني في المدينة يضاف إلى ذلك تأهيل المركز الصحي الأول بالمدينة، كما أن قسم العيادات في المشفى الوطني في البوكمال وصل إلى مراحل متقدمة.

وبين النجار أن منطقة الميادين تحتاج إلى هذه المشافي وخدماتها فالكثافة السكانية فيها كبيرة وتشكل احتياجاً مهماً في القطاع الصحي لأنها ستقدم الخدمة الطبية المجانية،وماهو متوافر حالياً من مراكز صحية وعيادة متنقلة لا يُغني عن خدمات المشافي الحكومية في ظل المسافة الكبيرة بين مدينة الميادين ومدينة دير الزور التي تصل إلى خمسين كيلومتراً، وتصل إلى 115 كيلومترات بين البوكمال ومدينة دير الزور.

ويرى المحافظ أن تأهيل المشافي في كل من الميادين والبوكمال إضافة إلى المراكز الصحية سيضاف إلى منظومة المراكز العاملة بخدمة المواطن بشكل إيجابي وبما ينعكس عليه بتقديم الخدمات الصحية،وسيكون مهماً لتأمين حالات الإسعاف في هذه المشافي بعد وضعها في الخدمة، في حين يضطر المواطن الآن لقطع مسافة طويلة للوصول إلى مركز تجمع المشافي في مدينة دير الزور.

وأكد النجار أن إجراءات إعادة تأهيل المشافي بدأت بالفعل، وهذا ما يعكس الاهتمام الحكومي لإعادة الواقع الصحي إلى أفضل ما كان عليه رغم الوقت اللازم في عملية إعادة التأهيل.

وعن معاناة القطاع الصحي في المحافظة من نقص الكوادر الصحية والتمريضية والطبية، كشف النجار عن تخصيص المحافظة بعدد من الِأطباء والممرضين  لا بأس به من خلال المسابقة المركزية التي جرت مؤخراً ولكنه عدد غير كافٍ.

 

وصول المياه والكهرباء

وفي حديثه عن قطاع المياه قال النجار بأن مياه الشرب النقية  يتم  تأمينها اليوم في كافة مناطق المحافظة المحررة من الإرهاب وذلك من خلال محطات المياه الرئيسية والنموذجية البالغ عددها 72 محطة والتي تم تأهيلها جميعاً بعدما خرجت جميعها من الخدمة لغاية نهاية عام 2017، ليرتفع عدد المحطات المؤهلة من صفر محطة إلى سبع وسبعين، وفي هذا الإطار يشير مدير عام مؤسسة مياه دير الزور المهندس لورانس الحسين بأن المؤسسة تتابع عمليات صيانة واستبدال الشبكة وفق الحاجة ومستجدات العمل وبالطبع وفق الإمكانات المتاحة وبما يُمكن تأمينه من تجهيزات ومعدات مع ملاحظة الحصار الظالم المفروض على القطر والذي اضطر إلى عمليات الالتفاف لتأمين مايلزم والاستفادة من الخبرات المحلية في المؤسسة بإعادة تأهيل مايمكن تأهيله من تجهيزات أو العمل على تجميع تلك التجهيزات من وفرِها في مستودعاتنا كقطع بالية استفدنا منها عبر خبرة عمالنا،

ويتم العمل حاليا على تركيب منظومة طاقة شمسية في عدد من محطات المياه بريف المحافظة لتجاوز مشكلة الانقطاع الطويل للكهرباء ونقص المحروقات وتوفير ساعات ضخ متواصلة في هذه المحطات.

وعن مشاريع القطاع الكهربائي يؤكد محافظ دير الزور تغذية معظم مساحة المحافظة بالكهرباء من خلال إعادة تأهيل وتشغيل المحطات الكهربائية باستثناء منطقتين في ريف المحافظة الشرقي في المنطقة الممتدة من قرية دبلان ولغاية قرية الدوير ومنطقة محكان ومنطقة القصُبي ومعدان عتيق في الريف الغربي وواقع الكهرباء في دير الزور ككل محافظات القطر نتيجة للحصار الجائر المفروض على سورية ومع ذلك مازلنا نحتاج للتجهيزات من محولات واكبال وغيرها .

قطاع التربية

ويؤكد النجار أن القطاع التربوي شهد تعافياً كبيراً حيث وصل عدد المدارس المفتتحة إلى 370 مدرسة وعدد الطلاب 177 ألف طالب وطالبة وتمت إعادة تفعيل العمل في المجمعات التربوية وتأمين كل مستلزمات العملية التربوية من مقاعد صفية وكتب ولوازم مدرسية.

فيما يؤكد مدير تربية دير الزور جاسم فريح بأن قرارات كثيرة تم اتخاذها لتأمين الكوادر الاختصاصية اللازمة، حيث كانت المجمعات التربوية المنتشرة في كامل ريف المحافظة تعاني نقصاً في بعض الكوادر خلال العام الفائت وهذا ماعملنا على تداركه من خلال إجراء تعيينات وتنقلات وفق المناطق السكنية للاختصاصيين، فيما تم التعاون من قبل المجتمع المحلي الذي ساهم بتأهيل بعض المدارس، فيما قام على صعيد آخر بتأمين آليات لنقل بعض الكوادر الاختصاصية من المدينة إلى مدارس القرى المجاورة بالمجان وهذا ماساهم بتدارك الخلل وعمل على تحسين الأداء التعليمي.

قطاع الري من الصفر

وعن القطاع الزراعي فقد عاد هذا القطاع إلى العمل بعد أن تلقى الكثير من الدعم الحكومي من خلال توفير كل مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة ومحروقات ومياه سقاية.

فيما تمت إعادة تأهيل القطاعين الثالث الذي يروي مساحة 10905 هكتارات و القطاع الخامس الذي يروي  مساحة تبلغ 3565 هكتاراً، والقطاعان دخلا الخدمة نهاية العام 2020 ويتم العمل حالياً على إعادة تأهيل القطاع السابع الذي يروي مساحة 7582 هكتاراً والذي وصلت أعمال التأهيل فيه إلى مراحلها الأخيرة ومن المخطط أن يدخل الخدمة خلال هذه الأيام بعد عملية التشغيل التجريبية التي تمت الأسبوع الفائت، إضافة إلى تأهيل وتركيب مجموعات ري زراعي في القطاع التعاوني، الأمر الذي زاد من مساحة الأراضي الزراعية.

وعن المحاصيل الإستراتيجية أشار مدير زراعة دير الزور المهندس فؤاد عابدون بأن الكميات المسوقة من القطن تجاوزت  9 آلاف طن  .

وسبق ذلك محصول القمح الذي وصل إنتاجه إلى نحو 45 الف طن وبنسبة تنفيذ خطة وصلت إلى 103 بالمائة، كما تستمر أعمال تأهيل مزرعة النخيل في ناحية الجلاء البوكمالية والتي تحتوي على أصناف مميزة من التمور  بعد أن تم تخصيصها من قبل وزارة الزراعة بمبلغ مليار و300 مليون ليرة سورية.

عشرات المشاريع

وينهي محافظ دير الزور القاضي فاضل نجار حديثه عن باقي القطاعات في المحافظة وبأنها حظيت بدعم كبير ساهم في تحسين الواقع الخدمي للمحافظة حيث بلغ عدد مراكز الاتصالات الداخلة في الخدمة 12  مركزاً وعدد صالات السورية للتجارة 47 صالة ومنفذ بيع تنتشر على كامل مساحة المحافظة.

وتم تفعيل العمل في مراكز السجل المدني في كل من الشميطية والبوكمال والميادين والجلاء والعشارة والتبني وموحسن وصبيخان  وخشام وفرع الهجرة والجوازات وافتتاح مركزين لخدمة المواطن في المدينة كما تتم متابعة ومراقبة الأسواق والأفران بصورة دائمة وضبط المخالفين.

و تم العمل على إعادة إحياء عدد من الأسواق في المدينة حيث عادت الحياة إلى سوق شارع سينما فؤاد وسوق الجبيلة وشارع ستة إلا ربع وشارع حسن الطه وتمت المباشرة بأعمال تأهيل السوق المقبي في المدينة .

كما تم إعادة تفعيل مركز الانطلاق والقصر العدلي وشارع بورسعيد  والشارع الممتد من جامع المفتي لغاية ساحة الباسل الواقعة ضمن أحياء المدينة المحررة بعد إعادة تأهيلها ويجري العمل على إعادة تأهيل جسر البعث ومبنى المصالح العقارية ومبنى مجلس مدينة دير الزور .

وتم تشكيل المجالس المحلية في الوحدات الإدارية من خلال الانتخابات التي جرت في الشهر التاسع من العام الفائت.

وانطلاقاً من أهمية إشراك المواطنين في اتخاذ القرار قمنا بتشكيل فريق عمل من الجهات الخدمية كافة جال على مناطق المحافظة، وقام بعقد لقاءات مع الأهالي، ومناقشتهم والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم المتعلقة بأولويات التأهيل بالنسبة للمدارس والطرق، وبناء عليه تم وضع خطة العام القادم لمشاريع الطرق والمدارس في المحافظة  بقيمة 2 مليار و800 مليون ليرة للطرق و5 مليارات و 556 مليون ليرة. للمدارس وهذه المشاريع  تتوزع على  كافة مناطق المحافظة.