أخبارصحيفة البعث

بيسكوف: إرسال الدول الغربية دباباتٍ لـ”كييف” يجعلها طرفاً في النزاع

عواصم – سانا

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف اليوم أن قرار الدول الغربية إرسال دباباتٍ إلى النظام الأوكراني يجعلها طرفاً في النزاع.

وقال بيسكوف في تصريح صحفي اليوم: “تدلي العواصم الأوروبية وواشنطن باستمرار بتصريحات مفادها أن إرسال أنواع مختلفة من الأسلحة لأوكرانيا، بما في ذلك الدبابات لا يعني بأي حال تورّطها في القتال، ولكن نحن لدينا رأي مختلف تماماً بشأن ذلك، حيث نعدّ هذا الأمر تورّطاً مباشراً في النزاع وهذا يزداد”.

ورداً على اقتراح للنائب في الدوما عن منطقة القرم ميخائيل شيريميت بشأن تغيير وضع العملية الخاصة الروسية بعد قرار واشنطن وبرلين تزويد الجيش الأوكراني بالدبابات، قال بيسكوف: “ليس لدينا مثل هذا الموضوع على جدول أعمال الكرملين”.

من جهته، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي، أن كتيبة الدبابات الأمريكية لن تساعد النظام الأوكراني في احتلال القرم، أو تغيير مسار العملية الروسية الخاصة.

ونقلت وكالة نوفوستي عن سلوتسكي قوله: “إن كتيبة الدبابات الأمريكية لن تساعد زيلينسكي في تغيير وضع شبه جزيرة القرم، أو تغيير مسار العملية العسكرية الخاصة”، مشدّداً على أن أي محاولة للاستيلاء على شبه الجزيرة ستلقى ردّاً قاسياً.

وأضاف سلوتسكي: “أنا على يقين من أن العملية الروسية لن يوقفها إمداد آخر من الأسلحة الغربية”، مشيراً إلى أن جميع الدبابات الأمريكية أو الألمانية ستصبح أهدافاً مشروعة للجيش الروسي.

وقال سلوتسكي: “إن الغرب يخوض مواجهة عسكرية ضد روسيا من الأراضي الأوكرانية بأيدي نظام كييف الدموية”.

وكان البيت الأبيض أعلن أمس إرسال 31 دبابة من طراز (أبرامز إم 1) إلى نظام كييف لتشكّل كتيبة دبابات واحدة، بعدما كان المستشار الألماني أولاف شولتس أعلن أنّ بلاده سترسل 14 دبابة من طراز ليوبارد 2 إلى أوكرانيا.

إلى ذلك، أكد رئيس الوفد الروسي إلى محادثات فيينا بشأن الأمن العسكري والحدّ من التسلح قسطنطين غافريلوف، أن تزويد الغرب النظام الأوكراني بالدبابات وحتى الطائرات والانتقال إلى مستوى جديد من المواجهة لن يغيّر الوضع على خط الجبهة، ولن يجبر روسيا على التخلي عن أهداف عمليتها العسكرية الخاصة.

ونقلت وكالة نوفوستي عن غافريلوف قوله اليوم: “في السابق كنا نتحدّث خلال المفاوضات عن قضايا الأسلحة النارية الخفيفة، أي منع مثل هذه الأسلحة من دخول مناطق النزاع، وضبط موضوع أنظمة الدفاع الجوي المحمولة، وتمّت صياغة المستندات المتعلقة بذلك، ولكن الآن يتم عملياً وضعها جانباً بالكامل من الغرب الذي انتقل إلى مستوى جديد من المواجهة”.

ولفت غافريلوف إلى أنه كلما زاد حجم المساعدات للنظام الأوكراني اتسعت حدود العملية العسكرية الروسية الخاصة.

وفي مدينة ميونخ، تظاهر مئات الألمان أمس احتجاجاً على قرار حكومة بلادهم، تزويد نظام كييف بدبابات ” ليوبارد2″ الألمانية، مرددين شعارات مناهضة للحرب ومطالبين بحل دبلوماسي للأزمة، وحملوا أعلاماً عليها صورة حمامة السلام.

وتم تنظيم الاحتجاج من قبل مبادرة السلام “ميونخ تنهض”، والتي تدعو إلى بناء عالم خال من الأسلحة والعقوبات.

وعلق الخبير السياسي رسلان أوستاشكو في قناته على تلغرام على قرار برلين بشأن إرسال الدبابات قائلاً: “من المحزن أن هؤلاء الناس لا يقررون سياسة بلدهم فقد تحدث سيد أوروبا بالفعل وقرر كل شيء للجميع”.

وأظهر استطلاع للرأي، أجرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية، أن حوالي 63 بالمئة من الألمان يعارضون فكرة إرسال طائرات مقاتلة إلى قوات النظام الأوكراني.

وبين الاستطلاع الذي شمل 5063 شخصاً أن 52 بالمئة من سكان البلاد قالوا إنهم بالتأكيد لن يوافقوا على إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، فيما قال 11 بالمئة إنهم ضد ذلك بعض الشيء، وأعرب 8 بالمئة عن تأييدهم لذلك “إلى حد ما”.

وكان جان نولت النائب في البوندستاغ الألماني قال لصحيفة إزفستيا الروسية: إن برلين قد تفكر في تزويد كييف بطائرات مقاتلة، في حال لم ينجح توريد دبابات “ليوبارد 2” إليها.

ووصف سفير روسيا لدى ألمانيا سيرغي نيتشاييف القرار الألماني بأنه خطوة خطيرة جداً، ستنقل الصراع إلى مستوى أعلى وأخطر من المواجهة.

في سياق متصل بالتسليح، وصف رئيس الحركة الفرنسية باتريوت فلوريان فيليبو الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بالمجنون، وذلك بعد مطالبته الغرب بتزويد نظامه بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة.

وقال فيليبو في حسابه على موقع تويتر اليوم وفقاً لوكالة سبوتنيك: “في أقرب وقت ممكن.. يطالب زيلينسكي الغرب بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة، وبعد ذلك ترسانتنا النووية.. إلى أي مدى سنتبع هذا الرجل المجنون.. حتى حرب عالمية نووية؟”.

وانتقد فيليبو مراراً الدول الغربية لتقديمها الدعم المالي لنظام كييف وتزويده بمعدات عسكرية، الأمر الذي يطيل أمد الصراع، كما دعا إلى رفع العقوبات عن روسيا ووصف قرارات بروكسل في مجال الطاقة بالجنون.

وكان زيلينسكي طالب أمس حلفاءه الغربيين بتزويد بلاده بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة، وذلك إثر موافقة واشنطن وبرلين على إرسال دبابات حديثة إلى كييف.

من جهة ثانية، أكد المعارض الأوكراني فيكتور ميدفيدتشوك أن الغرب جعل من بلاده ساحة تدريب ونقطة انطلاق للمواجهة مع روسيا، مشيراً إلى أن الصراع لا يدور من أجل أوكرانيا وإنما من أجل مصالح الغرب.

وقال ميدفيدتشوك في مقابلة مع قناة RT الروسية: “إن الولايات المتحدة وبريطانيا وعدداً من الدول الأخرى التي تواجه روسيا جعلت من أوكرانيا، وهو ما نفّذته حكومة زيلينسكي، ما يشبه ساحة التدريب ومنصّة الانطلاق لمثل هذه المواجهة”.

ولفت ميدفيدتشوك إلى أن هناك قسماً كبيراً من الأشخاص على أراضي أوكرانيا يخشون التحدّث علناً، ويرفضون المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين أوكرانيا وروسيا.

واعتبر ميدفيدتشوك أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سلك طريق التهوّر والجنون التام، داعياً إلى توحيد الأوكرانيين الذين لا يتفقون مع نظام زيلينسكي.