أخبارصحيفة البعث

“الزهاوي” أوّل كبش فداء لحكومة سوناك

تقرير إخباري:

أيّاً يكن من أمر إقالة زعيم حزب المحافظين البريطاني ناظم الزهاوي من منصبه كرئيس للحزب، فإن الأسباب التي تمّ سردها في توضيح أسباب الإقالة يمكن أن يكون فيها نظر كبير، وخاصة أن هناك نوعاً من تضارب المصالح بين أعضاء الحزب، وذلك بعد مرور 13 عاماً له في السلطة، حيث طال حزب المحافظين العديد من الفضائح المرتبطة بقضايا من هذا النوع، الأمر الذي أثار اتهاماتٍ بالفساد من جانب المعارضة العمالية التي تتقدّم بشكل كبير في استطلاعات الرأي.

رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك الذي تعاني حكومته من اتهامات عديدة بالفساد والعجز عن إيجاد حلول واضحة للمشكلات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد من بطالة وتضخّم وارتفاع قياسي لأسعار المستهلك، قال في رسالة إنه بناء على تحقيق مستقل، “من الواضح أنه كان هناك انتهاك للقانون الوزاري”.

وأضاف سوناك: “بناء على ذلك، أعلمكم بقراري إقالتكم من مهامكم في حكومة صاحب الجلالة”.

ويسعى سوناك من وراء إقالة الزهاوي بدلاً من مطالبته بالاستقالة، إلى تثبيت سلطته، بعدما تعهّد باعتماد “النزاهة” والمهنية والمسؤولية لدى وصوله إلى داونينغ ستريت.

وأضاف سوناك: إن “المعلومات التي ظهرت في الأيام الأخيرة بشأن ترتيبات الزهاوي المالية الشخصية، تطلّبت إجراء تحقيق كامل في هذه المسألة، وبعد الانتهاء من التحقيق، تبيّن أن هناك خرقاً خطيراً للقانون الوزاري”.

وتعرّض رئيس حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا لضغوط سياسية متزايدة لشرح ظروف تسوية ضريبية دفع فيها ملايين الجنيهات، مقابل عدم سداده لضرائب مستحقة عليه.

وقال الزهاوي: إنّ سلطات الضرائب البريطانية قضت بأنه كان “مهملاً” في تصريحاته الضريبية، لكنه لم يرتكب خطأً متعمّداً لدفع ضرائب أقل.

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الزهاوي أنه دفع “غرامة مستحقة”، لمصلحة الإيرادات والجمارك، لتسوية نزاع بشأن الحصة المملوكة للزهاوي في شركة “يوغوف” لاستطلاعات الرأي التي شارك في تأسيسها، وهو ما وصفه الزهاوي بأنه “خطأ سهو” وليس متعمّداً.

ولكن يبدو أن الأمر يتجاوز كل هذه المسوّغات التي أطلقها سوناك في معرض حديثه عن إقالة الزهاوي والأسباب المؤدّية إلى ذلك، حيث يعتقد سوناك أنه بعمله هذا يستطيع صرف النظر عن أداء حكومته السيّئ وقد تعهّد منذ تسلّمه منصب رئيس الحكومة بإجراء إصلاحات اقتصادية، ولكن الإضرابات العمالية التي ضربت حكومته منذ بداية تسلّمه المنصب والاحتجاجات المتكرّرة على سياسته، ربّما أجبرته على التضحية بالوزير من دون حقيبة في حكومته، في محاولة ربما لاحتواء الانتقادات المتزايدة لسياسة المحافظين في السلطة.

ميادة حسن