مجلة البعث الأسبوعية

سلتنا تاهت في زحام البطولات الخارجية.. تحضير ضعيف للأندية والتخطيط غائب

البعث الأسبوعية-عماد درويش

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن تنهار سلتنا سواء على صعيد المنتخبات الوطنية أم في مشاركة الأندية في البطولات الآسيوية والدولية، فالكثير من عشاق اللعبة تفاءلوا خيراً في أن تحقق سلتنا على مختلف مستوياتها نتائج تليق بسمعة اللعبة، لكن هذا التفاؤل ذهب أدراج الرياح حيث لم تحقق أندية “أهلب حلب والكرامة والوحدة” أية بصمة تذكر في البطولات التي شاركت وتشارك فيها.

وبين ليلة وضحاها أصبحت أنديتنا الجماهيرية الثلاثة (التي تم ذكرها) تبحث عن أي فوز يرضي غرور عشاقها في أهم وأقوى البطولات والدورات على مستوى القارة الآسيوية، وهذا ما أحرج إدارات الأندية وجعلها في ورطة أمام جماهيرها والقيادة الرياضية التي لم تبخل مع الداعمين من الشركات الوطنية بتقديم كافة الأموال اللازمة.

تصريحات رنانة

قبل المشاركة بأي محفل قاري لا نسمع سوى التصريحات الرنانة من قبل القائمين على الأندية (من إدارات ومشرفين ومدربين ولاعبين) بأن النادي سيحقق نتائج مميزة ويضمن تأهله للأدوار المقبلة سواء في بطولة “وصل” التي يشارك فيها ناديي الأهلي والكرامة، أم دورة دبي الدولية الـ33 التي يشارك فيها الوحدة، سيما وأن لاعبي تلك الأندية هم الأفضل على ساحة السلة السورية ويشكلون العمود الفقري لمنتخبنا الوطني، لكن على أرض الواقع نجد تلك الأندية تتلقى الخسارة تلو الأخرى، ومع الأسف إذا سلمنا أن سلتنا تعودت على الخسارة أمام أندية من لبنان والأردن وإيران وغيرها من الدول المتطورة آسيوياً، لكن ما هو المبرر بأن تخسر أنديتنا أمام دول ليس لها ماضٍ في اللعبة مثل النصر الليبي والنفط العراقي وغيرها من الأندية التي كانت تحلم باللعب أمام أنديتنا.

 

انهيار غريب

فشل ذريع وخسائر مذلة ونتائج مخزية لا يصدقها العقل هي العنوان الرئيسي لمشاركة أنديتنا في البطولات الخارجية، وهذا يعود بالأساس إلى التخبط، وعدم وضوح الرؤية التي أصبحت الصفة الغالبة والرئيسية التي تميز عمل اتحاد السلة وإدارات الأندية ، ولا يدري أحد ماذا سيقول أعضاء إدارات الأندية لأنفسهم وهم يشاهدون أن فرقهم مهما كانت نوعية وأعمار لاعبيهم تتعرض للخسارة توالياً، وهل يرتضون لأنفسهم تلقي كل تلك الخسارات بفوارق رقمية عالية، والفرق الأخرى تستهزئ بلاعبينا من خلال حركات وتنقلات لاعبيها واستعراضاتهم الفنية داخل الملعب؟

واذا كان أعضاء اتحاد كرة السلة وإدارات الأندية “المذكورة” سيبنون استراتيجيتهم التبريرية على أن فرقنا المشاركة تشارك لكسب الاحتكاك ورفع سوية اللاعبين المحليين، فإن المعلوم أن لاعبينا في هذه الأندية هم في عداد منتخبنا الوطني، ويمتلكون الخبرة الكافية لخوض تلك البطولات، ويبدو أن تلك الأعذار غير كافية، ويمكن القول أن كرة السلة السورية تنهار عبر نتائج مذلة لا تليق ابدً بذلك التاريخ الناصع الذي سطره أبطال اللعبة فيما مضى، فكيف ننسى وصول منتخبنا الوطني للشباب لكأس العالم عام 1991 في كندا وحصول أنور عبد الحي على لقب هداف الكأس، إضافة لحصول منتخب الناشئين على المركز الثالث في البطولة الآسيوية في الفلبين عام 2008 والتأهل لكأس العالم بهولندا عام 2009 وبطولة العرب في المغرب في نفس العام وبطولة غرب آسيا في إيران عام 2013.

وهنا يأتي السؤال: هل من المعقول أن يقف القائمون على سلتنا مكتوفي الأيدي أمام ما يحصل في اللعبة التي تحتل المركز الثاني من ناحية الشعبية بعد كرة القدم دون وضع خطط كفيلة للنهوض بواقعها المرير؟

حلول مطلوبة

ولعل من أسرع الحلول الواجب اتخاذها من قبل القيادة الرياضية هو إعادة النظر باتحاد كرة السلة وإدارات تلك الأندية، وتشكيل إدارات مؤقتة من رواد اللعبة تتولى هذه اللجنة الإشراف على كرة السلة السورية يتم خلالها إعادتها إلى الطريق الصحيح عبر الاهتمام بالقواعد التي هي أساس تطور اللعبة، فأغلب الأندية تسند مهمة تدريب القواعد لمدربين ليسوا على درجة عالية من الكفاءة في الوقت الذي يجب أن يكون مدربي القواعد هم الأفضل وذوي مستويات عالية، فعدم الاهتمام بالقواعد من أسباب تراجع سلتنا التي يجب أن يكون هناك برامج لتطويرها ولفترات طويلة، ويجب أن يكون البرنامج شاملاً  لعناصره كافة من الناحية الفنية والبدنية والمهارات الأساسية للعبة، فعدم البرمجة الصحيحة لعمل الأندية والفرق واللاعبين سيؤدي حتماً لتراجع اللعبة، وعدم ظهور مواهب جديدة ويجب أن يكون هناك تخطيط سليم للارتقاء باللعبة، ويقيناً بدون القيام بهذه الخطوات لانتشالها من براثن التردي والتراجع فإن النتائج الكارثية ستكون هي العنوان الأبرز.

ناقوس الخطر

إذا كانت المشاركة في تلك البطولات ضمن السيطرة باعتبارها تضم أندية قريبة لأنديتناومن المدرسة والمستوى ذاتهما، ولم نفلح بها وخسرنا أمام أضعف أنديتها المشاركة فكيف بنا عندما نواجه أندية كبيرة لها باعها في هذه اللعبة، ومن الضروري في كل مشاركاتنا أن نكون فيها فاعلين منافسين، فالعبرة ليست بالمشاركة وحدها إنما بالمشاركة الفاعلة والحضور المتميز أيضاً.

أخيراً ما حصل نأمل أن يكون درساً وعبرة لرياضتنا، فالبطولات باتت بحاجة إلى المال والسخاء بالدفع كما هي بحاجة إلى الإخلاص والتفاني بالعمل فنتائج أنديتنا تدفعنا إلى القول أن “ناقوس الخطر” بات يهدد سلتنا التي يبدو أنها في طريقها نحو الهاوية.