مجلة البعث الأسبوعية

خطوة هامة عبر عودة النشاط لدوري كرة القدم والسلة.. والتحديات كثيرة

البعث الأسبوعية – عماد درويش

أيام قليلة ويعود الضجيج إلى ملاعبنا وصالاتنا الرياضية بعد توقف قسري فرضته ظروف الزلزال الذي ضرب عدداً من المحافظات في السادس من شهر شباط الماضي ، الاتحاد الرياضي سارع بتوجيه جهود كوادر اتحادات الألعاب والأندية لتقديم المساعدة للمناطق المنكوبة وفتح المدن الرياضية والصالات ومنشآت الأندية لاستقبال المتضررين والمنكوبين وتحويلها إلى مراكز إيواء.

واليوم بات لزاماً عليه اتخاذ إجراءات مدروسة لعودة النشاط الرياضي إيماناً بضرورة عودة عجلة الحياة للدوران من باب الرياضة.

تباين في الأفكار

أول غيث عودة النشاط تمثل بإعلان اتحاد كرة القدم استئناف الدوري وفق معطيات متعددة وبعد أخذ الموافقات من الأندية المنضوية تحت لواء الاتحاد، وفي السياق ذاته أعلن أيضاً اتحاد كرة السلة عودة النشاط لكن وفق رؤية مختلفة عن نظيره اتحاد كرة القدم، وتباينت الأفكار ما بين الاتحادين حول ألية الاستئناف.

فكان اتحاد القدم واضحاً وصريحاً في كافة البنود التي تم طرحها مع رؤساء أندية الدرجتين الممتازة والأولى فتم على إثرها تحديد موعد انطلاق مرحلة إياب الدوري ممهلاً الأندية فترة جيدة للاستعداد قبل خوض غمار المنافسات، في حين لم يعط اتحاد السلة الأندية الوقت الكافي للاستعداد خاصة في المحافظات التي تضررت من جراء الزلزال، ولم يكن هناك ضوابط أو رؤى واضحة المعالم لألية الدوري، وهذا يؤكد أن التخطيط السليم ما زال بعيداً عن الاتحاد.

قرارات واضحة

القرارات التي صدرت عن اتحاد كرة القدم حول استئناف الدوري ومسابقة الكأس كانت واضحة دون أي لبس، حيث تم تحديد موعد استئناف الدوري الممتاز بتاريخ الرابع من شهر نيسان القادم، واستئناف منافسات دوري الدرجة الأولى بتاريخ 15و16 آذار الحالي، واستئناف دوري الدرجة الممتازة لفئة الشباب بتاريخ 18 من الشهر الجاري، ودوري الدرجة الأولى لفئة الشباب بتاريخ 17و18 منه أيضاً، وتقرر أيضاَ أن تُلعب مباريات كأس الجمهورية في أدوار خروج المغلوب اعتباراَ من 25 الشهر الحالي من مباراة واحدة على أرض محايدة مع تحمل اتحاد الكرة نفقات أجور التحكيم والمراقبين والمقيمين لمرحلة إياب الدوري الممتاز، وسيتم العمل بالتعاون مع اللجنة الأولمبية السورية لمساعدة الأندية في استكمال الدوري وتخفيف الأعباء المالية عنها.

لجان هامة

اتحاد الكرة قرر التأكيد على الإسراع بتقارير لجان السلامة والكشف عن حال الملاعب لحسم موضوع الحضور الجماهيري من عدمه ليبقى الجدل بهذا الخصوص قائماَ في ظل حاجة الأندية لريوع الحضور الجماهيري (بعد الضائقة المالية التي فرضتها التأجيلات المتتالية على المسابقة)، وكذلك مسعى اتحاد اللعبة لتوفير كافة عوامل السلامة لإقرار الحضور الجماهيري من عدمه.

وتشير المعلومات إلى أن مباريات مرحلة الإياب من الدوري الممتاز ستقام بشكل مكثف بحيث تُلعب جولتان في كل أسبوع ليتم بذلك إنجاز مرحلة الإياب خلال شهر واحد تقريباَ، ولم يكتفِ الاتحاد بذلك بل ألغى كافة العقوبات الانضباطية المالية الصادرة قبل 28 شباط، كما وافق على تأجيل سداد رسوم توثيق عقود موسم 2022 إلى ما قبل الموسم القادم.

لكن رغم كل ذلك فإن الدوري في مرحلة الذهاب شهد العديد من المواقف التي تحتاج إلى التوقف عندها من قبل اتحاد الكرة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لتلافيها خاصة وأن المرحلة المقبلة حساسة لكافة مفاصل اللعبة من أندية ومدربين ولاعبين وإداريين.

جريء ولكن؟

لا شك أن قرار استئناف الدوري من أفضل القرارات التي اتخذها اتحاد كرة السلة حالياً، فالرياضة تعتبر مصدر رزق للكثير من كوادر اللعبة ضمن هذا المجال أولاً، والفكرة الثانية أن الرياضة هي متنفس هام لعشاق اللعبة.

على العموم اتحاد السلة عمد لوضع آلية وموعد جديد لاستئناف الدوري، وحتى اللحظة لم يعلن عنها عبر موقعه الرسمي أو على الصفحة الرسمية للاتحاد على منصات التواصل الاجتماعي “عكس اتحاد كرة القدم”، ولم يتم الإعلان إلا عن طريق رئيس اتحاد اللعبة عبر إحدى القنوات الفضائية وكأن الأمر سري دون أن يكون هناك مراعاة للأندية لمعرفة متى سيعود الدوري، وهل ستكون الجماهير حاضرة، وهل سيتم ضغط الدوري في شهر رمضان المبارك، وهل سيتم إنهاء الموسم حسب الروزنامة الموضوعة من قبل الاتحاد؟

حسابات مختلفة

استئناف الدوري “حسب رئيس الاتحاد” سيكون يوم 25 الشهر الجاري مع تواجد محترف واحد خلال مرحلة الدوري المنتظم وفي الفاينال فور الأمر متروك للأندية بخصوص الأجنبي الثاني، كما قرر الاتحاد إلغاء جميع العقوبات المالية المفروضة على الأندية هذا الموسم، وإعفاء اللاعبين من رسم تسجيل اللاعبين البالغة 5% من قيمة العقد، مع العلم أن هذين الشرطين قد تم تسديدها من قبل الأندية قبل انطلاق الدوري، ولم يسمح بمشاركة أي نادٍ أو تسجيل أي لاعب ما لم يدفع الرسوم المفروضة عليها ، كما قرر أيضاً أن تكون أرض نادي أهلي حلب بدلاً من الحمدانية في بطولة الدوري ستكون صالتي الجلاء واليرموك بعد أخذ موافقة الاتحاد الرياضي، وحسب المعطيات المتوفرة فإن أرض الصالة ما زالت مركزاً للإيواء.

أما بالنسبة لدوري السيدات فسيقام بنظام مجموعتين الأولى في حلب والثانية في دمشق، دون أن يتم تحديد إذا كان من مرحلة واحدة أم مرحلتين (ذهاب وإياب)، ودوري تحت 23 سنة سيتم استكماله بتجمع في مدينة حمص، كما لم يحدد ألية دوري الدرجة الثانية من حيث الصعود والهبوط خاصة وأنه تم طرح فكرة عدم صعود وهبوط الأندية سابقاً.

المحزن في الموضوع أن الاتحاد لم يضع في حسابه مساعدة الأندية من الناحية المادية خاصة في ظل الظرف الصعب الذي تعيشه، حتى أنه لم يكلف نفسه في إيضاح على حساب من سيتم استضافة تجمعات دوري السيدات من حيث المنامة والإقامة وغيرها من الأمور، والأهم على من سيقع عاتق صرف أجور الحكام.