أخبارصحيفة البعث

فولودين: إمداد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضّب سيؤدّي إلى مأساة عالمية تضرب أوروبا

موسكو – تقارير:

يصرّ التحالف الأنغلوساكسوني على تصعيد الصراع في أوكرانيا غيرَ عابئٍ بنتائجه المباشرة على البرّ الأوروبي، وخاصة دول شرق أوروبا التي لا يعير لها اهتماماً ما دام ذلك لن يؤثر في نظره بشكل مباشر في أوروبا الغربية، ولكن هذا التحالف إنما يدفع الصّراع دفعاً نحو مرحلة جديدة ربما تكون مدمّرة للجميع وخاصة الأطراف التي تحرّض عليه، إذ لا يمكن أن تشعل واشنطن ولندن جذوة هذا الصراع ثم تكونا في مأمن من تبعاته الكارثية، حيث إن إمداد النظام الأوكراني بقذائف اليورانيوم المنضّب لن يكون قتالاً حتى آخر أوكراني، بل ربما يتحوّل إلى صراع حتى آخر أوروبي، وهذا ما حذّر منه الجانب الروسي، الذي صرّح غير مرّة أن توسيع الصراع لن يكون في مصلحة أحد في العالم حتى لو كان خلف المحيط.

فقد أكّد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضّب قد يؤدّي إلى مأساة عالمية ستضرب أوروبا.

ونقل موقع روسيا اليوم عن فولودين قوله اليوم في منشور بقناته الرسمية عبر تليغرام: “لقد استخدمت واشنطن قذائف مماثلة في يوغوسلافيا والعراق، ما أدّى إلى تلوّث المنطقة، فضلاً عن تفاقم إصابات السرطان بين المواطنين”، مضيفاً: “إذا ما تم تزويد أوكرانيا بها فإن الحرب حتى آخر أوكراني يمكن أن تصبح حرباً حتى آخر أوروبي”.

وأكّد فولودين أن نتيجة هذا القرار ستكون مأساة عالمية ستؤثر بالدرجة الأولى في الدول الأوروبية، وأنه لا عودة إذا ما تم إمداد أوكرانيا بأسلحة نووية.

إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من عواقب إمداد بريطانيا بقذائف اليورانيوم المنضّب إلى نظام كييف، التي ستؤدّي إلى تصعيد كبير للوضع.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأريتري عثمان صالح في سوتشي: “إن احتمال إمداد بريطانيا كييف بقذائف اليورانيوم المنضّب يعدّ خطوة نحو تصعيد كبير للصراع”، لافتاً إلى أن روسيا ستردّ في حال تم ذلك مع الالتزام بالمعايير الدولية للحرب، ومع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن “زملاءنا البريطانيين يصعّدون الصراع وينقلونه إلى خطوة جديدة خطيرة للغاية”، كما قال الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو.

من جهة أخرى، لفت لافروف إلى أن قذائف اليورانيوم المنضّب من شأنها أن تقلل بشكل كبير من قدرة أوكرانيا على إنتاج أغذية ذات جودة وغير ملوّثة وقد تفقدها القدرة على الإنتاج الزراعي كلياً.

من جهتها، أكّدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن خطط بريطانيا تزويد نظام كييف بقذائف اليورانيوم المنضّب تمثل “خطوة استفزازية” وتدفع الصراع إلى مرحلة جديدة.

ونقلت وكالة نوفوستي عن زاخاروفا قولها اليوم: إنه “تصرّف متهوّر بشكل مطلق ويظهر عدم المسؤولية، ويهدف إلى نقل ودفع الوضع في أوكرانيا إلى جولة جديدة من الصراع والمواجهة، ما يشهد على نيّة الغرب تدمير أوكرانيا في أتون هذا الصراع”.

وشدّدت زاخاروفا على أن هذه التصرّفات “ناجمة عن إفلات الثنائي الأنجلو ساكسوني المتمثل بلندن وواشنطن من المحاسبة فيما يخص الشؤون الدولية”.

وكانت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي قد تعهّدت بنقل ذخيرة اليورانيوم المنضّب إلى كييف في بيان نشر أمس على موقع البرلمان البريطاني على شبكة الإنترنت.

وفي هذا الشأن، أدانت منظمة (حملة نزع السلاح النووي) البريطانية قرار لندن نقل قذائف اليورانيوم المنضّب إلى أوكرانيا، محذّرة من خطورة هذا التحرّك وأثره المتمثل بزيادة معاناة المدنيين.

ونقل موقع كومن دريمز الأمريكي عن الأمينة العامة للمنظمة كاثرين هدسون قولها: “نقل قذائف اليورانيوم المنضّب إلى كييف على المدى الطويل لن يؤدّي إلا إلى زيادة معاناة المدنيين المحاصرين في الصراع”، مبيّنة أن غبار اليورانيوم السام والمشع الذي يتكوّن عندما تنفجر القذيفة يمكن أن يشكّل خطراً على صحة الأشخاص الذين يستنشقونه، ما يؤدّي إلى تلوّث بيئي وانتشار أمراض السرطان.

وأوضحت هدسون أن استخدام الولايات المتحدة لقذائف اليورانيوم المنضّب خلال الغزو الأمريكي للعراق قد يكون مرتبطاً بزيادة ملحوظة في الإصابة بأنواع معينة من السرطان في هذه المناطق.

وأكدت هدسون أن المنظمة دعت مراراً وتكراراً الحكومة البريطانية إلى وقف استخدام أسلحة اليورانيوم على الفور، وتمويل الأبحاث حول آثارها الصحية والبيئية على المدى الطويل.

وفي سياق الإصرار البريطاني على تصعيد أزمة أوكرانيا سواء بخطوة إرسال اليورانيوم المنضّب أم عبر ضخ الأسلحة الثقيلة كشفت مجلة (فويني أوبوزريني) العسكرية الروسية، أن بريطانيا وضعت خطة طارئة لمنع وقوع دباباتها في أوكرانيا بيد الجيش الروسي، واشترطت لهذا الغرض أن يضع الأوكرانيون في كل دبابة قتالية بريطانية حشوة من المتفجرات تساعد في تفجيرها عن بُعد.

وقالت المجلة كما نقل موقع روسيا اليوم: إن البريطانيين يخشون من أن يستطيع الخبراء العسكريون الروس الاطلاع على تكنولوجيات سرية تحتوي عليها الدبابات البريطانية، بما في ذلك دروع (شوبهام) المركبة المتعدّدة الطبقات الموجودة كذلك في دبابات أبرامز الأمريكية.

ولهذا الغرض وضع البريطانيون خطة طارئة لم يتم الكشف عن تفاصيلها تقضي بإلزام أفراد طواقم الدبابات الذين تلقّوا دورات التدريب على قيادتها بذل كل ما يمكن من الجهود لإجلاء دباباتهم من ميدان القتال حتى تحت النيران.

كذلك تشمل الخطة إبقاء دبابات تشالنجر البريطانية في الخطوط الخلفية وألا يتم زجّها في القتال إلا بصحبة عربات إجلاء.

وكانت بريطانيا أول الدول الأوروبية التي دفعت نحو إرسال دبابات قتالية غربية إلى كييف بإعلانها أنها ستسلّم أوكرانيا 14 دبابة حديثة من طراز تشالنجر في آذار الجاري ونيسان المقبل.

ورغم هذا التصعيد أكّد خبراء عسكريون أن هذا العدد من الدبابات لن يؤثر بشكل ملحوظ في سير العمليات الحربية، وإضافة إلى ذلك فإن دبابات تشالنجر 2 الثقيلة والضخمة غير صالحة للسير في حقول أوكرانيا وعلى جسورها، ومن الصعب أيضاً استخدامها في معارك المدن.