ثقافةصحيفة البعث

من الموسم الدّرامي الرّمضاني 2023

نجوى صليبه

دراما العودة.. 

كما المواسم الدّرامية الرّمضانية الماضية، تنطّح هذا العام من أطلق على الموسم الحالي مصطلح “عودة الدّراما السّورية”، منبهراً بعملٍ دون غيره ومعجباً بممثل دون غيره، إعجاباً قد يصل – كما لدى كثير من المعجبين – إلى تبنّي العمل والتّعصّب له حدّ الشّجار والتّهكّم على آخرين لم يروا فيه ما يدعو إلى كلّ هذا التّعظيم والتّمجيد. وهنا نجدُ من الضّرورة أن نسأل أنفسنا والمعنيين والمسؤولين عن صناعة الدّراما، ونعطي أنفسنا ونعطيهم وقتاً كافياً قبل أن نجيب ويجيبوا: هل حقّاً غابت الدّراما السّورية لكي يكون لدينا “دراما العودة” في كلّ عام؟ ومن يحدّد أسباب وملامح وسمات الحالتين؟.

وفي الشّارات..

تنوّع جميل لشارات الأعمال الدّرامية هذا الموسم، نذكر منها شارة “مربى العزّ” تأليف وسيناريو وحوار علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي، وهي من تصميم وتنفيذ عمار العاني وأسامة سعيد، وتبدأ الشّارة بمشهد لايمكننا الآن تحديد فيما إذا كان الأقوى من العمل ولكنّها بداية أشبه ببدايات الأفلام السّينمائية العالمية، ويتبع بمشاهد أخرى من العمل تبدو وكأنّها صوّرت خصيصاً لتكون أشبه بـ”فيديو كليب” -على الرّغم من مرور بعضها في العمل- يرافقه أغنية من كلمات رامي كوسا وألحان وتوزيع علي حسون وميكس وماستر غدي سليمان وغناء جان رحمة، لكن على ما يبدو لشارة مسلسل “الزّند”، تأليف وسيناريو وحوار عمر أبو سعدة وإخراج سامر برقاوي، النّصيب الأكبر من نقد الأدباء والإعلاميين وبعض المشتغلين في التّحليل السّياسي أيضاً، وهو نقد إيجابي في معظمه، إن لم نبحث في تاريخ هذا الموّال الذي نوّه البعض بأنّ ما جاء في العمل من مواويل بعضها يعود للرّاحل فؤاد غازي وبعضها الآخر لغيره من روّاد الموّال في محافظة حماة تحديداً، إذ تعدّ هذه المرّة الأولى التي تكون الشّارة موّالاً من بيئة مختلفة عن أعمال البيئة التي كسحت الشّاشات العربية على مدار السّنوات الماضية، ولاسيّما أنّه جاء بصوت أنثى في شارتي البداية والنّهاية، ففي الأولى أدّته نوف، وفي الثّانية أدّته مها الحموي وهو من كلمات برهوم رزق وموسيقى آري جان وتنفيذ موسيقي دياب ميقري.

أطفال الدّراما..

حضور مميّز للأطفال في الموسم الدّرامي الحالي، وهذا ليس أمراً غريباً عن المخرجين السّوريين، فقد اعتادوا البحث عن أطفال مناسبين للأدوار والشّخصيات، ولا غريباً عن أطفالنا الذي يدهشوننا دائماً بمواهبهم وقدراتهم وإمكانياتهم ولو أنّ بعضهم عندما يكبر لا يستمر في هذه المهنة، ويبقى الحضور الأكثر تميّزاً في هذا العام لأطفال “مربى العز”، سيزار عبد القادر بشخصية مناع الذي يكبر ويكمل شخصيته محمود نصر، وجاد شمسو بشخصية فارس الذي يكبر ويكمل شخصيته حسن خليل، أمّا الطّفل الثّالث وعلى الرّغم من كونه رضيعاً فكثير من الفتيات تمنين تقبيله واحتضانه وكثير من الشّباب تمنّوا أن يرزقوا بجميل مثله.