دراساتصحيفة البعث

تطورات إيجابية تزعج واشنطن

هيفاء علي

التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والمنطقة العربية على وجه الخصوص، تبشّر بأن السلام بدأ يستقر في الشرق الأوسط برعاية الصين وروسيا، إذ تفيد آخر المعلومات بأن السعودية ستعلن انتهاء الحرب في اليمن بعد عيد الفطر، وتعمل على تطوير علاقاتها مع إيران وسورية والعراق واليمن ولبنان للانتقال إلى مرحلة التنمية الخاصة بها.

وبالفعل، بدأت الإمارات العربية المتحدة سحب قواتها من اليمن، وسوف يتمّ الإعلان عن الصفقة السعودية الإماراتية اليمنية قريباً، إذ يبدو أن الشرق الأوسط يعمل على حلّ صراعاته دون التأثير السلبي للولايات المتحدة. وهكذا سيأتي السلام أيضاً إلى سورية بعد تعرضها لأشرس حرب بالوكالة شهدها التاريخ، حيث سيقوم وزير الخارجية السعودي بزيارة دمشق قريباً، وسيدعو سورية للعودة إلى جامعة الدول العربية، التي ستعقد الشهر المقبل في السعودية.

حقيقة، تأتي هذه الخطوة في أعقاب الاتفاق بين إيران والسعودية، والاتفاقات بين العراق وإيران، ولكن واشنطن تنظر بعين الغضب لكلّ هذه الأمور، حيث عبّر جو بايدن عنه عندما قال: “لا يمكننا قبول هذا”. وبسرعة البرق أرسل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز إلى السعودية للتهديد بالعواقب، حيث قام بزيارة غير معلنة إلى السعودية مؤخراً، وتقول المعلومات إنه أعرب عن إحباط واشنطن من انفتاح الرياض على إيران وسورية من خلال توسط الصين وروسيا خصوم الولايات المتحدة.

وبحسب التسريبات التي تناقلتها الصحافة الأمريكية حول الرحلة إلى السعودية، فإن المدير بيرنز سافر إلى السعودية والتقى قادة البلاد لبحث قضايا ذات اهتمام مشترك، وناقش التعاون الاستخباراتي ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب. وفي السياق، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهدّد على الأرجح بعدم مشاركة السعوديين في المعلومات الاستخبارية الأمريكية عن الجماعات الإرهابية، إذ يمكن لوكالة المخابرات المركزية أن تحثّ بعض أصول “داعش” على الظهور والانتشار في السعودية، ومن ثم تعرض على القادة السعوديين تقديم المساعدة في “الحرب ضد الإرهاب”. ولكن قد لا ينجح هذا التهديد، وفق أحد المحللين، لأن السعوديين سئموا من التدخل الأمريكي في منطقتهم، وهم يسعون إلى التنمية التي تقتضي السلام. ولهذا السبب تصعّد الولايات المتحدة تهديدها، حيث أشار متحدث باسم البحرية الأمريكية إلى أن البحرية الأمريكية نشرت غواصة تعمل بالطاقة النووية قادرة على حمل 154 صاروخ توماهوك كروز في مياه الشرق الأوسط عبر قناة السويس. وجاء كشف البنتاغون النادر عن موقع إحدى غواصاته من فئة “أوهايو” وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران بعد مقتل مقاول عسكري أمريكي في هجوم بطائرة مسيرة على القاعدة الأمريكية المحتلة في سورية الشهر الماضي.

وقد وصلت حاملة الطائرات “يو إس إس فلوريدا” إلى المنطقة قبل أن تعبر القناة للمساعدة في ضمان الأمن والاستقرار البحري الإقليمي، وفق ما أفاد القائد تيم هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية. وقد مدّد البنتاغون الأسبوع الماضي انتشار حاملة طائرات بقيادة حاملة الطائرات الأمريكية جورج بوش إلى البحر الأبيض المتوسط ​​لدعم القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع حريق آخر ودفع النشر المخطط له لسرب من طائرات الهجوم A-10. في المنطقة، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن”.