مجلة البعث الأسبوعية

طموح كبير لأكاديميات تطوير الحكام والخطوة الأولى بدأت هذا العام

البعث الأسبوعية- عماد درويش

مّر الموسمان المنصرم والحالي ثقيلاً جداً على التحكيم الكروي حيث شهد العديد من الاتهامات، كان أبطالها الفرق الخاسرة أو التي تراجعت نتائجها، فاحتجت بأن التحكيم هو السبب في هدر الملايين التي صرفتها بحسب تعبيرها.

بالمقابل الحكام افتقدوا لأبسط المعدات والتقنيات المساعدة في نجاح المباريات فكانوا محط الاتهام دائماً، وساعد في ذلك انتشار البرامج الرياضية على صفحات التواصل الاجتماعي و”السوشيال ميديا”، والتي اهتمت بالشأن التحكيمي تحليلاً ونقداً، فساهم ذلك كله بالضغط على الحكام.

الاتهامات والانتقادات التي طالت الحكام، تسببت في زيادة التوتر بين لجنة الحكام والجماهير والأندية، وفتح الأداء التحكيمي السيئ باب الانتقاد مع التراجع الكبير لأدائهم، إضافة إلى الأخطاء المتكررة من مباراة إلى مباراة، وهي بالغالب تصيب جميع الفرق دون استثناء، فلا يوجد فريق لم يستفد من أخطاء التحكيم أو يتضرر منها، وكلنا على يقين بأن الحكم فوق شبهات الانحياز أو الفساد التحكيمية الذي تؤثر بشكل سلبي على روح التنافس والقيم، لكن الأخطاء التي يرتكبها الحكام في دورينا لا تزال تتواصل حتى مع الاهتمام الذي يوليه اتحاد الكرة والمسؤولون عن التحكيم متمثلاً بلجنة التحكيم مع إطلاق المشروع الوطني لبناء وتطوير اللعبة عبر مشروع تطويري للحكام في سورية لعام 2023 (مشروع حكام الأمل للواعدين).

للمرة الأولى

قبل الحديث عن أكاديمية الحكام وواقعها والطموح للمستقبل لا بد من التذكير أن تلك الأكاديميات منتشرة في كافة دول العالم، وما يهمنا على الصعيد الآسيوي فقد تم إطلاق مشروع المستقبل للحكام في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 2007 تحت شعار “آسيا واحدة هدف واحد”، والتي تعتبر أول أكاديمية تتبع لاتحاد قاري حيث قام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بوضع إطار الرؤية والمهمة ليصبح أفضل اتحاد قاري في العالم ولضمان نجاح اللاعبين والفرق والحكام في آسيا.

وتهدف الأكاديمية لضمان مواصلة تميز الأجيال المستقبلية للحكام الآسيويين على المستوى العالمي، حيث أكد الاتحاد على تطوير المواهب الجديدة للحكام والارتقاء أكثر ببرامج تطوير وتدريب الحكام المقدمة للاتحادات الوطنية، وتساهم الأكاديمية الجديدة في تعزيز أساسات بناء مستقبل أفضل للتحكيم الآسيوي، وتركز على اكتشاف المواهب في التحكيم والعمل على تطويرها، وذلك بالاعتماد على منهاج شمولي تحت إشراف مجموعة من أفضل المحاضرين.

ومن أجل توفير فرص متكافئة للجميع، قام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بفتح المجال أمام جميع الاتحادات الوطنية من أجل تقديم مرشحيها للانضمام إلى الأكاديمية عام 2017، إلا أن اتحاد الكرة وبسبب غياب الاستقرار الإداري لم يستطع إطلاق أكاديميته الخاصة إلا هذا العام.

 مشروع الأمل 

اتحاد كرة القدم أطلق مشروع حكام الأمل للواعدين ووفق مقيم الحكام باسل حجار الذي بيذن لـ”البعث الأسبوعية”  بأن المشروع عبارة عن خطة طويلة المدى لتطوير حكام الأمل للواعدين رائدة على مستوى المنطقة، وتهدف إلى تقديم بيئة تعزز التميز وتغذي المواهب وتحول هذه الموهبة بشكل منهجي إلى نخبة محتملة المراجع، وسيوفر لهم مشروع حكام الأمل للواعدين تدريباً عالي الجودة وخبرة في المباريات ، مشيراً إلى أن المشروع يوفر للحكام الذين يظهرون إمكانية الوصول إلى مستويات أعلى الدعم المتخصص اللازم في مجموعة متنوعة من المجالات تتراوح من اللياقة البدنية وعلم النفس والنظام الغذائي والتغذية إلى وإدارة اللعبة واتخاذ القرار وتحليل الأداء، وسيقوم المشروع بتعريفهم بالمعايير التي وضعتها أفضل المؤسسات والأكاديمية والرياضية ، حيث سيستفيدون من خبرة مديري الأداء في كرة القدم، فالغرض الأساسي من أكاديمية الحكام هو دعم تطوير معايير التحكيم لإفادة اللعبة ككل، كما سيتم تزويد اتحاد كرة القدم بأفضل خدمات التدريب والدعم لتعظيم إمكاناتهم المهنية.

توفير بيئة

وكشف حجار أن الخصائص المشتركة للمشروع توفير بيئة النخبة حيث يتوفر للحكام الوقت والمساحة اللازمين للتطوير، وبيئة تكون فيها جميع جوانب برنامج المشروع صعبة وتنموية والتطوير، وبيئة مدعومة من قبل المدربين المتميزين في كل مرحلة من مراحل مستواهم في التحكيم، وبرنامج تدريب من قبل برامج التعليم وعلوم الرياضة والطب، ونهج متعدد التخصصات لتقديم التدريب بقيادة مدير المشروع وفريقه، إضافة إلى تطوير الحكام ذوي الخبرة التعليمية الذين هم صانعي قرار مستقلين داخل وخارج الميدان، وبيئة تنتج باستمرار حكاماً مدربين وذوي خبرة عالية الجودة في الوقت المناسب مستوى اللعبة

وأضاف حجار: ترتكز فلسفة التدريب في المشروع على عدد من المجالات الرئيسية أهمها طرق وأساليب التدريب، وخلق بيئة تعليمية إيجابية، واتباع فلسفات المشروع، أما للمبادئ الأساسية للمشروع فتتمثل في الغرض والمسؤولية والتمتع والتكيف والعمل الجاد، والتدريب للسماح للحكام لدينا بتطوير مهاراتهم باستمرار بمرور الوقت، وتحليل المباريات الحية وردود الفعل، لتوفير مدربين متخصصين ليقدم الحكام ردود فعل منتظمة على الأداء المحلي للحكام، وهذا يعطي جيل جديد شاب متعلم يبحث عن تحقيق أهداف واضحة في تطوير التحكيم السوري وعودته إلى الواجهة الآسيوية والدولية.

أهداف رئيسية

وأوضح حجار أن هناك أهداف رئيسية أخرى من المشروع عبر تعزيز السلوكيات الأخلاقية والمهنية لجميع المشاركين وتهيئتهم للعمل في الميدان وخارجه، إضافة إلى مطالب الأداء على مستوى النخبة، من خلال وضع برنامج عالمي المستوى لتطوير الحكام سيسمح بتحقيق الاستدامة، والتميز في التحكيم مع الالتزام بأفضل الممارسات داخل وخارج ميدان اللعب، وسيُطلب من حكام المشروع إثبات التزامهم بالبرنامج ويتوقع منهم تقديمه مستويات عالية من الأداء لتحقيق إمكاناتهم كمسؤولين النخبة في المستقبل.