أخبارصحيفة البعث

مقتل مستوطن شمال طولكرم.. والاحتلال يوسّع اعتداءاته على الضفة

الأرض المحتلة – تقارير:

نفّذت المقاومة الفلسطينية اليوم عملية بطولية شمال مدينة طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، في إطار ردّها المتواصل على اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي المحتلة، أسفرت عن مقتل مستوطن.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن شاباً فلسطينياً أطلق النار على مستوطن قرب مستوطنة “حرميش” المقامة شمال طولكرم، ما أدّى إلى إصابته بجروح خطيرة قُتل لاحقاً متأثراً بها، بينما تمكّن المنفّذ من الانسحاب.

من جانبها، أكّدت وسائل إعلام العدو، مقتل حارس أمن كان قد أصيب في عملية إطلاق النار عند مستوطنة “حرميش”.

وسارعت مجموعة الردّ السريع – كتيبة طولكرم، التابعة لكتائب شهداء الأقصى، للإعلان عن مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار التي نُفّذت على طريق مستوطنة “حرميش”.

وقالت الكتيبة في بيانٍ: إنّ جنودها نفّذوا عمليّة نوعية على طريق المستوطنة بإطلاق النار تجاه مركبة أحد المستوطنين، مؤكّدةً إصابته بشكلٍ مباشر.

وتوعّدت الكتيبة الاحتلال بمزيدٍ من العمليات، مُشيرةً في بيانها إلى أنّ “هذه العملية وغيرها لن تكون الردّ الشافي على شهدائنا حتى الآن”.

وبمقتل المستوطن يرتفع عدد قتلى الاحتلال في العمليات البطولية التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري إلى 20، إضافة إلى إصابة أكثر من 50.

وعقب العملية اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي قفين وباقة الشرقية شمال طولكرم، وداهمت محطة وقود عند مدخل بلدة قفين، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة، دون أن يبلّغ عن اعتقالات.

كذلك أغلقت، حاجز عناب العسكري شرق طولكرم بشكل كامل، ومنعت المركبات من الدخول إلى المدينة أو الخروج منها، كما نصبت حاجزاً عسكرياً على مدخل بلدة بلعا شرق المدينة، وأعاقت حركة تنقّل المركبات وخاصة الداخلة إلى طولكرم، ومنعتها من المرور.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت فجراً مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، بأعداد كبيرة من الآليات العسكرية وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز السام، ونشرت قواتها في شوارع وأزقة المخيّم ومداخله في الوقت الذي منعت فيه سيارات الإسعاف من الدخول إلى المخيم، كما اقتحمت عدداً من منازل الفلسطينيين بعد تفجير أبوابها وفتشتها ودمّرت محتوياتها وقامت باعتقال أحد الشبان.

وفي إطار التضييق المتواصل على الفلسطينيين، أغلقت قوات الاحتلال، حاجز “دوتان” العسكري، المقام فوق أراضي بلدة يعبد جنوب غرب جنين، ما تسبّب بإعاقة تنقل الأهالي بين محافظتي جنين وطولكرم وبلدة يعبد والقرى المحيطة بها.

في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر في نابلس وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة فلسطيني بجروح و44 آخرين بحالات اختناق، كما داهمت بلدتي إذنا في الخليل وسلواد في رام الله، واعتقلت أربعة فلسطينيين.

جاء ذلك في وقت أصيب فيه عدد من الطلبة والمعلمين الفلسطينيين، نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهم في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية.

وأوضح رجا عواد مدير مدرسة عمر بن الخطاب الأساسية للبنين في البلدة لوكالة وفا، أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاه الطلبة والمعلمين أثناء خروجهم من المدرسة، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.

وأشار عواد إلى أن قوات الاحتلال تحاول منذ شهر عرقلة المسيرة التعليمية في المدرسة عبر إرهاب الطلبة وملاحقتهم ومحاولة اقتحام المدرسة أكثر من مرة، مشيراً إلى أن المعلمين بالتعاون مع الأهالي يضطرون يومياً إلى الانتشار على طول الطريق المؤدّية إلى المدرسة، لتأمين وصول الطلبة إلى المدرسة ومغادرتهم.

كذلك أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على المدخل الغربي لقرية المغير شرق رام الله قنابل الغاز السام والصوت باتجاه طلبة المدارس والأهالي، دون أن يبلّغ عن تسجيل إصابات، بينما تواصل حصارها للقرية لليوم الثامن عشر.

من جانبهم، حطّم مستوطنون وبحماية من جيش الاحتلال، عدداً من مركبات الفلسطينيين قرب موقع مستوطنة “حوميش” المخلاة جنوب جنين، كما هاجم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال، مركبات ومنازل الفلسطينيين في حي امريحة ببلدة يعبد جنوب جنين، وأغلقوا الشارع الرئيسي المحاذي للحي، الذي يربط محافظتي جنين وطولكرم وسط ترديد الهتافات والشعارات الداعية إلى قتل العرب.

كذلك قاد عضو الكنيست المتطرّف “يهودا غليك”، اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وقالت مصادر محلية: إن “عشرات المستوطنين اقتحموا “الأقصى” من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، بقيادة غليك، وسط حماية مشدّدة من شرطة الاحتلال”.

وكان استولى مستوطنون على مساحات من الأراضي في بلدة دير استيا غرب مدينة سلفيت، بعد أن اقتحموا منطقة خربة شحادة في البلدة، لإقامة بؤرة استيطانية جديدة تربط بين المستوطنات المقامة على أراضي بلدتي دير استيا وقراوة بني حسان، وتقطع الطرق الواصلة بين الأراضي الزراعية للبلدتين.

وفي قطاع غزة المحاصر، توغّلت عدة آليات عسكرية للاحتلال تضمّ جرافاتٍ ودباباتٍ شرق القطاع، انطلاقاً من موقع “ملكة” العسكري، وقامت بإطلاق الرصاص والقنابل الدخانية ونفّذت أعمال تجريف للأراضي الزراعية.

سياسياً، دعت خارجية السلطة الفلسطينية أعضاء مجلس الأمن وجميع المنظمات الدولية إلى زيارة الأرض الفلسطينية المحتلة لمشاهدة ما يواجهه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال من استيطان واضطهاد وتنكيل ونظام فصل عنصري “أبرتهايد”.

وأدانت الخارجية في بيان، جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدّساتهم التي كان أحدثها إشعالهم النار الثلاثاء في المزروعات والأشجار والمنازل في بلدتي برقة شمال نابلس ودير دبوان شرق رام الله، مشيرةً إلى أن هذه الاعتداءات تشهد تصعيداً خطيراً ومتسارعاً في القدس وعموم الضفة الغربية بحماية من قوات الاحتلال.

وأعربت الخارجية عن استيائها الشديد لضعف ردود الفعل الدولية على تلك الجرائم وعدم ارتقائها إلى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، مطالبة بضغوط حقيقية على سلطات الاحتلال لوقفها وإجبارها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.