أردوغان ما بعد الانتخابات ليس ما كان عليه قبلها
د. مهدي دخل الله
أظهرت قمة الناتو التي انعقدت أمس في مدينة فيلينوس عاصمة ليتوانيا تغيراً واضحاً في موقف أردوغان السابق تجاه الحلف ، ما يشير إلى إمكانية اقتراب تركيا من واشنتن وابتعادها عن موسكو ..
ظهر أردوغان في القمة المذكورة أكثر مرونة وطاعة . فالمتابعون يعلمون أن هناك مجموعة قضايا خلافية بين تركيا والناتو على الرغم من أن أردوغان لم يلمح أبداً إلى إمكانية تجميد عضوية تركيا في الجناح العسكري للناتو كما فعل ديغول فرنسا في الستينيات .
- من أهم القضايا الخلافية رفض الولايات المتحدة تزويد أنقرة بطائرات متطورة ( أف 16 ) وصواريخ ، مما دفع بأردوغان للاتجاه نحو موسكو لتأمين ما يحتاجه ( صواريخ S400 ) مثلاً ..
- الفيتو التركي على انضمام السويد للناتو بسبب دعم استوكهولم لحزب العمال الكردستاني ..
- الغضب التركي بسبب رفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي حتى الآن ..
في قمة الناتو الحالية ، وضع أردوغان شروطاً لقبوله انضمام السويد إلى الناتو من أهمها شرطان : موافقة أمريكا على تزويد أمريكا مقاتلات ( أف 16 ) ، وإيقاف دعم السويد لما تسميه تركيا بالإرهاب الكردي (حزب العمال الكردستاني) .
ويبدو أنه حصل تقدم في هذا المجال إذ أن أردوغان وعد بتقديم قضية الفيتو التركي ضد انضمام السويد للناتو إلى البرلمان التركي لمناقشتها . ويستطيع أردوغان بالتأكيد فرض رأيه على البرلمان سلباً أو إيجاباً عبر الغالبية التي يملكها حزبه . ومن الواضح أن عرض الموضوع على البرلمان التركي تعطي فرصة لأردوغان كي يقبض الثمن من أمريكا والسويد قبل أن يتخذ البرلمان القرار الذي يريده الرئيس التركي .
المهم في الأمر أن هناك تحولاً واضحاً في مواقف أردوغان باتجاه تعزيز علاقاته مع المعسكر الغربي ، وأن مواقفه الأكثر استقلالية قبل الانتخابات كانت مجرد محاولة لكسب أكبر عدد من المؤيدين الأتراك خاصة أولئك المعارضون – ثقافياً ونفسياً – للغرب ..
mahdidakhlala@gmail.com