اقتصادصحيفة البعث

هل تعود مجالس رجال الأعمال السورية المشتركة؟

“البعث” – مادلين جليس

كثرت التوقعات والتكهنات حول عودة الاستثمارات الأجنبية والعربية إلى سورية، خاصة في ظل تبادل الزيارات الرسمية بين سورية وعدد من الدول العربية. ولعل هذا الحديث يرتبط بشكل أو بآخر بإعادة تفعيل مجالس رجال الأعمال، خاصة تلك التي توقفت خلال سنوات الحرب، والتي جرى الحديث عن تفعيل عدد لا بأس به منها، كمجلس رجال الأعمال السوري العماني، ومجلس رجال الأعمال السوري العراقي، والسوري الأردني، وغيره.

 

مشاكل إدارية

تستطيع مجالس رجال الأعمال أن تلعب دوراً هاماً من خلال منتسبيها وعلاقات رئيسها، حسب ما يؤكده محمد الحلاق عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق.

وعلى الرغم من تشابه الأدوار وتقاربها إلى حد كبير، فإن التخصص بالمكان الجغرافي هو ما يميز مجالس رجال الأعمال عن الغرف الاقتصادية، سواء صناعية أو تجارية أو زراعية أو سياحية، وبالتالي – بحسب الحلاق – معرفة كل ما يخص الدولة الأخرى، وتقوية العلاقات من النواحي الاقتصادية: صناعة وتجارة وسياحة واستثمارات متنوعة.

ولفت الحلاق إلى أن المشكلة التي يعاني منها بعض هذه المجالس تتلخص في عدم وجود طرف آخر، لأسباب إدارية، حيث أن بعض الدول لا تؤيد وجود مجالس أو تواصل من خارج إطار الغرف. وبالتالي – بحسب الحلاق – فإن دور هذه المجالس يتمثل فيما توفره من مميزات كونها نواة للتواصل وتقوية العلاقات، مشيراً إلى أهمية العلاقات العامة والعلاقات الاجتماعية وما تلعبه في بناء الشراكات والتعاون ووضع الاستراتيجيات بين الأفراد والشركات على حد سواء.

وأضاف الحلاق: في سورية بعض مجالس رجال الأعمال تستمد قوتها من قوة رؤسائها وعلاقاتهم وتعاونهم الحقيقي مع الأطراف الأخرى، إضافة إلى ما يلعبه تعاون السفارات من دور مهم في ذلك.

ولم ينفِ الحلاق ما يتردد بأن مجالس رجال الأعمال ستشهد في الفترات القادمة تفعيلاً أكبر لجهة الدور الذي تقوم به، خاصة في ظل الحديث المكثف عهن عودة العلاقات الاقتصادية بين سورية وغيرها من الدول، مشيراً إلى أهمية أن يتم اختيار رؤساء هذه المجالس بعناية ودراية.

 

تحرّك مطلوب

وتؤكد رانيا أحمد معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لشؤون العلاقات الدولية أن الوضع الاقتصادي الذي تمر به سورية يتطلب تحركاً فاعلاً في سبيل تفعيل الدور الذي يجب ويمكن للقطاع الخاص أن يقوم به، خاصة في ظل المرونة التي يتمتع بها، وشبكة العلاقات التي يمكنه الاستثمار فيها.

وبينت أحمد أن التوجّه الحكومي لتفعيل مجالس رجال الأعمال توضّح في السنوات الأخيرة من خلال إصدار القرارات التي تنص على تشكيل هذه المجالس، وأشارت إلى أهمية استثمار العلاقات التي يمتلكها القطاع الخاص في تحفيز دخول المستثمرين العرب والأجانب إلى سورية، وتعويض بعض ما افتقدته سورية خلال سنوات الحرب من تكنولوجيا وتقنيات.