Uncategorizedثقافةصحيفة البعث

قصّة ورواية وتجارب أدبية متنوّعة في “نادي الأدب والثّقافة”

نجوى صليبه

خلال استضافته في لقاء “نادي الأدب والثّقافة” بالمركز الثّقافي العربي بـ”أبو رمانة”، قال الدّكتور نايف ياسين مدير الهيئة العامّة السّورية للكتاب: إيصال منشورات الهيئة إلى المحافظات هاجس كبير، لكن للأسف إمكانياتنا محدودة جدّاً، ووضع المواصلات صعب، إضافةً إلى ارتفاع تكلفة النّقل وأزمة السّائقين والسّيارات.. تحدّثنا مع وزيرة الثّقافة بهذا الشّأن وبدورها تحدثت إلى المحافظين وطلبت منهم التّنسيق مع الهيئة لإيصال ما ننشره إلى المحافظات.

وبسؤاله عن منشورات الطّفل، أجاب ياسين: دائماً منشورات الطّفل جزء مهمّ لدى إدارة الهيئة، وهي أولوية ومسؤولية، ونشرنا خلال الفترة الماضية عدداً كبيراً من قصص الأطفال إلكترونياً ومن ثمّ ورقياً لأنّ الطّفل يشعر بالسّعادة إن تصفّح الكتاب برسوماته وألوانه، مبيناً: بشكل عام كلّما حاولنا تكييف أنفسنا بسرعة مع النّشر الإلكتروني كلّما كان هذا كان أفضل، ولا نقول إنّه يلغي الكتاب الورقي، لكن نحن في ظلّ ظروف صعبة يعانيها العالم كلّه كأزمة الورق وارتفاع الأسعار، ونحن بالإضافةً إلى ذلك نعاني أزمة كهرباء، لكن تحميل كتاب على الهاتف الجوّال لا يكلّف شيئاً، وتالياً قراءته أمر متوافر، فكتاب في اليد أفضل من عشرة على الرّف، وهنا لابدّ من التّنويه بأنّ الشّعر عالمياً يقرأ إلكترونياً أكثر منه ورقياً وهذه حقيقة لا يعرفها كثيرون.

ويضيف ياسين: تلي التّرجمة منشورات الطفل في الأولوية، لأنّنا في العالم العربي لدينا فكر متواضع، أمّا عالمياً فهناك كتابات مهمّة جدّاً، فإن كنّا لا نفكّر جيّداً دعونا نترجم الكتابة الجيدة ونوفرها، موضّحاً: المترجم دائماً أمام خيارات صعبة، ومن وجهة نظر البعض كلّها مشروعة، والتّرجمة تتقادم، فأعمال شكسبير ترجمت بمصطلحات القرن التّاسع عشر إلى الألمانية وكانت ترجمات جميلة، لكنّها لم تكن أمينة وترجمت بعبارات ومصطلحات ذاك القرن، الآن إن ترجمت هذه الأعمال ستترجم بلغة مختلفة بالطّبع، فليس من المعقول إعادة ترجمتها بمصطلحات القرن التّاسع عشر.

هل لدينا نقد للتّرجمة؟ سؤال يجيب عليه ياسين بالقول: ينبغي تأهيل المترجمين، فنّقادها أو المنظّرين فيها لا يعملون في التّرجمة، وأنا أحبّذ ألّا يترجم الشّعر إلّا على يد شاعر، لأنّ الكثير من جماليات الشّعر تضيع في التّرجمة، أنا بعد استلام مهامي في الهيئة صرت أقرأ الأعمال المقدّمة بنظرة مختلفة قليلاً، فبعض ما يقدّم فيه شيء من الاستسهال، وأعتقد أنّ الكاتب بحاجة إلى القراءة أكثر، ومراقبة الحياة والإصغاء إليها بحسّ الرّوائي، فالكاتب الجيّد يعرفه القارئ من جملة قصيرة توحي بالكثير من التّجربة والمعرفة.

وضمن فقرة “هذا كتابي”، تحدّث القاصّ والرّوائي عبدالله النّفاخ حول روايته الصّادرة مؤخّراً بعنوان: “على ضفّة العدم” بالقول: كتبت فكرة الرّواية بين عامي 2016 و 2017، وبعدها حصلت تغيّرات كبرى في حياتي فعدّلت من أفكاري، ووجدتني بحاجة إلى تعديل الرّواية نفسها، لأنّ البنيان الذي قامت عليه في البداية لم يكن البنيان أو الفكرة التي ينبغي أن تصل كذلك الأمر بالنّسبة لمعالجة الأحداث والفكرة العامّة، فعدّلتها بشكل كامل وشاركت فيها بمسابقة دار “توتول” وحازت جائزة تقديرية، وطبعتها هذا العام منذ فترة قريبة، مضيفاً: تبدأ أحداث الرّواية في أواخر عام 2011، أي بداية الأزمة، وتتناول حياة مدرّس غارق في أحلامه ورومانسيته ويتلقّى الصّفعات واحدةً تلو الأخرى، حتّى بعد انتقاله إلى مدرسة جديدة ومحاولته ألّا يعيش الأزمات ذاتها.

“الانحناء يساراً” مجموعة قصصية للقاصّة والرّوائية سوزان الصّعبي والتي وزّعها أحد مشرفي النّادي الدّكتور راتب سكر على بعض من أعضائه لقراءتها وتكوين فكرة حولها ومن ثمّ تقديم شهاداتهم فيها، وأمّا البداية فكانت مع الطّفلة جنى بكر، تقول: “قرأت بعض القصص، وأعجبت فيها لأنّها تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية مهمّة”.

وأمّا مطيع حمزة، فتوقّف عند العناوين، يقول: تكشف عناوين القاصّة عن وعي بأهمية دلالاتها، وهناك بعض من التّغيير في ملامح العنوان، كما أنّها مزجت بين وصف مشاعر الشّخصيات بمشاعرها، ونجحت في إبراز التّنوّع الكلامي في بعض القصص، ولو اتّسعت لمنحت القصّة حركية أكثر، فالحوار في العمل القصصي يبعث على الحالة الحيوية ويبعد الملل عن المتلقي والقارئ، مبدياً إعجابه بالبعد الرّمزي في بعض القصص.

وفي تعليقها على هذه القراءة، بيّنت الصّعبي: العنوان أمرٌ شاقٌّ جدّاً، فأنا أكتب القصّة وعندما أنهيها أضع عنوانها الذي هو روح القصّة، لذا أحبّ العناوين الرّمزية والمميزة ولا أحبّ العناوين المعروفة أو المستهلكة.

 بدوره، قال المخرج علي العقباني: هناك بعض المطبّات التي وقعت فيها الصّعبي وهي تعرف ذلك، وهناك مستويات متعددة للقصص وأسلوب مختلف وبدايات صارخة ومباشرة، إذ إنّها تبدأ القصّة بأسلوب أقرب إلى الشّعرية، ثمّ تدخل رويداً رويداً إلى موضوعها، ومن ثمّ تعود إلى النّهاية التي تريدها، لكن المجموعة مشبعة بالحزن، تختار بدايات صارخة مباشرة.

ولم تنكر الصّعبي جرعة الحزن الذي أشار إليها العقباني، بل أضافت عليها: هذه المجموعة طبعت في عام 2019، قسّمته إلى ثلاثة أقسام، الأوّل: من وحي الحرب، والقسمين الآخرين: قصص اجتماعية، ولكلّ قصّة قصّتها، فقد كنت أكتب وأنا حزينة جدّاً وهذا لا يخفى على القارئ أبداً، وهناك جزء من القصص كتبته قبل الأزمة والآن أضحك عندما أقرأها، وفي الحقيقة لم يعد يرضيني هذا الكتاب، مبيّنةً: مشروعي في الحياة كتابة القصص، فأنا ألتقط كلّ شيء في الشّارع والعمل والحياة على الرّغم من أنّي لست اجتماعية كثيراً، وأحلم أن أكون يوماً ما صوتاً يعبّر عن هذا المجتمع وعن أزمة جيل كامل احترق خلال الحرب، وأن أعبّر عن الطّبقات الفقيرة والمأزومة،  وأعتقد أنّي وقعت في مصيدة الكتابة عن الحرب وأخشى ألّا أخرج منها.