بوتين: روسيا تدعم انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين
سان بطرسبورغ – موسكو – وكالات
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدّة لدعم الاتحاد الإفريقي وتعزيز دوره على الساحة الدولية، ومنفتحة على التعاون معه في جميع المجالات.
وأوضح بوتين في كلمة اليوم خلال لقائه قادة الاتحاد الإفريقي على هامش قمّة روسيا إفريقيا في مدينة سان بطرسبورغ أن روسيا شريك مهم لإفريقيا، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ قرار انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة الدول العشرين في القمّة المقبلة في الهند، ما سيساعد على أن تكون إفريقيا أحد الشركاء الأساسيين في النظام العالمي الجديد المتعدّد الأقطاب.
ولفت بوتين إلى أن قمّة روسيا إفريقيا ستركّز على وضع خطة لتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والأمن الغذائي والطاقة والصحة، مبيّناً أن الصعوبات التي واجهت العالم بعد جائحة فيروس كورونا والعقوبات التي فُرضت بشكل غير شرعي على روسيا لم تؤثر في التعاون المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين الجانبين.
من جانبه، لفت رئيس جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي عثمان غزالي إلى دعم موسكو الدائم لإفريقيا في قضايا التحرّر الوطني ومساعدتها في أصعب الظروف، إضافة إلى الاستثمارات الروسية في التنمية.
وأشار غزالي إلى أن قمّة روسيا إفريقيا تعدّ منصّة مهمّة لمناقشة قضايا التعاون بين الجانبين والقضايا الدولية، في ظل ما يواجهه العالم من تحدّيات اقتصادية وسياسية ذات أبعاد خطيرة، وخاصة في مجال الأمن الغذائي والطاقة والتغيّر المناخي.
وعبّر القادة والزعماء الأفارقة عن امتنانهم لدعم روسيا في القضايا الإفريقية داخل مجلس الأمن، حيث إن عدداً من القضايا يتم التعامل معها في غياب الدول الإفريقية نفسها.
إلى ذلك، أكّدت وزارة الخارجية الروسية أن كل محاولات الدول الغربية عرقلة عقد القمة الروسية الإفريقية الثانية في بطرسبورغ باءت بالفشل.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حديث لوكالة تاس اليوم: “لقد فشلت كل هذه المحاولات بشكل قاطع ونحن لا نفرض أي شيء على أي أحد، وعلى عكس الغرب نحن نحترم المساواة في السيادة بين الدول على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف: “يتذكر الأصدقاء الأفارقة مساعدتنا خلال نيلهم الاستقلال وإقامة الدولة، والوضع الحالي لعلاقاتنا هو عمل حقيقي يقوم على مبدأ المعاملة بالمثل والحوار المتكافئ”.
يُشار إلى أن القمّة الروسية الإفريقية الثانية تُعقد في معرض إكسبو في بطرسبورغ يومي الـ27 والـ28 من الشهر الجاري، وبشكل متوازٍ معها يقام منتدى اقتصادي وإنساني وسيكون شعار الفعالية كما في المرة السابقة “من أجل السلام والأمن والتنمية”.
من جهة ثانية، اعتبر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن أيّ أسلحة سيرسلها الغرب لاحقاً إلى نظام كييف لن تؤثر بتاتاً بعد الآن في نتيجة العملية العسكرية الخاصة، مشيراً إلى أن الكثير من الدول سيتوقف عن شراء الأسلحة من دول الغرب؛ لأنها أظهرت عدم كفاءتها وعدم فعاليتها في أوكرانيا.
وكتب فولودين على قناته في تليغرام وفقاً لوكالة تاس: “أيّ أسلحة جديدة تقرّر واشنطن وبروكسل إرسالها إلى فلاديمير زيلينسكي وأتباعه لن تتمكّن بتاتاً من التأثير في نتيجة العملية العسكرية الخاصة، النتيجة الحتمية لذلك هي أن العديد من الدول سترفض شراء هذه الأسلحة الأمريكية والغربية التي جرى التهويل لها، لكنها أثبتت عدم فعاليتها في ساحة المعركة”.
وأشار فولودين إلى أن نظام كييف الإجرامي بقيادة زيلينسكي يستجدي واشنطن وبروكسل للحصول على السلاح الذي يمكن أن يساعده في حل مشكلاته، “لكن لم تساعد كل الأسلحة التي تم تسليمها بالفعل للنازيين الأوكرانيين في تحقيق أهداف هجومهم المضاد”.
من جهتها، أكدت سفارة روسيا في واشنطن أن الجانب الأمريكي يتكتّم على جرائم الفصائل الأوكرانية المسلّحة، مشيرة إلى أن الجانب الروسي يرفض المعلومات المضللة التي تنشرها الولايات المتحدة حول موضوع الأطفال في أوكرانيا خلال العملية العسكرية الخاصة.
وقالت السفارة في بيان نشرته أمس في قناتها على تليغرام وفقاً لوكالة تاس: “لاحظنا جلسات استماع دورية مفعمة بالروسوفوبيا في لجنة هلسنكي التابعة للكونغرس الأمريكي، هذه المرة قرّر المشرّعون والمسؤولون الحكوميون الأمريكيون استعراض أنفسهم في موضوع يتسم بأهمية خاصة، ويتعلق بالأطفال الأوكرانيين خلال العملية العسكرية الخاصة”.
وأضاف البيان: “نرفض بشدة محاولات واشنطن لتحقيق مكاسب سياسية بشكل وقح عن طريق التضليل والتقييمات المنحازة والاتهامات السخيفة تماماً ضد السلطات الروسية في هذا الموضوع”.
وشدّدت السفارة على أن روسيا تؤكّد بأفعالها التزامها بحماية الأطفال في حالات النزاع المسلّح، وهي تواصل بذل الجهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين خلال فترة العملية العسكرية الخاصة.
وفي شأنٍ آخر، كشف الكاتب والصحفي الاستقصائي الأمريكي سيمور هيرش أن الهجوم الأوكراني الأخير على جسر القرم والذي أسفر عن مقتل مدنيين استخدمت فيه تكنولوجيا أمريكية.
وقال هيرش في مقال نشره على مدونته على الانترنت بعنوان “أوبرا هزلية في أوكرانيا”: إن دور إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الهجومين على جسر القرم كان حيوياً، ناقلاً عن مسؤول أمريكي قوله: “بالطبع كانت التكنولوجيا المستخدمة في الهجومين ملكنا”.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن الإدارة الأمريكية لا تضع في اعتبارها إمكانية انتقام روسيا رداً على مثل هذه الهجمات وأن استراتيجيتها هي أن بإمكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن يفعل ما يشاء، ولا رقابة عليه من الكبار.
وتابع هيرش: “مع تعثّر الهجوم الأوكراني المضادّ يقول المسؤول الأمريكي ليس لدى زيلينسكي أي خطة، وليس لدينا فكرة حقيقية عمّا يفكّر به هو وجماعته لأن أوكرانيا هي الحكومة الأكثر فساداً وغباءً في العالم، ولا يستند دعم زيلينسكي سوى لمعرفته الجيدة بشخصية بايدن”.