مجلة البعث الأسبوعية

هل ترسم حدوداً في علاقتك مع أطفالك لكنها لا تفيد؟ ضع حدوداً فعالة قائمة على الاحترام

“البعث الأسبوعية” – لينا عدرا

لا تعني الأبوة والأمومة الإيجابية والاحترام، بأي حال، أنه يجب السماح للأطفال القيام بما يريدون. هناك بعض الطرق التي يمكننا من خلالها نقل حدود فعالة من الاحترام، بحيث يكون أطفالنا منتبهين ومدركين لتصرفاتهم، والاهتمام بمشاعرهم ومشاعر الآخرين. وهنا، علينا أن نتذكر أن القيود ليست قواعد متبدلة مفروضة على سبيل القمع، بل هي “بروتوكولات تعايش” لا تتخطى أحداً وتكون قادرة على توفير التواصل بحوار حازم وسلمي. إن عالماً بلا حدود هو عالم يسوده عدم الاحترام والعنف.

 

5 مفاتيح لإنشاء حدود فعالة قائمة على الاحترام

في هذه الحياة، لا يمكننا دائماً التصرف بالطريقة التي نريدها، لأننا يمكن أن نرتكب خطأ وينتهي بنا الأمر بإيذاء أحد أفراد أسرتنا. لهذا السبب، من المهم جداً أن نبدأ في غرس الحدود في الأطفال من سن مبكرة حتى يتعلموا التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ.

ومع ذلك، ما الذي يمكن فعله عندما يبدو أن الأطفال غير ممتثلين؟

 

  1. ارسم حدودك بوضوح

في كثير من الأحيان لا يلتزم الأطفال بالحدود التي اعتقدنا أننا رسمناها من قبل، ليس بسبب التمرد أو اللامبالاة، ولكن لأننا لم نكن واضحين بما فيه الكفاية. يحتاج بعض الأطفال، وخاصة الصغار منهم، إلى أن نكون موجزين ​​قدر الإمكان، وألا نشرح الأمور كثيراً. وكلما كانت الرسالة أبسط وأكثر توجيهاً، كان ذلك أفضل.

ويعد التحدث إلى الأطفال في أعينهم والاستماع بعناية إليهم ومنحهم وقتاً كافياً أمراً ضرورياً ليكونوا مسؤولين.

ولرسم الحدود، من الضروري إخبارهم بالقاعدة بوضوح مع شرح موجز. على سبيل المثال: “لا تصرخ أمام الآخرين أبداً لأنها ليست الطريقة الصحيحة للتحدث”.. “يجب أن تنام كل يوم في الساعة 8 مساءً لأنك تحتاج إلى قسط كافٍ من الراحة”، أو “لا تتحدث مع غرباء لأنهم قد يكونون خطيرين”.

  1. كن متسقاً والتزم بكلماتك

عندما تتحدث مع طفلك حول رسم الحدود، حاول أن تفعل ذلك بأشد طريقة ممكنة. قف على مستوى الطفل وانظر في عينيه. بحب، ولكن دون أن تفقد سلطتك، توصل إلى الاتفاق الضروري وفرضه بالكامل. وهذا ينطبق على الحدود التي لا يحترمها الأطفال فحسب، بل الآباء أيضاً.

لذا، إذا كانت الشتائم ممنوعة في منزلك، فكن أنموذجاً يحتذى به لطفلك، ولا تتفوه ذلك أبداً. فالآباء هم المرجعيات الرئيسية لأطفالهم الصغار، ولا يمكننا أن ندعي منحهم قيماً جيدة إذا لم نغرسها يومياً.

 

  1. تنمية الذكاء العاطفي

ثبت أن الذكاء العاطفي الذي يظهره الآباء عند تربيتهم وحل نزاعاتهم له تأثير مباشر على شخصيتهم ومسؤوليتهم العاطفية. لهذا السبب، انتبه جيداً لكيفية تفاعلك مع المواقف العصيبة. قد لا يقبل الأطفال حدوداً معينة في البداية، ولكن إذا قمت بتعيينها، فهذا من أجل مصلحتهم. وبصفتنا آباء، تقع على عاتقنا مسؤولية التعامل مع أطفالنا في الحب لمساعدتهم على التحسن كأشخاص.

لذا ضع في اعتبارك ما تنوي تحقيقه بالقواعد، وحافظ على موقف حازم وصارم. يجب على الأطفال اتباع تعليمات والديهم لأنهم يحتاجون إلى توجيه لفهم ما هو صحيح، وما هو خطأ. وتذكر أن الصغار لا يأمرون أنفسهم وأنك شخص بالغ مسؤول، لذلك قم بتنمية ذكائك العاطفي وفرض الحدود أمامهم.

 

  1. أن شرح عواقب أفعالهم

كل قرار نتخذه في الحياة له عواقبه، إيجابية كانت أو سلبية. ومن خلال شرح نتائج عدم وجود حدود، فإننا لا نهدد الأطفال بالعقاب في المستقبل. ومن المهم عدم تبني موقف استبدادي، بل التحدث باحترام للأطفال وإخبارهم بما يمكن أن يحدث.

على سبيل المثال، إذا لم ينهِ جميع فروضه المدرسية في الوقت المحدد، فلن يتمكن من مشاهدة أفلام كرتون المفضلة لديه، لأنه سيضطر لتناول العشاء بعد ذلك؛ وإذا صرخ على أصدقائه، فربما لن يرغبوا في اللعب معه بعد الآن لأنه جعلهم يشعرون بعدم الارتياح. بعبارات بسيطة ولكنها مباشرة، فإن الأطفال يحتاجون إلى فهم عواقب أفعالهم.

 

  1. احكم على السلوك السيئ.. وليس على طفلك

للكلمات قوتها العظيمة، ومثلما يمكنها أن “تداوي الجروح”، يمكنها أيضاً أن تخلقها. لذا كن حذراً للغاية بشأن ما تقوله لأطفالك الصغار في أوقات التوتر، وحاول تجنب العبارات الجاهزة بأي ثمن، ولا تحكم على أطفالك بسبب إهمالهم. فإذا لم يؤد طفلك واجباته المدرسية بعد، فلا تقل أبداً أشياء مثل: “أنت غبي.. لماذا تستغرق وقتاً طويلاً؟”، أو “إلى متى ستظل بهذا الغباء؟”.. إن الكلمات تؤذي وتخلق أبعاداً خيالية تثبط الأطفال. إن طفلك الصغير ليس غبياً أو “غشيماً”، فهو يحتاج فقط إلى مساعدة والديه ليتحسن في درس لا يفهمه.

 

من الممكن فرض حدود فعالة مع الاحترام

الآن، وبعد أن عرفنا بعضاً من أفضل الاستراتيجيات لوضع حدود فعالة قائمة على الاحترام، حان الوقت لاختبارها. تذكر أن كونك أباً أو أماً ليس بالمهمة السهلة، لكن الأطفال يحتاجون إلى حكمتنا لكي يصبحوا بالغين ومسؤولين.

لذلك شجع الحوار الصادق كأداة للتعبير عن كل ما نشعر به. وبهذه الطريقة، سيتمكن الصغار من التعبير عن آرائهم وتقديم البدائل عندما لا يتفقون مع أي حد. إن الحفاظ على نهج مرن أمر بالغ الأهمية لكي نغذيهم بالحب والاحترام.