صحيفة البعثمحليات

جمعية تنظيم الأسرة السورية.. برامج مستمرة لتقديم الدعم الصحي والاجتماعي

دمشق – ميادة حسن

تحتاج الأسرة السورية حالياً للكثير من الإجراءات والقرارات لمساندتها ودعمها ورفع مستواها المعيشي وهي خطوات ليست مستحيلة في ظل هذه الظروف حيث يمكن تحقيق ذلك عبر التعاون والتضامن بين الهيئات والمنظمات الأهلية والرسمية لتقديم خدمات صحية واجتماعية وتعليمية وغيرها للمساهمة في تخفيف الأعباء على هذه الآسر، وعلى أرض الواقع استطاعت بعض الهيئات تقديم المساعدة الطبية المجانية للعائلات في معظم المدن والأرياف البعيدة مما يخفف الأعباء المادية التي تفرضها أسعار كشفيات الأطباء وغلاء أسعار الأدوية، كان منها جمعية تنظيم الأسرة السورية التي تساهم في تقديم خدمات الصحة الإنجابية للسيدات الحوامل والرضع مجانا وترصد حالات سوء التغذية للأطفال وتخصيص مساحات لتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي وتهيئة مراكز مؤهلة لذلك في مختلف المحافظات وعبر سيارات متنقلة للوصول لكل المناطق البعيدة والأرياف.

تأهيل الكوادر

تم استقطاب 30 من كوادر الجمعية، على مدار خمسة أيام، في مختلف المحافظات، لتنفيذ برنامج الترصد التغذوي والتدبير المجتمعي بدعمٍ من منظمة اليونيسيف بهدف تطوير معارف ومهارات هذه الكوادر حول البرنامج، وكيفية جمع البيانات وتحليلها وتبادل المعلومات والمؤشرات الخاصة بالغذاء والتغذية وصولاً إلى الكشف المبكر عن حالات سوء التغذية وعلاجها.

الدكتورة منى زهود (طبيبة في الجمعية) تحدثت لـ “البعث” عن مدى احتياج الأسرة السورية إلى الكثير من الدعم الصحي والاجتماعي والدعم التنموي حيث أن معظم العائلات تعرضت للنزوح والتهجير بسبب الحرب من جهة والزلزال المدمر من جهة أخرى مما تسبب بفقدان الأمان والاستقرار لتلك العائلات ونتيجة ذلك كان لابد من اتخاذ قرارات حاسمة للدعم وتقديم المعونة كتأهيل كوادر كفوءة تستطيع إنجاز المهام المطلوبة منها، بالإضافة إلى تجهيز عيادات متنقلة للوصول لأكبر عدد من المتضررين والمحتاجين في مختلف المناطق، وكانت الأولوية لرعاية الطفولة والصحة الإنجابية حيث يتم تقديم الخدمات بفحص الأم ومتابعة حملها مجانا ومتابعة صحة الطفل الجسدية والعقلية والنفسية، والعمل على الدعم النفسي بمعالجة العديد من الحالات والتي كانت في أغلبها تشكو من اضطرابات الخوف والهلع وإحالة الأشخاص الذين يحتاجون لرعاية طبية نفسية إلى عيادة تنظيم الأسرة في المقر المخصص لهم، وبلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمات أكثر من 70 شخص بين ذكور وإناث وأطفال، تراوحت أعمارهن من 10 سنوات وحتى 70 سنة يترافق ذلك مع تامين الاستشارات والكشوف المجانية، وتضيف زهود: لدينا مراكز لدعم النساء المعنفات وحمايتهن وهذه الإجراءات تخفف من الأعباء الاقتصادية على المواطن وخاصة أن الجميع أصبح يعاني منها وهي إجراءات تتحدى الغلاء المعيشي.

دعم نفسي

طريقة دعم المرأة المعتمدة في مراكز الدعم التابعة لجمعية تنظيم الآسرة السورية في كافة المحافظات وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان يتم في مراكز طبية، الدكتورة رنا لقشمها مشرفة على مراكز دعم وتمكين المرأة بيّنت أنه يتم العمل على تقديم المشورات والاستشارات الاجتماعية والنفسية الطبية في مراكز الجمعية الثابتة والفرق الجوالة التابعة لها وتقديم خدمات متخصصة لحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي مثل حالات الزواج المبكر والعنف الجسدي من قبل الشريك أو الأهل، إضافة لتمكين المرأة مهنيا وتعليمها مهنة أو حرفة من خلال دورات محو الأمية، وبالتنسيق مع دائرة تعليم الكبار ليتم حصولها على شهادات معتمدة تمكنها من متابعة تحصيلها العلمي إضافة لوجود مركز إقامة مؤقت لحالات عنف خاصة يتم تقيمها وإحالتها من قبل الكادر المتخصص في كافة مراكزنا بكافة المحافظات وتتابع لقشمها إن الحالات الأكثر شيوعا هي حالات العنف النفسي الاجتماعي والعنف الجنسي والاقتصادي والعنف الجسدي من قبل الشريك أو الأهل، ولاشك بأن هناك حالات إيجابية فكافة الخدمات المقدمة ضمن المراكز تحرص على متابعة المستفيدة وحصولها على الخدمة متكاملة، ومن ناحية التطور فهو ملموس من خلال جلسات التوعية الجماعية التي ترصد التطور الايجابي في طرائق التفكير وفي تنمية مهارات الحياة، ولا نكتفي بتقديم الخدمة بل تم تسجيل عدة قصص نجاح تبين لنا التغيرات التي حققها المستفيد.