ثقافةصحيفة البعث

الأطفال بين الغناء والكتابة والقانون والخطابة

حلب -غالية خوجة

كيف تكون كاتباً صغيراً؟ وكيف تقوم بواجباتك لتنال حقوقك؟ وما أهمية منتديات الثقافة وأصدقاء الثقافة الخاصة بالأطفال؟

تكثر المنتديات الخاصة بالأطفال والشباب في حلب، كما تكثر الفعاليات، ومنها الاحتفالية باليوم العالمي للطفل، والظهيرة الكتابية والحوارية التي أقيمت في اليوم الأول من الاحتفالية في المركز الثقافي العربي بالعزيزية، وشاركت فيها مجموعة من الأطفال قدمت محاولات متنوعة في الكتابة لا سيما “الشعر”، وهي محاولات تستكشف من خلالها المواهب القابلة للاستمرار، واستكشاف الراغبين بالكتابة أو بحفظ قصائد الشعراء أو تأدية بعض الأغاني من خلال محبتهم للغة العربية الفصحى، وقلة من الأطفال أجادت، وبعض الأطفال كان يحتاج لمزيد من الاهتمام المتكامل بين هذه المنتديات والعائلة، ولذلك، تساءلت “البعث” في تلك الظهيرة، وخلال الجلسة، عن أهم ما تميزت به هذه المنتديات الثقافية؟

الثقة والتنمية

وأتت إجابات الأطفال المشاركين مؤكدة على تجذير الثقة بالنفس، وتنمية المواهب في مختلف المجالات، والتحفيز، وتنمية الشخصية، ومتابعة الأحلام بإرادة، وكسر حواجز الخوف بين المنصة والحضور.

وهذا ما أكدت عليه أمهات الأطفال الحاضرات، منوهات إلى أن أطفالهن قد يعانون في المدرسة، لكنهم وجدوا أنفسهم في هذه المنتديات وهم سعداء بها لأنها تجعلهم فرحين بين غناء ورقص وتمثيل وكتابة.

وكانت هذه الإجابات محببة للقائمين على هذه المنتديات لا سيما جهاد الغنيمة مدير المركز الثقافي العربي بالعزيزية والشاعر المربي فصيح الخضر.

هل اطلع الأطفال على القانون؟ 

وتابعت الجلسة الحوارية أسئلتها وإجاباتها بتفاعلية بين الأطفال والكبار، وكان القانون رقم (21) الصادر بمرسوم عام 2021 الخاص بقانون حقوق الطفل أحد أهم المحاور، إلاّ أن هذا القانون لم يوزع على الأطفال وعائلاتهم لا كنسخ ورقية ولا كملف “بي دي اف” ولا كملخص، ورغم ذلك استطاع بعض الأطفال الإجابة عن مضمون بعض مواده، مثل من حق الطفل أن يتعلم ومن حقه التعليم المجاني، وله الحق في الحياة والرعاية الصحية والنفسية والأسرية، والحماية، وتلبية احتياجاته، وعدم التمييز، وعدم التعنيف، وعدم الاستغلال، ويتمتع بحرية الرأي.

ووافق الجميع على ضرورة تأدية الواجبات أولاً لتليها خطوة المطالبة بالحقوق، وذلك لكي تتناغم فضاءات الحياة بواقعية، ومنها أن يكون الطفل مهتماً بالتعليم أيضاً، وأن يحترم والديه والمعلمين، وأن يحافظ على أسرته ومدرسته ومجتمعه وأهله ووطنه، ويقوم بكل سلوك إيجابي.

آراء أمام المنصة

الطفل مهاب عزيزي: لم أكن مستعداً تماماً لهذه الظهيرة الأدبية، لأسباب عديدة، منها أني سجلت مشاركتي بها قبل يوم واحد من وقوفي على المنصة، لذلك، كانت لديّ بعض الأخطاء.

وشاركت أمه منار معنا قائلة: ابني يحب الكتابة والفصاحة والخطابة والغناء، وأيضاً التصوير، وها هو يصور بكاميرته لأنه يتمنى أن يكون إعلامياً في المستقبل.

وعن رأيها بما سمعته، أجابت الشاعرة الشابة مايا كركوش: هناك من حاول أن يبدع من الأطفال، ومنهم من يحتاج إلى تبلور موهبته، والعمل على هذه الموهبة، لتكون لدينا نجوم حقيقيون في المستقبل.

بينما رأت أختها كارول (مدرّسة لغة فرنسية) أن الفعالية تسلط الضوء على مجموعة من المواهب، كما أنها تساعد على تقوية شخصية الطفل وإمكانياته اللغوية وتعزز الاهتمام باللغة العربية الفصحى.