مجلة البعث الأسبوعية

استضافة التصفيات الأولمبية لكرة السلة كلّفت مئات الملايين …وإشارات الاستفهام تحيط بالمنتخب

 البعث الأسبوعية-عماد درويش

لم يكن أحد يتوقع ظهور منتخبنا الوطني للرجال بمستوى “هزيل” في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 التي اختتمت نهاية الأسبوع الماضي، حيث فتحت الخسارات التي تلقاها المنتخب (حقق فوز وحيد مقابل أربع خسارات) باب الانتقادات تجاه المنتخب ولاعبيه واتحاد كرة السلة، وسط حالة من الاستغراب لعدم قدرة منتخبنا الذي استضاف التصفيات على أرضنا بعد غياب استمر لـ 12عاماً على المنافسة أو تقديم أداء يليق بسمعة سلتنا.

كلام معسول

قبل انطلاق التصفيات أغرق القائمون على سلتنا الشارع الرياضي بالكلام “المعسول” بأن منتخبنا سينافس بقوة على البطاقة الوحيدة المؤهلة للأولمبياد، خاصة وأن اتحاد السلة تلقى دعماً غير مسبوق من الاتحاد الرياضي العام، حتى وصل الأمر لقيام الاتحاد الرياضي بتخصيص كافة الصالات في كافة المحافظات لكرة السلة فقط، وقام بتهميش بقية الألعاب، واتحاد السلة كان يطلب فيُلبى طلبه بسرعة، وينفذ ما يريده، ويلقى الدعم في كل ما يفكّر به من استقدام لاعبين أجانب والتعاقد مع مجنسين استقدام مدربين أجانب، إلا أن المعطيات لم تأتِ كما تشتهي سفن الاتحاد، وتلقت سلتنا الخسارة تلو الأخرى منذ أن استلم الاتحاد الحالي مهامه، ولم يحقق منذ المشاركة بالتصفيات المونديالية وبطولة آسيا والتصفيات الأخيرة سوى أربع انتصارات مقابل هزائم بالجملة ، وبعضها كان مؤلماً كونها جاءت على أرضنا وبين جماهيرنا، لكن الحسنة الوحيدة للاتحاد تمثلت في استضافة التصفيات، كأول حدث رياضي بهذا المستوى يكسر الحصار المفروض على رياضتنا.

تجديد وإهمال

الجميع كان يمني النفس بأن ينجح منتخبنا بالمضي قدماً في هذه التصفيات، بعد أن توافّر لاتحاد السلة دعم كبير بدءاَ من إعادة صيانة صالة الفيحاء للمرة الثانية خلال سنتين والتي كلفت ملايين الليرات في كل مرة، حيث أن كافة رواد صالة الفيحاء لاحظوا أنه طالها “التجديد” مع بعض الأمور الصغيرة (مثل التكييف والمشالح الإضافية).

ولعل المتبع للمنتخب رأى الأداء المتواضع للمنتخب والأخطاء الإدارية التي وقع بها اتحاد السلة، واعترف بها مدربنا الوطني عبود شكور موضحاً: “من وجهة نظري، مدة التحضير التي امتدت لأسبوعين فقط لم تكن كافية لإيصال أفكار الكادر التدريبي إلى اللاعبين، بالإضافة إلى ذلك، خلال مدة التحضير تدرّب معنا اللاعبَان الارجنتينيان مستعيدي الجنسية إيميليانو باسابي وسليم سفر وكان الاتجاه إلى اعتمادهم وتم بناء الخطط الفنية على ذلك الأساس، وقبل يوم واحد فقط من بداية البطولة أعلمنا اتحاد السلة بأنهما لن يشاركا مع المنتخب لعدم استكمال أوراقهم الدولية والسماح لهما بالمشاركة مع  المنتخب، ولم يعمل الكادر الفني للمنتخب على خطة بديلة لغيابهما وهذا خلق خللاً في مراكز اللاعبين”

وفي هذا السياق أكد أمين عام الاتحاد الدولي لكرة السلة آغوب خاجريان أن من عمل في ملف استعادة جنسية اللاعبين السوريين ارتكب أخطاء، وهما الاتحادين الأرجنتيني والسوري مع فارق جوهري وكبير، هو أن الاتحاد الأرجنتيني غير متضرر أو معني أو مهتم سواء استعاد اللاعبون جنسيتهم السورية أم لا.

مدرب عادي

لعل إصرار اتحاد السلة على التعاقد مع المدرب الإسباني “خافيير” كانت نقطة سلبية لم يستفد منها المنتخب ولاسلتنا بشكل عام، ولم “يتعظ” القائمون على سلتنا من سوء النتائج التي حققها المنتخب مع خافيير في التصفيات المونديالية وبطولة آسيا، وبدلاً من البحث عن مدرب عالي المستوى أصرّ الاتحاد على المدرب نفسه، سّيما وأن اتحاد اللعبة تعاقد مع المدرب الإسباني الثاني “مدرب منتخب السيدات تحت 16 عاماً قبل البطولة بوقت قصير، وبالتالي تم تهميش دور المدرب الوطني دون وجه حق، وعلمت “البعث الأسبوعية” أن هناك أشخاص متخصصين في عقود المدربين واللاعبين تقدموا لاتحاد السلة بعددٍ من أسماء المدربين على كفاءة عالية براتب أقل من الراتب الذي تقاضاه “خافيير” لكن الاتحاد صمّ أذانه عن هذا الموضوع، كذلك الأمر بالنسبة للتعاقد مع لاعب مجنس مستواه أعلى من المجنس الحالي “براندون” الذي كان أسوء اللاعبين حتى أنه في إحدى المباريات لم يسجل سوى أربع نقاط راسماً أكثر من إشارة استفهام.

 

 

 

أسباب الخسارة

المدرب المتخصص في اللعبة أمين خوري أوضح لـ”البعث الأسبوعية” أن أسباب الخسارات المتتالية يعود لعدم الانتقاء الصحيح للاعبين واختيار مدرب غير قادر على قراءة المباريات بشكل سليم، وفي حال استمر العمل بنفس الطريقة الحالية بالنسبة للمنتخب، فستظل النتائج غير مرضية.

وأضاف خوري: ما الفائدة من البطولات للفئات العمرية إن لم يتبعها استكشاف المواهب ومتابعتها وصقلها، ونحتاج طبعاً ملاعب وتجهيزات وهي غير متوفرة، فيجب الإشراف على تلك المواهب ممن يتقن فن كرة السلة أصولها بحذافيرها و مهاراتها، لذلك لو تم البدء والنهوض بهذا المشروع منذ ثلاث سنوات لكان بالوقت الحالي رديفاً قوياً للمنتخب الذي مع الأسف بدا مترهلاً ضعيفاً لا حول ولا قوة له، مفتقداً للسرعة والمهارة بكل متطلباتها “من تسديد دفاع هجوم سرعة بديهة التمريرات والتوقيت والتمركز الصح” والقائمة تطول، كل ذلك لم ولن يعطيك إياها فقط المدرب حالياً، لا بل يفترض أن تكون من أبجديات أي لاعب سلة تأسس صح عندما كان بالفئات العمرية، وأن يؤمن بنفسه و أنه عليه أن يظهر نداً قوياً للآخرين ويعمل على تطوير ذاته باستمرار.

وأكد خوري أن الهوة بيننا وبين لاعبي المنتخبات الأخرى بدت كبيرة، مشدداً على أنه في حال بقيت سلتنا تعتمد نفس الطريقة المتبعة حالياً فلن تحقق نتائج جيدة، لذلك تحتاج لإعادة بناء الفكر السلوي وبناء الفئات العمرية.