صحيفة البعثمحليات

المشاريع الزراعية الريفية.. منح عينية مجانية للأسر المستفيدة والمصرف الزراعي شريك بالإقراض

دمشق- زينب سلوم

بيّنت مديرة التنمية الزراعية والأسرية في وزارة الزراعة رائدة أيوب لـ”البعث” أن الوزارة تقوم عبر مديرية التنمية الريفية بتنفيذ العديد من البرامج الهادفة للنهوض بواقع الأسرة الريفية وتحسين مستوى معيشتها، وذلك من خلال تنفيذ المشاريع التنموية، ويأتي في مقدمها المشروع الوطني للزراعات الأسرية الذي يتمّ دعمه وتمويله حكومياً بالكامل، لافتةً إلى أن المشروع يهدف إلى المساهمة في تنمية المجتمع الريفي وخاصة القرى الأكثر فقراً، والانطلاق من تمكين الأسر وزيادة دخلها كقاعدة ينمو معها الاقتصاد الوطني تدريجياً عبر زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي الغذائي لجميع تلك الأسر وتحسين نسبة مردودها المادي، كما يهدف المشروع إلى تحقيق قيمة مضافة لإنتاج تلك الأسر من خلال التصنيع الغذائي لمنتجاتهم الزراعية بدلاً من بيعها “خام”، وبالتالي تحقيق استقرار أكبر في حياة المجتمعات الريفية.

وأشارت أيوب إلى أن مساعدة تلك الأسر تكون عبر تقديم منحة مجانية عينية للأسرة الريفية عبارة عن ثمانية أصناف من البذار الصيفية والشتوية المحسّنة، مع شبكة ري بالتنقيط وكامل مستلزماتها لمساحة 500 متر مربع، إضافةً إلى حزمة تدريبية مرافقة لذلك. ووفقاً لأيوب بلغ عدد الأسر المستفيدة من المشروع 57110 أُسر في 11 محافظة تمّ تنفيذ المشروع فيها، كذلك تُعنى المديرية بتنفيذ مشروع التصنيع الغذائي المنزلي للنساء الريفيات عبر دعمه بقروض متناهية الصغر، ووفقاً لأيوب يتمّ هذا المشروع بالتعاون مع المصرف الزراعي التعاوني كشريك بالإقراض فقط، بهدف رفع القيمة المضافة للمنتج الزراعي الأسري وتأمين فرص العمل، إضافةً إلى استيعاب فائض المنتجات الزراعية، وضمان توفر المواد الغذائية على مدار العام بأسعار مناسبة، من خلال مشروعات تصنيع الألبان والأجبان، والبندورة والفليفلة ومجمل أنواع الخضار، ومنتجات العنب، ومنتجات الحبوب، والمخللات والمربيات، وتجفيف الخضار والفواكه، وتصنيع منتجات الحمضيات والتفاحيات، كما يتمّ تصنيع الحرير الطبيعي، والفطر الزراعي، فضلاً عن إنشاء وحدات تصنيع للمنتجات الريفية اليدوية كالقش واللوحات والخشب، مع إتاحة مشروعات أخرى تختارها المرأة بنفسها.

وتابعت أيوب: يحقّق هذا المشروع تشجيع النساء الريفيات على تأسيس المشاريع الإنتاجية الصغيرة المولّدة للدخل، عبر تقديم حزمة من الخدمات التدريبية والفنية المتخصّص على المشروع الذي اختارته، والتدريب على مهارات التوضيب والتسويق وإيجاد سجل للمشروع وإدارة ميزانيته ذاتياً، فضلاً عن المساعدة على المفاضلة والاختيار للمشاريع الناجحة والمناسبة للمنطقة.

وأكدت أنه يتمّ تمكين المرأة من الحصول على قروض تغطي تمويل مشروعاتها بشروط ميسّرة وزمن أقصر، وذلك في المناطق التي لا تصلها خدمات وبرامج التمويل في الجهات الأخرى، مع مساعدتها على شراء مستلزمات المشروع والبدء به فعلياً، على أن تتمّ متابعة المقترضة كل فترة ثلاثة أشهر حتى سداد القرض كاملاً، والحرص على تقديم المساعدة لحلّ أي مشكلة تعترض مشروعها، كما تعمل المديرية على ربط المرأة بسوق منتجات النساء الريفيات في كلّ محافظة والأسواق المشابهة.

وأوضحت مديرة التنمية الريفية أن عدد المستفيدات من مشروع الإقراض في مناطق القطر قد بلغ في اللاذقية 150، وفي ريف دمشق 125، وفي حماة 100، وفي الغاب 75، وفي حمص 125، وفي طرطوس 100، وفي السويداء 100، وفي القنيطرة 50، وفي حلب 100، وفي درعا 75 مستفيدة.

من جهةٍ أخرى تعمل المديرية أيضاً على مشروع وحدات تصنيع غذائي متخصّصة عبر مشاريع جماعية على مستوى القرية، وقالت أيوب: يتمّ تمويل هذه الوحدات حكومياً وعبر المنظمات أيضاً، حيث يتمّ تأسيس وتجهيز وحدة تصنيع غذائي تكون بمثابة حاضنة لمشروع جماعي تستفيد منه كل نساء القرية وكل الأسر الزراعية في المنطقة، من خلال تأمين المكان والمستلزمات وحتى رأس المال التشغيلي اللازم.

وحول سؤالنا عن مدى توفر المواصفات المقبولة تسويقياً في المنتج، سواء من قبل المحال أو من قبل الجهات الرقابية التموينية والصحية ضمن المنتجات، أكدت مديرة التنمية الريفية والأسرية أنه يتمّ تأمين التدريب الفني والمالي عالي المستوى للنساء للإنتاج حسب المواصفات القياسية السورية، كما تتمّ مراعاة قواعد جودة وسلامة الغذاء بدقة، حيث يتمّ الحرص على رفد السوق المحلية بمنتج يدوي ذي جودة عالية دون غش أو إضافات أخرى، مع تحقيق الحفاظ على مهن يدوية تتقنها النساء وتشكل نسيج الذاكرة الشعبية لهذه المنطقة من آلاف السنين. وحول حجم الإنتاج لتلك الوحدات بيّنت أيوب أن الوحدة تعمل على مدار العام حسب توالي المواسم الزراعية بطاقة تشغيلية يومية /1/ طن من الفاكهة أو الخضار أو الحليب، مضيفةً: إن هذه الوحدات تمكّن من استيعاب فائض المنتج الزراعي القابل للتصنيع في مواسم الوفرة في وقت نعاني من صعوبات التسويق، مع تنويع وتعدّد المنتجات التي يتمّ الحصول عليها من صنف واحد؛ كإنتاج عصير ومربى وفاكهة مجففة وحلويات من صنف فواكه واحد.

وأكدت المديرة أن هذه الوحدات توفر فرص عمل مباشرة للنساء العاملات بمعدل 30 امرأة ضمن كلّ وحدة، فيما بلغ عدد النساء المستفيدات من وحدات التصنيع بشكل مباشر480 مستفيدة، كما بلغ عدد وحدات التصنيع في ريف دمشق /6/، وفي درعا /3/، وفي السويداء /2/، وفي القنيطرة واحدة، وفي حمص /5/، وفي حماة /6/، وفي الغاب /2/، وفي اللاذقية /4/، وفي طرطوس /2/، وفي حلب /2/.