طرطوس وجزر البحر المنسية وأمهم أرواد…!!
البعث الأسبوعية – وائل علي
كثيرون لا يعرفون أن لجزيرة أرواد ثلاثة شقيقات على الأقل وأنها ليست ابنة طرطوس المتوسطية الوحيدة لكن قد تكون الأكثر غنجاً ودلالاً ومقصداً من أخواتها “المنبوذات” ربما أو لنقل المنسيات…!؟
وعلى ما يبدو أننا ما اعتدنا الربط بين مشاهداتنا لتلك الجزر وتوزع الـ “شقيقات ” الصغيرات غير المسكونات بالجنس البشري كما أرواد وسط محيط المياه الجنوبية الغربية القريبة من الجزيرة الأم كجزيرة العباس وما يعرف بلغة الأرواديين القدماء “الحباس” قبالة مملكة عمريت ذي التاريخ الفينيقي الأصل والفصل ، أو جزيرة النمل الشمالية قبالة “وطى حصين البحر” التي يقال أنها كانت مقصد الروائي السوري الراحل الكبير حيدر حيدر وملهمته وأن روايته الذائعة الصيت “وليمة لأعشاب البحر” ولدت على صخورها وأرضها إلى جانب العديد من أعماله الأدبية الروائية والقصصية الشهيرة…
وليس ببعيد عنها تتوضع جزيرتا “أبوعلي” و”المخروط” الصغيرتان كما يطلق عليهما أبناء البحر ومعشر الصيادين على وجه الخصوص دون أي تحديد لسبب تلك التسميات واللافت أن جزرنا قريبة من اليابسة مما يشكل عامل جذب للزيارة …
أما جزيرة العباس…
فهي الثانية بعد أرواد من حيث المساحة وتتوسط المسافة بين أرواد والبر الجنوبي تقريبا و تتوضع على مساحة تقرب من العشرة دونمات مربعة وفي مرحلة الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته بلادنا مطلع الألفية الثالثة ولدت فكرة إشادة مشروع سياحي عملاق باسم “لؤلؤة طرطوس” كان قاب قوسين أو أدنى من توقيع عقده سيما بعد الزيارات الرسمية المتكررة التي شهدتها الجزيرة من رتبة رئيس حكومة وما دون لكن الحرب ودائماً الحرب حالت دون ذلك ليطوي النسيان أو التناسي الفكرة كما طوى غيرها…
بكل الأحوال…
لا تزال “الحباس” موجودة عل الأيام تجعل حلم اللؤلؤة حقيقة وجزيرة العباس الآن تعتبر مأوى الصيادين وهدفا لمحبي البحر وأصحاب المراكب الصغيرة لقضاء ساعات على صخورها بين أسراب طيور البط المهاحر والنوارس البحرية التي تعشش فيها وجعلت منها موطنا تأوي إليه وتسكنه…
وللجزيرة شكلاً هلالياً طولانياً منحنياً ويمكن الوصول إليها من الجهة الشمالية الغربية التي تشكل ميناء طبيعيا يمكن للزوارق الترصيف والربط على صخورها…
وهناك من يقول من الصيادين في أحاديثهم المتناقلة – ولسنا متأكدين – من صحتها أن للجزيرة رصيف غربي مبني من الحجارة الضخمة يعود لأزمان غابرة ويمتد لمسافات غير محددة أو معلومة لكنه تحتاج وتنتظر من يؤكدها أو ينفيها بلسان الجهات الحكومية الرسمية المعنية…
كنز سياحي ولكن…!!
الحقيقة المؤكدة أن لدينا الكثير من الجزر البحرية المتناثرة على طول مياهنا الإقليمية الزاخرة التي تصلح لتكون مشاريع سياحية من الطراز الرفيع القادر أن يدر ذهباً ويستقطب أثرياء العالم بكنوزه المخبوءة لكنه يحتاج لمن يعرف كيف يفكر باستثمارها ويوظفها التوظيف الصحيح ولنا أمثلة في دول نتشاطأ معها ذات البحر والطبيعة في اليونان واسبانيا وقبرص وغيرها ولكن…!؟